Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
لعبة الحظ المميتة ... بقلم/ فؤاد زاديكى القسم الثاني
لعبة الحظ المميتة ... بقلم/ فؤاد زاديكى القسم الثاني لم يصدّق (منير) ما تسمعه أذناه ولا ما تراه عيناه, فوقع في حيرة وارتباك من أمره و أمر هذا الرجل الشيخ و غمرته حالةٌ من الترقّب المفرح المشوب بالحذر والقلق والرّغبة في تحقيق ما وعده به هذا الشّيخ. و فيما هو غارقٌ في بحر تأملاته المتلاطم إذ بصوت الشّيخ يقطع صمتاً عميقاً يُخرجُهُ من دائرة تأمّله حين قال له: - لماذا لا تصدّق ما أقوله لك يا (منير)؟ - لا. لا يا عمّ كيف لا أصدّق ما تقوله لي.. أعوذ بالله؟ لكنّ الذي لا أستطيع تصديقه فعلا هو أنْ أُصبح غنيّا ذات يوم كما تَعِدُني اليوم! و هل حقيقةً سأتخلّص من عناء هذا الفقر الفظيع الذي أعاني منه ليل نهار؟ - اطمئنْ و تأكّد من صدق ما قلته لك, وسوف ترى بعينك وتُدْرِك بحسّك وحواسّك وتُعايش هذا الغنى الموعود به فيهابُك الناس و يعلو مقامُك بينهم و تصير شخصاً آخر يا (منير). لكنّي أكرّر عليك قولي بألاّ تُخلِّ بِشَرْطي الوحيد الذي لا شرطَ آخرَ سواه! ألا تريد أن تصبح غنيّاً؟ - كيف لا أريد أنْ أصبح غنيّاً فَأُنهي حالةَ البؤس هذه التي عقرت حياتي, وأقطعَ دابرَ هذا النّحس الذي يلاحقني منذ ولادتي دون بصيص أمل في التخلّصِ منه؟ أجل.. أجل سأفعلُ وسترى! لكنّي لم أعد قادرًا على الصبر والانتظار! أرجوك قلْ لي ما هو هذا الشّرط الذي تريد مني أن أنفّذه؟ وهل سأكونُ قادراً على تنفيذِه حقّاً؟ - نعم. نعم. تستطيع يا (منير)! وهذا طبعاً يتوقّف على قوّة إرادتك ورغبتك في أنْ تُصْبِحَ غنيّاً وتبقى على هذا الغنى إلى النهاية! - إنّي أعدُك بذلك! وسأحاول المستحيل يا عمّ من أجل تحقيق هذا الحلم الجميل الذي لا أصدّق أنّه يمكن أن يتحوّل إلى واقع في يومٍ ما! والآن هيّا. هيّا أرجوك قلْ لي ما هو هذا الشّرط لأنّ أعصابي بدأت تزداد توتّراً ونفسي تعتمل هيجاناً؟ - يبدو أنّك مستعجلٌ أكثرَ من اللازم يا (منير) لمعرفة الشّرط! لكن قلْ لي: هل لديك نفس قوّة الرّغبة في الالتزام والوفاء بالشّرط وتحمّل النتائج المترتّبة عن ذلك؟ - سأفعل كلّ شيء من أجل تحقيقه والوفاء به مهما كانت الظروف والصعوبات التي قد تعترض طريقي من أجل الوفاء به! - تقول مهما كانت المصاعب والظّروف؟ يبدو أنّك تعرف أنّ هناك مصاعبَ كثيرةٌ وظروفاً عسيرةٌ ستمرّ بها وهي قد تُثنيك عن رغبة الالتزام بوعدك وتجعلك تخسر كلّ شيء متى فقدتَ الثقةَ بنفسك و تراجعتَ عن وعدك بالنّكوصِ به! - لا. لا أعتقد أنه توجد أيّةُ صعوبة قد تقف مانعاً من أن أغدو غنيّاً ويَهابُني الناس لكثرة مالي وهم يحسبونَ لي ألفَ حساب! لن تمنعني أيّةُ قوّةٍ على الأرض مهما كانت أو تثني عزيمتي من أجل تحقيقِ وتنفيذِ الشّرط مهما كان! لأنّي – كما تقول – سوف أصبح ثريّا مغموراً وسألعب بالفلوس ولن أحتاج شيئاً في حياتي وكلّ ما تشتهيه نفسي سيكونُ بمتناولِ يدي! وبعد هذا فإنّي لن أحتاج إلى البحثِ عن عملٍ كالكلاب يعود عليّ بمالٍ لا يسدّ حاجةً و لا يُغني عن فاقة! - هل أنت على استعداد لسماع شرطي والذي أراهُ سهلًا يا (منير)؟ - نعم. نعم أرجوك قُلْ بسرعة! فإنّ عصافير صبري أوشكت تطيرُ انتظاراً وترقّباً! - حسناً يا (منير) استمعْ إلى ما سأقوله لك جيّداً, ومتى كانت هناك أمورٌ غيرَ واضحةٍ فيما سأقوله لك, اسألني عنها لأنّي و بعد مغادرتي هذه لنْ تراني مرّة أخرى! إنّها فرصتُكَ الوحيدةَ والأخيرةَ لِتَعْرِفَ كلَّ شيءٍ الآن! يتبع... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|