Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-03-2008, 06:52 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي تصريحات القذافي .. والرسوم المسيئة* المحامي ميشيل شماس


تصريحات القذافي .. والرسوم المسيئة

المحامي ميشيل شماس - 15/03/2008

سبق أن أعلنت عن استنكاري للإساءات التي يتعرض أصحاب المعتقدات الدنية، ليس بوصفي مسيحياً، بل بوصفي إنساناً يؤمن بحرية الرأي والاعتقاد، ويرفض أية إساءة توجه لمعتنقي أي ديانة


أو لما يعتقده الأخر أو يؤمن به، أو لما يراه، ولو كان رأيه أو معتقده مخالفاً لرأي ومعتقدي، وأؤمن أيضاً بأن حرية الإعلام في النشر يجب أن لا تتجزأ، وينبغي أن لا تقبل أية استثناءات، وألا يكون هناك مناطق محظورة شرط أن تقترن تلك الحرية بعدم التشهير أو التجريح أو الإساءة للأخر المختلف كلياً عني.
أقول هذا الكلام بعد أن تفاعلت أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد من جديد بعد أكثر من سنتين على ظهورها، والمبالغة الإعلامية في الرد على نشر تلك الرسوم من قبل وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية تحت شعار "نصرة الله ورسوله " والتي أعطت هذه القضية أبعاداً عالمية، فلو تم تجاهل تلك الرسوم وضبط النفس وعدم الانجرار إلى أعمال عنف، ولو أن تلك الردود جاءت هادئة وبعيدة عن التعصب والتشنج لفوتت الفرصة على الذين يصطادون في الماء العكر، ولبقيت أزمة الرسوم مجرد حادثة اعتراضية لا تأثير لها، وكانت ستذهب طي النسيان. مثلها مثل تصريحات القذافي حاكم ليبيا منذ العام 1969 التي أدلى بها في وقت كان المسيحيون في العالم والبلدان العربية يحتفلون بأسبوع آلام المسيح وعيد الشعانين والفصح المجيد، وذلك عندما أم المصلين بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف العام الماضي في شمال النيجر بحضور رؤساء أفارقة وآلاف المصلين.وأقيمت الصلاة في ملعب رياضي في مدينة أغاديس بحضور الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس المجلس العسكري الموريتاني أعلي ولد محمد فال ورئيس نيجيريا أولوسيغون أوباسانغو ورئيس النيجر تانغا مامادو ورئيس مالي أمادو توماني توري ورئيس سيراليون أحمد تيجان.
ومما قاله القذافي في خطبته دفاعاً عن الله ورسوله: "إنه من الخطأ الاعتقاد بان المسيحية ديانة عالمية إلى جانب الإسلام، مضيفا أن هنالك أخطاء خطيرة منها الخطأ القائل بأن عيسى جاء كرسول لأشخاص آخرين غير بني إسرائيل".وأضاف في الكلمة التي بثها التلفزيون الليبي على الهواء مباشرة "أن بقاء عدة أديان بعد دين محمد هي أخطاء تاريخية خطيرة لأن الدين عند الله هو الإسلام والله قد أرسل محمدا للناس جميعا". وقال أيضا إن "عيسى عليه السلام أرسله الله إلى بني إسرائيل فقط ليصحح شريعة موسى ولا علاقة له بآسيا وأوروبا وأميركا وأفريقيا ".وتساءل القذافي في خطبته "لماذا لا يؤرخ بتاريخ وفاة محمد؟ لماذا نؤرخ بميلاد عيسى ولا نؤرخ بوفاة محمد؟".وأضاف أن "الصلاة التي يقوم بها أتباع عيسى الآن ليست بالصلاة التي كان يؤديها عيسى وأتباعه".وأشار إلى أن "هذا خطأ تاريخي أن تبقى عدة أديان بعد دين محمد. الدين يجب أن يكون واحدا بعد محمد"، مؤكدا أن "عيسى لم يصلب ولم يقتل" وأن "الشخص الذي صلب كان شخصا آخر غير عيسى".واستطرد القذافي قائلا إنه "يجب على العالم أن يؤرخ اعتبارا من الآن بمرور 2007 أعوام على ميلاد عيسى المعجزة و1375 عاما على وفاة محمد خاتم الأنبياء" .
يبدو أن القذافي لم يجد وسيلة "لنصرة الله ورسوله" إلا من خلال نشر أفكاره المتطرفة في مخاطبة الوجدان الديني للمسلمين الأفارقة. بعد أن أدرك أن الدور الحيوي الذي يلعبه الدين في حياة الشعوب الفقيرة خاصة، فقرر ليس فقط التستر خلف الشعارات الدينية، بل وقرر القيام بدور الداعية المتأسلم في أفريقيا الفقيرة المتضورة جوعاً من خلال إهانة ومهاجمة عقائد الآخرين.
قال القذافي كلماته تلك ومضى. بينما الأقلام العربية والإسلامية التزمت الصمت، ولم يعلق أحد ولم يرد أحد. واكتفت وسائل الإعلام العربية بنشر أقوال الرئيس الليبي، دون أي تعليق، وكأنّها تتبناها جملة وتفصيلا. بينما تلك الفضائيات تحولت إلى منبر للهجوم على البابا وعلى كل ما يمثله بالرغم من أن العديد من الكتاب والمثقفين ورجال دين عرب مسيحيين أعلنوا عدم رضاهم عن الاقتباس الذي أورده البابا بمحاضرته التي ألقاها في جامعة ألمانية وأكدوا بأقلامهم وتصريحاتهم أنه اقتباس لم يكن له ضرورة، كما أدانوا تلك الرسوم المسيئة لنبي الإسلام التي ظهرت في بعض الصحف الغربية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل فعلاً انتصر القذافي بتصريحاته المسيئة للمسيحيين إلى الله ورسوله؟ وهذا يقودنا إلى السؤال عن مفهوم نصرة الإنسان لله الذي نسمعه كثيراً هذه الأيام ؟ فهل الله عاجز عن الدفاع عن نفسه حتى يأتي القذافي وغيره من بني البشر لينصره وينتصر له؟
لنقرأ جيداً ماورد في القرآن سورة محمد"7" ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) هذه الآية التي يستند إليها المتأسلمين في دعوتهم إلى نصرة الله ورسوله، وحسب فهمي لمعنى تلك الآية أن الله الذي خلق الإنسان ليس بحاجة إلي الإنسان كي ينصره،و إنما الإنسان هو الذي يحتاج إلي الله حتى ينصره ويثبت أقدامه. وكلمة "أن تنصروا الله" الواردة في الآية الكريمة تعني إن الإنسان ينتصر إلى لله بقدر ما تكون معاملته حسنة وجيدة مع أخيه الإنسان، وأن يكون دائماً على استعداد لتقديم المساعدة لمن يحتاجها، وأن يتمسك دائماً بالفضيلة والأخلاق الحميدة.
وأخيراً أقول لمن يدعي أنه وكيل الله على هذه الأرض، أن الله لم يوكل أحداً عنه في هذه الدنيا، ولم يطلب من أحد أن يعادي الآخرين بسببه.
فإذا كانت الكتب السماوية قد أخبرتنا أن الله كلي القدرة، وهو الذي خلق الأرض والسماوات والنبات والحيوان والإنسان.. فمن باب أولى أن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه، وكذلك الرسل والأنبياء..!!

ميشال شماس: ( كلنا شركاء ) 15/3/2008
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke