Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2007, 09:20 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي ما زالوا يفتكون بالأرمن بقلم كيراكوس قيومجيان - النهار


ما زالوا يفتكون بالأرمن




بقلم كيراكوس قيومجيان - النهار


"الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" هذا اذا كان المختلفون اطرافاً متمدنين وحضاريين يفهمون معنى المثل، اما اذا كان العكس فمصير احد اطرافه من الارجح ان يكون ثلاث رصاصات في جسده وسقوطه امام مكان عمله في الشارع العام صريعاً.
وهذا ما حدث للكاتب الصحافي الارمني هرانت دينك في اسطنبول حيث اردي قتيلاً شهيداً لآرائه التي كانت في جوهرها منتهى الاعتدال والحقانية، سقط في بداية الخمسينيات من عمره فيما كانت عائلته واقاربه والجالية الارمنية في تركيا في امسّ الحاجة اليه.
هرانت دينك مثله مثل الكاتب اورهان باموك الحائز جائزة نوبل للسلام 2006 وهما ملاحقان قضائياً بسبب آرائهما، لم يهاجم دينك الدولة او النظام التركي او يسيء اليهما بل كان يكتب ويصرح في وسائل الاعلام منفتحاً على متغيرات العصر مقتنعاً بعدم استطاعة او فائدة حجب الحقائق طويلاً، الا وهو فتح ملف الحقبة السوداء من الحكم العثماني والبحث في القضية الارمنية بعقول منفتحة ترغب في الاستماع ومستعدة نفسياً لاسقاط الشوائب والبقع السوداء الخاصة بتلك المرحلة من التاريخ والانخراط في بناء مجتمع ديموقراطي وبيئة سياسية اقليمية يعيش فيها الجميع بحرية وينعمون بالاستقرار والازدهار.
هرانت دينك كان يفخر بجنسيته التركية ويجاهر بها اينما كان مع فخره ايضاً بأصله الارمني وجذوره العريقة فكان شجاعاً (حيث الشجاعة لا تنفع) بطرح معتقداته في مسائل تنفع تركيا في المقام الاول وتسهل دخولها في المجتمع الاوروبي والعالمي.
لا يوجد في اسطنبول ولا في تركيا اشخاص من طوائف الاقليات يملكون حرية يستطيعون بموجبها طرح افكار ومعتقدات قد لا تتماشى مع عقلية النظام، وان تساهل معهم النظام فيجب الا تتعارض تلك الافكار مع القانون 301 الشديد القسوة على حرية الكلمة في ما يخص التعبير عن حقوق الاقليات. فهناك اسلاك شائكة واسوار عالية لا يستطيع الكثيرون ايصال صوتهم عبرها الى الرأي العام العالمي مطالبين بحقوقهم او متنفساً لهم حتى لو كانت بسيطة، وهرانت دينك لم يكن منهم لما كان يتمتع به من احترام في اوساط الاعلاميين الاتراك والعالميين بواسطة جريدته "اغوس" ثنائية اللغة (ارمنية – تركية) وكان يستطيع الى حد ما ان يعكس متطلبات الجالية الارمنية في تركيا الى الرأي العام التركي وفي بعض الاحيان وبمقالاته الجريئة كان يتناول القضية الارمنية في نطاقها العالمي في الاعلام.
سقطت الدولة التركية في امتحان اثبات اصالتها وتأهلها لدخول المجتمع الاوروبي المتحضر، فأياً تكن مبررات السلطات وتصريحات الاستنكار التي سيدلي بها اركان النظام لا تستطيع مسح حقيقة استشراء الحقد والكراهية والتشجيع الرسمي لهما ضد كل من هو غير تركي الاصل في تركيا او معارض لتوجهاتهم في المجتمع والسياسة. وتأتي في اطار الافتقار الى وجود مناخ حضاري متصالح مع الذات ومتحلي بالشجاعة الكافية للاعتراف بالمجازر التي اقترفها اسلافهم والتخلي تماماً عن اوهام ان يسقط حق الارمن بالتقادم والاستعداد التلقائي لاعطاء كل ذي حق حقه وذلك من اهم متطلبات عصرنا الحالي والتالي.
"اغوس" الجريدة الاسبوعية التي كان يصدرها المغدور هرانت وتعني خط الحراثة في الحقل وهي كلمة عزيزة على الارمن لما تحتويه من معان موازية نبيلة تبدأ بالتراب وعطاياه والبذرة وخيراتها والحراثة معنى وقيمة الحياة ذاتها والحصاد حصيلة الجهد والوجود.
سقط هرانت بعدما قدم قاتلوه له دون ان يدروا ارفع وسام لانسان واسماه، سقط وسط حقله الذي كان يحرثه لحصاد الخير لشعبه ووطنه وامته ولا شك في ان بذور افكاره الخيرة ستنبت العشرات والمئات لينيروا جسر التواصل والسلام بين الشعبين الجارين التركي والارمني الذي كان ينشده واستشهد من اجله فأصبح شهيد القلم.





Published: 2007-01-26
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:06 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke