Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
الحرف توأم اللَّون
الحرفُ توأمُ اللَّونِ ما أزال غائصاً بقصصي ونصوصي ولوني وشعري وغربتي، أكتب شعراً من وحي البكاء، من وحي انسلاخِ الذاتِ عن الذاتِ، تاه الإنسان عن معراج الخلاصِ .. أرسم فرحاً رغم أنفِ الضجرِ، لا أعرف أن أرسم إلا فرحاً، عشقاً، حبّاً، وردةً، زهوراً برية، حنينُ الكرومِ لا يفارقُ لوني، والسنابلُ تغمرُ مروجاً ممتدَّة على مدى العمر! هبطت عليّ رغبة العبورِ في عوالم اللَّونِ، فغدا الحرفُ توأمَ اللونِ، وبدأت أكتبُ شعري بالحرفِ تارةً وباللونِ تارةً أخرى! لملمتُ أوراقي، وفرشت شهوةَ الحرفِ فوق قبّةِ الحنين، لا شيء يعادل عبق الإبداع في دنيا من رماد، وحدها الكلمة تعيد إليَّ ما تبقّى من بريقِ الحياةِ، تغدو جميلة رغمَ غبارِ الحروبِ، رغم أنياب الحيتان المتنامية مثلَ اللبلابِ، حيتان هذا الزمان أكثر ضراوةً من حيتان البحر، تشبه لونَ الجنونِ، عجباً، كيف يتحوّل الإنسان إلى ورقة في مهبِّ الحرب، ورقة خلف متاريس الحرب، كلمة فاقعة في كهوفِ التاريخ، لستُ راضٍ عن سماكاتِ مخيخِ الإنسان، جنوحٌ نحو دهاليزِ الموتِ، موتٌ على قارعةِ الطريق، موتٌ عندَ الصَّباحِ، عندَ المساءِ، موتُ على مدارِ اليوم، موتٌ حتّى في رحابِ الحلمِ، أين المفرُّ من تفريخِ عُصيّاتِ الموتِ الزؤامِ؟! آهٍ وألفُ آهٍ من زمنِ التنانينِ، براكينُ الدِّماءِ تجري فوقَ وادي أولى الحضاراتِ، رفعَ جلجامش رأسه من قبرِ الخلودِ، فرأى الأنسَ تنطحُ بعضها كأنها من فصيلةِ الذئابِ، من طيشِ القرودِ، تطورٌّ انزلاقي نحو قاعِ الفسادِ، فسادُ متونِ الهرمِ، فسادُ الأغصانِ، فسادُ الرؤى في أعماقِ الجذوعِ، فسادُ البناء، فسادُ الهواءِ. وجعٌ يتنامى في سماءِ حلقي! تخلخلت هامات الجبال وبكت زرقة السماء، هربت الكائنات بعيداً، لاذت الفرار في أعماقِ الفيافي، وجدَتْ سلوى مع همهماتِ اللَّيلِ بينَ ربوعِ الصَّحارى، صحارى القلب تفاقمت رغم اخضرار المروج، اندلعت موجات حزنٍ فوق مآذن الشرق، ودقّت نواقيس الأنين، أنين الرُّوح وأنين الرحيل، رحيل الطفولة، رحيل جبابرة القوم، عفواً هل ثمة جبابرة في هذا الزمان، زمنٌ مكتنزٌ بلفافات مبقّعة بأسرارِ الفناء، فناء مروجِ الخير، فناء أواصر المحبّة، ودادُ الوفاء، فناء حبق الأزاهير، زمنٌ يزداد هشاشة من غلاظة جبينِ الطغاة، من تفاقمِ رعونةِ الصولجان، زمنٌ يترنّح مثل السكارى، ينزلق من شدّة الغباءِ فوق روث البقر، جنونُ البقرِ انبعثَ من جنونِ البشرِ، ما هذا القحط الذي أصاب رؤى قادة القومِ، قادة من لونِ اصفرارِ العقاربِ، من لونِ البعوض وبقايا جنونِ الغضبِ، ما هذا الورم المتضخم في فروة رؤوس ساسة هذا الزمانِ، دخنا من هدير الحروب، من نشرات الأخبار، من مخالبِ العصر، دخنا من جشاعةِ أصحابِ الصولجانِ! متى سيفهم المرءُ أن مساحةَ العمر تضيع في متاهاتِ الحروب، نشبه دمعةً أو بسمةً عابرة في ربوعِ الحياةِ؟! متى سيفهم المرءُ أن جمالَ الحياةِ، يكمنُ في بسمةِ طفلٍ، في نضارةِ وردةٍ، في وهجِ عشقٍ، في زخّةِ مطرٍ، في نقاوةِ بحرٍ، في تلألؤاتِ نجيماتِ الصباحِ، في مصالحةِ الإنسان مع أخيهِ الإنسان، في مصالحةِ الإنسانِ مع خفايا البرّ والبحرِ وأجرام السماءِ، في وئام البشرِ على مساحاتِ جغرافيّةِ الكونِ! ستوكهولم: 1 ـ 7 ـ 2007 صبري يوسف كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم sabriyousef1@hotmail.com |
#2
|
||||
|
||||
متى سيفهم المرءُ أن جمالَ الحياةِ، يكمنُ في بسمةِ طفلٍ، في نضارةِ وردةٍ، في وهجِ عشقٍ، في زخّةِ مطرٍ، في نقاوةِ بحرٍ، في تلألؤاتِ نجيماتِ الصباحِ، في مصالحةِ الإنسان مع أخيهِ الإنسان، في مصالحةِ الإنسانِ مع خفايا البرّ والبحرِ وأجرام السماءِ، في وئام البشرِ على مساحاتِ جغرافيّةِ الكونِ! هذه هي رقة الحرف و عالم عذوبته فطر به محلقا كيفما تشاء و دع لخيالك الطلق جناح عطائه ليأتي بإبداع الحياة الجميل شكرا لمقالتك الجميلة يا صديقي.
