Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الأسد وولاية الثعالب القسم الثامن و الأخير
الأسد وولاية الثعالب القسم الثامن والأخير لم يكن صعباً على الثعالب المتحالفة مع الذئاب إسقاط نظام الحكم في مملكة الأسود, لأنّ الجبهة الداخليّة لهذه المملكة كانت هشّة للغاية, وكان التذمّر الشديد قد استفحل أمرُه ووصل إلى الشارع, والذي يمثّل الفئةَ البسيطةَ من الأسود التي تعيش تحت حدّ الفقر, إذ كانت تتعرّض للتنكيل والإهانة والسجن والضغوط العظيمة التي تُمارَس عليها بحجّة تعريضِ أمن المملكة للخطر أو بتهمة التآمر مع الأجنبي ضد مصلحة المملكة وإلى غير ذلك وتلك من التهم التي كانت جاهزة, وتحتاج فقط إلى من يُخرجها من دروج المسؤولين ليضربها في وجوه المتهمين. هذه الهشاشة في الوضع الداخليّ وهذا التذمّر من مجموع الثعالب المغبونة الحقوق, وهي الأكثرية الساحقة, جعل من إمكانيّة سقوط هيكل المملكة الهشّ على رأس الملك وأعوانه في أول اختبار حقيقيّ لمدى قوّة السلطة ونفوذها, وكان أنْ تحقّق فعلًا لدى طلائع الهجوم الأولى من زحف الثعالب المدعوم من الذئاب ولدى اجتياح هذه الأرتال من المجموعات لشوارع المملكة سرعان ما التفّتْ حولها الأسودُ التي كانت تعاني من ظلم الملك وحاشيته, وقدّمتِ الدعم وساهمتْ مساهمةً فاعلةً في إنهاء الوضع والسيطرة التامّة على كلّ مرافق الحياة الأساسيّة. عندما أدرك الأسدُ أنّه لم يعد أيُّ أملٍ في المقاومة, رغب بالهروب الجبان للنّجاة بروحه, غير أنّ بعضَ الذين كانوا مكلّفين بحمايته, سرعان ما ألقوا القبضَ عليه, وقاموا بتسليمه إلى قيادة الحملة المهاجمة, وبعد وقوع الأسد في قبضة العدالة وتمّ الإعلان في مكبّرات الصوت في شوارع المدن الرئيسة ومن على المنابر التي كان الملك وأعوانه يستخدمونها لإذاعة الفرمانات الظالمة ولتنفيذ عقوبات الإعدام وإلقاء الأسود في السجون دون أيّة تهم, عن إنهاء حكم الملك الظالم وأنّه وقع في الأسر ولا بدَّ من أن ينال جزاءَه على ما اقترفتْ يداه من إثم وجُرمٍ بحقّ الأسود,وما كان لظلمه وعهده من خراب ودمار ولصوصيّة وتسيّب وتردّي في مختلف نواحي الحياة, وكما يُقال فقد دارت الدائرة على من أراد لها أن تبقى على ما هي عليه إلى أبد الآبدين. أسرعت القيادة العسكرية بتنصيب ملكٍ جديدٍ على المملكة وكان الاختيار وقع على ذلك الأسد العجوز والحكيم الذي عارض منذ البداية طريقة الملك في التعامل مع ولاية الثعالب, واعترض على جميع المحاولات والاستشارات التي كانت تأتي من الطغمة التي توجّه سياسة الملك وهي طغمة ظالمة, لم يكنْ لها هدفٌ سوى المزيدِ من الكسب والمزيد من السلطان والمزيد من الإمعان في القتل والفتك وكمّ أفواه أسود المملكة, خاصة تلك التي لم تكن تحبّ الملك لبطشه وحماقته وضعف شخصيته. تم إيداع الملك أحد السجون تحت حماية قويّة إلى أن يتمّ تعيين مجلس الحكم الجديد الذي سيعاون الملك في الحكم وقد تمّ اعتماد قانون أنْ يملك الملك ولا يحكم, أي أصبح نظامُ الحكمِ ملكيًّا دستوريًّا, يعيّن من يقوم بإدارة شؤون المملكة ويتمّ اتخاذ القرارات وسنّ الدساتير بموافقة الملك الشكلية وبهذا استتبّ الأمن في المملكة بسرعة غير متوقّعة, وصير إلى تعيين قُضاة يقومون بمحاكمة الملك على جرائمه التي اقترفها بحقّ أبناء مملكته من الأسود, وبعد مداولات الحكم والوقوف على الحيثيات تمّ الحكم على الملك بالموت في ذلك التّنور الذي كان أمرَ بتعذيب قادة الثعالب فيه, وهو يتلذذُ بالنظر إليهم, وهم يموتون مع عذاب شديد, تحت بصره ورؤية عينيه القذرتين, وفعلًا تمّ استقدام التنّور ذاته, ثمّ حُضِّر له ما يلزم من النار وبعد أن صار كلّ شيء جاهزاً, تمّ اقتياد الملك والمجموعة التي كان عليها الاعتماد في إصدار الأوامر التعسفيّة والمجرمة بحق الأبرياء, وألقي به في التنّور وبقي بداخله أربعين يوماً إلى أن تمّ التأكد من موته, أما جماعته فحكم على كلّ منهم بما يستحقه وقد تنوّعت وسائل تنفيذ الأحكام, وبهذا تنطوي حقبة من عهد الظلم المجحف بحق مجموع مملكة الأسود, نال الملك جزاءه العادل وارتاح الأسود من بطشه فعمّ الهدوء والاستقرار وصار التعاون بين المملكة وبقيّة الولايات على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. بعيداً عن التدخّل في الشؤون الداخليّة من قبل أي منها. وسبقَ أنْ قِيلَ إنّ اللهَ يُمْهِلُ ولا يُهمل. انتهت
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-04-2024 الساعة 04:41 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|