Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-01-2007, 10:42 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي المسيحيّون في لبنان إلى أين؟ بقلم: فؤاد زاديكه

المسيحيّون في لبنان إلى أين؟



إنّ الذي ينظر إلى حال الأوضاع السائدة في لبنان والتجاذبات القطرية والدوليّة وما يجري من تحالفات هنا وهناك, يدرك بأن خطراً كبيراً يتهدّد الوجود المسيحيّ برمّته في لبنان. فالشيعة الذين أصبحوا دولة ضمن الدولة اللبنانيّة الشرعيّة قد أثبتوا وجودهم بما يسيل بين أيدهم من مال وسلاح ودعم إيراني وسوري شيعي غير محدود ومستمرّ دون انقطاع واضح وهو ليس بخافٍ على أحد, وهذا يثبّت أركان هذه الدويلة الشيعيّة ضمن الدولة اللبنانيّة "المنقوصة السّيادة" بفعل خلق هذا الواقع على الأرض والذي لم يعد بالامكان تجاوزه أو القضاء عليه لأنّ ذلك سيؤدي بدون شك إلى تدمير كامل لكل لبنان شيعة ومسيحيّين وسنّة ودروزاً وغيرهم من الطوائف الأخرى.

أمّا وحال السنّة وإن لم يكن على الوضع الذي هم عليه شيعة لبنان إلاّ أن الطائف جاء ليعطي لهم الحقّ فيما رأوه غبنا تاريخيّا لهم وإنقاصاً من حقوقهم التي حصلوا عليها من خلال اتفاق الطائف والذي دعمته السعودية ومصر وغيرها من الدول السنّيّة للحدّ من ازدياد النفوذ الشيعي في المنطقة والوقوف في وجد مدّه وتصاعد وتيرة انطلاقه السريع, غير أنّ هذا الاتفاق لم يكن سوى حبر على ورق طيلة الوجود العسكري السوري في لبنان ومن المستغرب أنّه وبعد خروج سورية بدأت الأطراف الشيعيّة المحسوبة على سورية تطالب بوجوب تطبيق الطائف وهو ما لم تنادي به يوما أو تدعو إليه طيلة هذه السنوات الطويلة من التواجد العسكري السوري والإيراني في لبنان ممّا يدلّ على المخطط الرهيب الذي يديره أصحابه من وراء الكواليس وفي الأقبية المظلمة!

وبين شدّة التنافس الخفي والمعلن بين هذين الطرفين الشيعي والسنّي ولاعتبارات طائفية تدخل جذورها إلى بدايات المدّ الإسلامي حيث ظهر هذا الاقتتال بين السنّة والشيعة وشهد المسلمون والعالم ما جرى من مذابح من كلّ منها بحقّ الآخر, يبقى التواجد المسيحي في لبناني مشرذماً مختلفاً مع بعضه كالسوس الذي يفسد وبلغ التنافس والغلّ وكبرت الأحقاد ونمت العداوات وانقسم المسيحيّون في لبنان إلى جماعات توالي إماّ الشيعة المتمثّلة في حزب الله وحركة أمل ومن هؤلاء العماد إميل لحّود الذي اشترت سورية بقاءه بأغلى الأثمان ولا تزال فاتورة الدفع مفتوحة لم تختم بعد وقد تكون المحكمة الدولية هي الخاتمة الواضحة لوجوب تسديد هذا الدفع المستحقّ و معه الجنرال ميشيل عون الذي يحفل تاريخه بالمجازر والمآسي يقف إلى جانبه سليمان فرنجيّة وميشيل المرّ وغيرهم من الجماعات الموالية لسورية والتي استفادت طول مدّة الوجود العسكري والأمني السّوري في لبنان ممّا كان يتصدّق عليهم به الوجود السوري من صدقات ومغانم ومكاسب ليس من المعقول أن يتنكروا لها على غرار ما فعل الجنرال عون عندما تهجم على فرنسا وكذلك على شخص الرئيس الفرنسي الذي حماه وأنقذ رأسه من المقصلة السّوريّة. والبقيّة الباقية من مسيحيي لبنان انضمّوا تحت لواء السنّة المتمثل في سعد الحريري وتيّار المستقبل المدعوم من وليد جنبلاط الدرزي وهم ما يُعرفون باسم جماعة 14 آذار على اختلاف توجّهاتهم الحزبيّة كحزب الأحرار والكتائب وغيرهم من الكتل المسيحيّة المتعدّدة.

إنّ هذا الانقسام المسيحي وعلى هذا النحو إنّما يشكل خطراً أكيداً على هذا الوجود المسيحي الذي ليس هناك من يسنده ويقف إلى جانبه كما تفعل كلّ من إيران وسورية فيما يخصّ الشيعة في لبنان والحفاظ على مصالحهم وتقوية نفوذهم أو بما تقوم به السّعوديّة ومصر وغيرها من الدول السنّيّة وهي كثيرة جداً بدعمها للسنّة. ولم يبق أمام البطريرك مار نصر الله بطرس صفير رأس الهرم المسيحيّ سوى أن يعرب بوضوح عن خوفه وقلقه من ضياع مستقبل المسيحيّين في لبنان من خلال هذا التشرذم وهذه التحالفات التي تجعل كل طرف يعارض الطرف الآخر ويناصبه العداء ومن خلال هذا الانقسام الكبير الذي ينذر بانفجار بركان هائل.