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 05-07-2007 الساعة 12:47 PM |
#3
|
|||
|
|||
الأستاذ صبري يوسف المحترم
تحية طيبة كنت فعلاً أتساءل عن غيابك، فحضورك من خلال ما تقدِّمه له نكهة خاصة وفلسفة رائعة تشدُّني الى كل كلمة تكتبها / مقالة رائعة وكلمات من يراع نقي أجمل ألف شكر لك . نبيل التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 05-07-2007 الساعة 12:26 PM |
#4
|
|||
|
|||
الصديق العزيز فؤاد زاديكه
تحية الحرف توأم الرُّوح خرج من الفرن إلى منتداك فوراً! هناك تقصير منّي في النشر في الكثير من المواقع لكن تقصير مدروس من جهة وتقصير قسري من جهة أخرى، فأود أن أنشر بهدوء ومن جهة أخرى هناك الكثير من النصوص تنتظرني لمعالجتها وتنقيحها لهذا أضطر أن أحقق التوازن بين الصياغات النهائية والنشر، ولا أخفي على أحد أن فكرة النشر لا تستهويني هذه المرحلة بقدر ما يستهويني الإبداع بعينه لهذا فأنا غائص في عوالم الحرف واللون وأدلق بعضاً مما أكتبه على وجنة المواقع! موقعي الشخصي يحتاج إلى تحديث لكني لم أحدّثه لانشغالي بهموم الكتابة وشهقة الحرف اللون وهما يولدان على إيقاع حفيف الليل! أنجزت بعض اللوحات الخاصة بالمعرض المشترك الذي سيقام في أيلول القادم، كما سأشترك في معرض آخر يضم الكثير من الفنانين المغتربين في تشرين الأول القادم! لهذا أحضر بعض اللوحات التي تحتاج اللمسات الأخيرة أو رسم لوحات جديدة! دائماً لدي ما أعمله، يكبر شوقي وحبي للحياة يوماً بعد يوم! الفن يطهّر روحي من منغصّات وترّهات الحياة ويجعلني أن أتشرّب حبق الأزاهير في صباح باكر! آمل أن تكونوا بخير كل الخير مودّة عميقة لكم جميعاً يا آل زاديكه صبري يوسف ـ ستوكهولم |
#5
|
|||
|
|||
الصديق العزيز نبيل
تحية غيابي غير مقصود، غياب مؤقت، أو غوص في سماء الحرف واللون! لا أتوقف عن الكتابة أبداً فدائماً لدي ما هو جديد، لكني أتباطأ في النشر لإنشغالي في الكتابة والرسم وأنشر كلَّما تسنح لي الفرصة والوقت للنشر! أحييك على مرورك الشفيف وآمل أن تكون بخير كل الخير ... مع خالص المودّة صبري يوسف ـ ستوكهولم |
#6
|
|||
|
|||
إلى الأمام يا بن ديريك القديمه .
الأخ والصديق وأبن الحاره . الأستاذ صبري يوسف المحترم أنت صاحب المبادرات. والقلم اللين. والفكر الرفيع . والمبدع الخلاق . نعرفك ومن الصغر كاتب وشاعر. ولا خوف عليك في كل المجالات الثقافيه والفكريه والشعريه . فشعرك ينضح بما فيه وقلمك يكتب ما تمليه حبره . أشكرك وعموم الأهل والأصدقاء في السويد . جئت إلى السويد ولكن الوقت لم يكن كافي في ستوكهولم لكي ألتقي معك . الأب عيسى غريب المانيا / فولندورف ..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|