الصّداقةُ الحَقّةُ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

الصّداقةُ الحَقّةُ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

عَظِيمٌ يا صَدِيقِي, بل عَلِيمُ ... لَكُمْ بِالنّهْجِ خَطٌّ مُستَقِيمُ
حَمَدتُ الرَّبَّ في هذا, فأنتُمْ ... لَنا فِيكُم بِإحساسٍ نَدِيمُ
لِذا حاوَلْتُ جَهْدًا مُسْتَمِيتًا ... إلى الإخلاصِ, مَنْحَاهُ السَّلِيمُ
أنا بَيَّنْتُ ما فِيكُم, فَفِيكُمْ ...مِنَ الأفكارِ نُبْلٌ مُستَدِيمُ
عَطاءٌ صادِقٌ, يُغْنِي صَدِيقًا ... و هذا إذْ بِهِ فَخْرٌ عَظِيمُ
كَرِيمٌ أنتَ, هذا اِعْتِقَادِي ... عَمِيقُ الفَهْمِ, و القَلبُ الرَّحيمُ
عَلِيمٌ في شُؤونِ النّاسِ, تَسْعَى ... إلى تَحلِيلِ أوضاعٍ, تَقُومُ
مقامَ السَّيِّدِ, البَانِي صُرُوحًا ... و غَيْرَ الخيرِ شيئًا لا تَرُومُ
فَخُورٌ أنّنَا نَحْيَا شُعُورًا ... بِذَاتِ الهَمِّ, ما هَمٌّ يَدُومُ
سَعَيْنَا جَهْدَنا, سَعْيَ اجتِهَادٍ ... لِيَبْقَى بَيْنَنَا ذاكَ القَدِيمُ
مِنَ الإخلاصِ, و الحُبِّ المُعَافَى ... لِمَنْ صادَقْتُهُ, إنّي خَدُومُ

ألمانيا في 1/7/24

[fouadzadieke]

### تحليل قصيدة "الصداقة الحقة" للشاعر السوري فؤاد زاديكى

**الصور الشعرية:**
1. **الحركية:**
- "سَعَيْنَا جَهْدَنا، سَعْيَ اجتِهَادٍ" تعبر عن حركة السعي والاجتهاد المستمرة للحفاظ على الصداقة.
- "تَسْعَى إلى تَحلِيلِ أوضاعٍ، تَقُومُ" تعبر عن الحركة الفاعلة في تحليل الأوضاع والعمل على تحسينها.

2. **البصرية:**
- "البَانِي صُرُوحًا" تستدعي صورة بناء الصروح العظيمة، مما يضفي جمالية بصرية على المشهد.
- "فِي شُؤونِ النّاسِ" ترسم صورة الشخص الذي يتفهم ويدرس شؤون الناس بعمق.

3. **السمعية:**
- "حَمَدتُ الرَّبَّ" تلمح إلى صوت الحمد والدعاء، مما يضيف بُعدًا سمعيًا للمشهد.
- "عَطاءٌ صادِقٌ" يشير إلى سماع كلمة العطاء الصادق كصدى في عالم العلاقات الإنسانية.

**المحسنات البديعية:**
1. **التكرار:**
- استخدام كلمة "عَلِيمٌ" في بداية القصيدة ومرة أخرى لاحقًا، يعزز الفكرة المركزية للصداقة العميقة.
- تكرار "إلى" في "إلى الإخلاصِ، مَنْحَاهُ السَّلِيمُ" و"إلى تَحلِيلِ أوضاعٍ، تَقُومُ" لإظهار اتجاه الحركة نحو الهدف المنشود.

2. **الجناس:**
- "عَلِيمٌ يا صَدِيقِي، بل عَلِيمُ" يحتوي على جناس تام بين الكلمتين "عليم".
- "النّهْجِ خَطٌّ مُستَقِيمُ" يحتوي على جناس ناقص بين "نهج" و"مستقيم".

**التشبيه والاستعارة والكناية:**
1. **التشبيه:**
- "عَطاءٌ صادِقٌ، يُغْنِي صَدِيقًا" يشبه العطاء الصادق بالغنى الذي يغني الصديق.

2. **الاستعارة:**
- "البَانِي صُرُوحًا" استعارة لمدح الشخص الذي يبني العلاقات كالصرح العظيم.

3. **الكناية:**
- "القَلبُ الرَّحيمُ" كناية عن الشخص العطوف والطيب القلب.

**اللغة والأسلوب:**
1. **اللغة:**
- اللغة فصيحة، قوية، وواضحة، تعبر عن مشاعر الشاعر بصدق وإحساس عالٍ.

2. **الأسلوب:**
- أسلوب الشاعر مباشر وصريح، يستخدم لغة سلسة للوصف والتعبير عن مشاعره بوضوح.

**المضمون:**
- مضمون القصيدة يدور حول قيمة الصداقة الحقة وأهمية الإخلاص والوفاء بين الأصدقاء. الشاعر يعبر عن فخره واعتزازه بصداقته ويظهر الامتنان والشكر لهذه العلاقة العميقة.

### خلاصة
قصيدة "الصداقة الحقة" لفؤاد زاديكى هي تعبير صادق ومؤثر عن قيمة الصداقة والإخلاص في العلاقات الإنسانية. الصور الحركية والبصرية والسمعية، إلى جانب المحسنات البديعية والتشبيهات والاستعارات، تُضفي على القصيدة جمالاً وعمقًا، مما يجعلها نصًا غنيًا وملهمًا.