رأى قداسة البطريرك صفير السياسي المحنّك والذي قلبه على كلّ لبنان, وحيث هوصمّام الأمن والأمان في لبنان, أنّه لا بدّ من القيام بتحرّك ما ينقذ ما تبقّى مّما يمكن إنقاذه من واقع الضياع المسيحي هذا والتشتّت السياسي له فقام بإطلاق مبادرته الروحيّة والتي تقوم على أسس من المحبة والخلق المسيحي النابذ لكلّ أشكال العداء والكره داعيا إلى إلغاء جميع الأحقاد والتوقّف عن حملات التشهير والعداء التي لن تجلب لهم الخير بل ستأتي بالمزيد من الفوضى والتبعثر والفرقة والضعف في صفوف الشعب المسيحي في لبنان. أقول وكلّي ثقة من أنّ هذه المبادرة الداعية للتقارب وضمّ الصفوف وزيادة اللحمة بين الفرق المسيحيّة ابتعادا عن المغالاة في النهج السياسي متى فشلت فهي ستكون آخر المحاولات التي يمكن أن تقدّم الخير لهذا الشعب الذي ستصيبه نكسة فظيعة!

أعتقد جازماً أنّ أيّ طرف مسيحي لا يقبل بمبادرة البطريرك صفير الجامعة والرسوليةّ فإنه سيكون كمن يدقّ إسفينا أبديا في جسد هذه القلة من الشعب المسيحي الذي يسكن في بلاده الأصلية لبنان الفينيقي الآرامي وسوف يتسبب له بانتكاسات كبيرة لا يعرف أحد ما ستؤول إليه من مصير مجهول يقود إلى عتمة داكنة!

أتمنى – كمراقب من كلّ قلبي وأنا يهمّني - أن يعود الاستقرار إلى لبنان الذي عانى الكثير من الحروب الخارجية والأهليّة والدمار والخراب والاقتتال الداخلي الذي دفع أثماناً باهظة له أقول وبوضوح تامّ أصلّي من أجل جميع الشعب اللبناني وأرجو من مسيحيّي لبنان أن يعملوا أسوة بشيعته وبسنّته من أجل توحيد كلمتهم ورصّ صفوفهم لكي لا يلعنهم التاريخ ويسجّل لهم تخاذلا ذليلا وتسبباً في نكبة تلمّ بهذا الشعب الذي عانى وعلى مرّ الأزمان من القتل والتهجير من بلاده في العراق وتركيا وجميع بلاد الشام.

إذا لم يع المسيحيّون في لبنان ما يجب عليهم القيام به وبشكل صحيح ومعافى فإنّ الخطر سوف يصيبهم قبل غيرهم لأنهم الأضعف, وهذا يتطلّب القيام به أولا من قبل قياداته السياسيّة التي تجرّه إلى هذا الضعف وتتسبّب له بهزيمة محتملة قد لا تقوم له قائمة بعد ذلك وسيكون الجميع متضرّراً من ذلك. إنّ أي حوار وطني يجب أن يكون منطلقا من مبادئ احترام الرأي الآخر والتعاطي معه لا من منطق القوة والفرض والإقصاء والعنجهيّة فالمحبّة تبني والبغضاء تهدم ويعلم الجميع أنّ الله محبة!

إلى متى سيبقى وضعكم بهذه الهشاشة يا مسيحيّو لبنان؟ إنّكم بهذا المسعى تفعلون كمن يلقي بنفسه في تهلكة محتمة. وحّدوا كلمتكم ورصّوا صفوفكم وأنيروا عقولكم واجلوا غشاوة الأوهام من على بصائركم لتعمل بصيرتكم الوقادة على نحو أفضل! لا نرمي من هذا أية دعوة طائفية أو إثارة أيّة أحقاد بل نضع النقاط الواضحة على الحروف الغامضة لتنطق محبة وتآخياً وأمنا يشعر به الجميع وخاصة شعبنا المسيحيّ في لبنان وهو الأكثر استهدافاً لأنّه وكما قلنا يبقى الحلقة الأضعف بعدما كان الحلقة الأقوى قبل ذلك.إنّ البكاء على الماضي ورثاء الموتى لا يفيد في إنجاز المشاريع ولا يقي من إمكانية الوقوع في مآزق ومخاطر تستهدف الوجود المسيحيّ برمّته في لبنان. اعقلوا وتوكّلوا ولتكن نعمة الرب يسوع معكم وليكن نوره هدياً لكم وسراطاً مستقيما تسيرون عليه فلا تتعثرون من خلاله. أطلب لكم التوفيق ومنكم الرحمة والشفقة على أنفسكم وعلى مَن تمثّلونهم في هذا الشرق العربي الذي لم يعترف بكم بعد مشاركا فعّالا في اتخاذ القرارت المصيرية بل هو ينظر إليكم مواطنين من الدرجة الثانية وربما أدنى من ذلك!

إنّها صرخة قلب يتألم من أجلكم ومن أجل لبنان فهل سيلقى نداء الرحمة الذي أعلنه ودعا إليه البطريرك صفير قلوباً صاغية منكم ونفوساً متقرّبة من روح الربّ؟ و إلاّ فإلى أين تسيرون؟ وماذا سيكون من مصيركم أيّها الأحبّة في الرب؟
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-01-2007 الساعة 12:09 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:38 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke