Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-06-2015, 08:59 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي علاقةُ الناس ببعضهم 1 بقلم: فؤاد زاديكه

علاقةُ الناس ببعضهم
1
بقلم: فؤاد زاديكه



هناك مفاهيم معروفة و سائدة في حياة البشر تنظّم علاقات الناس في المجتمعات, و على أساسها يتعامل الناس مع بعضهم البعض, و لكي نحترمَ الآخرين و نقبلهم علينا أن نحترمَ ذاتنا قبل ذلك, فعلاقة الناس مع بعضهم ضرورية للجميع و هي تحتّم على الجميع أن يراعوا أصول العلاقة و أن يحترموا أطرافها لكي يكون الاحترام متبادلاً و مقبولاً, إذ ليس من المنطق و لا المعقول أن نسبّ الناس و نشتمهم بحجة أو بأخرى, و أن نرفضهم و نفرض عليهم بالمقابل أن يحترمونا, فالذي نرفضه علينا ألاّ نستغرب أبداً إنْ هو عامَلنا بالمثل فرفضنا و لم يقبلْ بنا.

إنّ مقابلة الآخرين بالعداوة و بالكراهية و بتفعيل مشاعر الحقد و التشكيك و الريبة و التخوين و التكفير و غيرها ممّا يصبّ في خانة التعدّي و الظلم و تجاوز كلّ ما هو متعارفٌ عليه من قيم إنسانيّة توارثها الناس عبر سنوات طويلة - و هي التي غدت كبوصلة أمان في علاقات البشر بين بعضهم البعض - ليس عليهم إلاّ أن ينتظروا سوى المعاملة بالمثل من الآخرين, فهكذا يكون قانون العدل و ليس غيرَ ذلك.



إنّ من يقرأ تاريخ العرب بدقة و يدرك أسرار و خبايا عصور الإسلام منذ نشأته, و أقول الإسلام لأنّ الإسلام هو الذي قوّى و يقوّي دعائم الفكر العروبي كأمة و كدولة و ككيان سياسي, و لا يمكن فصل العروبة عن الإسلام و لا الإسلام عن العروبة, سوف يعلم أنّ كلّ هذه المخازي و السلوك المعوّج و غير المستقيم و كذلك غير العادل و المنصف كان القاسم المشترك الأعظم بين كلّ العصور الإسلاميّة الحاكمة بلا شكّ. فالعرب و المسلمون يتّهمون الغرب و أمريكا و من قبل اتّهموا المشركين و اليهود و النصارى و الفرس و الروم على أنهم المعتدون و أنّهم الظالمون و أنّهم الحاقدون الذين يديرون المؤامرات و يحيكونها ضد العرب و المسلمين, و أنّ اعتداءات العرب و المسلمين و غزواتهم و حروبهم و فتوحاتهم و استعمارهم للشعوب الأخرى إنّما حقٌّ و واجبٌ و فرض. أمّا أن تعتدي أمريكا أو إسرائيل أو غيرها على أي بلد عربي مسلم فهو جريمة و هو غزو و هو استعمار, فالإستعمار العربي الإسلامي مسموحٌ به, بل هو حاجة عربيّة إسلاميّة لنشر الإسلام بواسطة الجهاد الإرهابي, أما غزو الآخرين لبلاد المسلمين فهو تعدّ سافر على العرب و المسلمين, يا لكم من شعوب خبيرة في قضايا الكيل بأكثر من مكيال و بممارسة أساليب التضليل و النفاق و الكذب و الضحك على عقول البشر. و هنا نطرح أسئلة كثيرة حول هذه الفكرة لا اعتقد أننا سنلقى أجوبة شافية صحيحة تعطي الدلائل الدقيقة و الإصابة الواثقة.



لماذا نلقي بكلّ المسؤولية على الآخرين في ما يخصّ وضعنا و تخبّطنا و ضياعنا؟ أليس هذا هو أسلوب للتهرّب من المسؤولية؟ أليس هذا هو أمّ الضلالات و الدجل؟ ثمّ لماذا نحن جهلة, نقتات بما يقدّمه لنا الآخرون و لولا هذا الذي يقدمونه لنا لبقينا في صحارى الجهل و التخلّف و في عصور الجاهلية الأولى؟ لماذا لا نقبل بالعلم و نشجّعه لكي ننير الفكر و العقل و الحياة؟ الآخرون انتعشوا و أنعشوا الآخرين و الذين نحن منهم بالعلم و التقدم و التطور التكنولوجي و المعرفي! لماذا نحن فقراء العقل قبل أن نكون فقراء الحال؟ إنّ غنيّ العقل و الفكر يخلق الظروف و الفرص التي تجعله غنيّاً أليس كذلك؟ لماذا نحن منغلقون على ذاتنا؟ أليس مثل هذا السلوك هو الذي يولّد الخوف من الآخر و من ثمّ الشكّ و بالتالي تتولّد مشاعر الكراهية و الحقد فيلدُ - بالتالي - سلوكنا الإرهاب بجميع أشكاله و صنوفه؟ لماذا نحن نخشى العلم و التقدّم و مظاهر العصرنة و نهاجمها و نعتبرها نوعاً من الكفر و عدم الإيمان؟ اليس هذا هو الكفر و عدم الإيمان بعينه من قبلنا؟ فالعلم و ما ينتجه من روائع سوف ينتشر كالنور و الضوء في كلّ مكان شئنا ذلك أم أبينا و بهذا فإنّنا سوف نبقى على تخلّفنا و خوفنا و شكوكنا لنفخر بأن مرتبتنا بين شعوب الأرض ستكون الذنب و المؤخرة, فما نزرعه من أفكار الجهل و التخلف و الغباء و الحماقة سوف نجنيه محصولاَ مريضاً و أعباءَ ثقيلة لن نستطيع حملها و لا تحمّلها و هذا ما نحن عليه اليوم. لماذا نُلقي بأسباب كُرهنا للآخرين و حقدنا عليهم على هؤلاء الآخرين؟ أي نرى أنّهم السبب في نشوء هذا الحقد مع العلم أنّ هذا الآخر يتعامل معنا بأسلوب متحضّر و حضاريّ و عادل و متكافئ و هو يقدّم لنا كلّ ما نحتاجه من وسائل الاتصال و المواصلات و العلم و المعرفة و الخبرات في جميع مجالات الحياة. لماذا لا نُعيد النظر في سلوكياتنا و في تصرّفاتنا و نغيّر من أفكارنا و مفاهيمنا و كذلك من معتقداتنا إنْ كانت هي المؤدي إلى هذه القطيعة و هذا الخوف, بحيث نجعلها تتلاءم مع واقع الحياة و مع المعطيات التي استجدّت و تستجدّ, و هي بالطبع لن تبقى على حالها ثابتة أبداً؟ عندما نستطيع التصرّف بحكمة و بذكاء و بإنسانيّة و بمحبّة و بانفتاح فلن يكون عسيراً علينا أن نقرّ بصمتنا و أن نفعل شيئاً يشيرُ إلينا كشعوب, لا أن نبقى مُهمّشين و نحن الذين نريد هذا التهميش و نسعى إليه, و بهذا نكون قد ألغينا حاجز القطيعة و هدمنا أسوار الخوف و ساهمنا بفعاليّة مع الشعوب الأخرى في عمليات البناء و التواصل و التي سوف تنعكس على الجميع بكلّ الخير و المنفعة. نكون بهذا قد وقفنا على أرضٍ ثابتة و قمنا بدورنا كما يجب فنلنا احترام الآخرين بدل سخريتهم منا على الواقع الذي نعيشه, بأستمرارنا على ما نحن عليه اليوم و ما كنّا عليه منذ زمن طويل سوف يتسبّب بأضرار كثيرة و بعواقب وخيمة للآخرين و لنا أيضاً. هل نعتقد بأنّ نتائج كراهيتنا للآخر و تعاملنا معه على أساس أنّه عدوّ لنا سوف تكون في صالحنا أو هي ستعود علينا بأيّ نفع؟ بالتأكيد لا. إنّها سوف تعمّق الشّرخ و تقيم الفواصل و الحدود و تزيد من تقوقعنا على الذات و من تآكل أفكارنا و عقولنا و نفوسنا مع مرّ الزمن.



كفى القول بأنّنا لوحدنا على حقّ و كلّ الحقّ و أنّ الآخر على باطل كلّ الباطل! كفى تشويهاً للحقائق و العمل على نشر الأكاذيب و أساليب التضليل لغسل أدمغة الشعوب العربية المسلمة! إنّ هذا ليس في مصلحتنا مطلقاً. الانفتاح ثمّ الانفتاح ثمّ الانفتاح هو السبيل الأوّل و الوحيد لأنّ نتعامل مع الآخر و نفهمه و بالتالي يفهمنا و من هنا تنشأ مبادئ الاحترام المتبادل, كفانا تضخيم الخصوصيّة التي لنا فللآخرين أيضا خصوصيّاتهم! بعناق الأفكار و تبادل الآراء تقوى الصلة و تتعمّق المعرفة و تزداد الثقة بين جميع الأطراف.



يتبع.....
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-09-2015 الساعة 07:50 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:42 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke