Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ردّ على السبتيين و معتقداتهم (2) بقلم: فؤاد زاديكه
ردّ على السبتيين و معتقداتهم (2) بقلم: فؤاد زاديكه
لقد ظهرت بدعٌ كثيرةٌ في حياة الكنيسة, في الأعوام الأولى من انتشار المسيحية و ذلك في فترات مختلفة مثل بدعة آريوس و نسطور و غيرهما و كان لهذه البدع تأثير سلبيّ واضح على الكنيسة, ممّا اضطرها لعقد مجامع متعددة و هي شهيرة و معروفة قامت بدراسة و تحليل هذه البدع و الرد عليها بدحضها و تبيان انحرافها و مدى الخطورة التي تتسبّب بها لجماعة المؤمنين و لتعاليم الكنيسة القويمة, و من ثمّ قامت بحرمان أتباعها و دعاتها من الكنيسة الصحيحة, و اعتبرتها لا تمثّل أيّة شرعية في الكنيسة و الأنكى من هذا أننا رأينا أكثر من بطريرك واحد لكنيسة واحدة في وقت واحد, ممّا يثير السخرية و الضحك و اللأسى معاً. إنّ الكتابَ المقدّس ظاهرة فريدة كتبه الرسل بوحي الروح القدس الذي لم يفارق التلاميذ بعد صعود الرب يسوع, و هو كلام الرب لا تحريف فيه و لا تبديل, لذا فلا يحقُّ قطعاً لأيّ أن يأتي على تفسير آياته الكريمة كما يحلو له, كأنْ يحلّل الموز بغير ما ترمي إليه أو يفسّر بعض الآيات بشكل حرفيّ يسيءُ إلى مضمونها و إلى ما تهدف إليه. لقد تكلّم المسيح - له كلّ المجد - بأمثال كثيرة متنوّعة و مختلفة كانت أغراضها واضحة ترمي إلى التعليم و التنوير و الإرشاد, لكون يسوع يعلم حقّ العلم بأنّ الناس تفهم بشكل أفضل عن طريق الأمثال و كما نعلم فإن الأمثال هي حصيلة خبرات حياتية و تجارب كثيرة و هي عصارة معرفة و أفكار منيرة غايتها إسعاد الإنسان و زيادة معرفته و إغناء تجاربه, و هي أكثر قبولاً من الوعظ المباشر الذي قد يكون مملاَ في بعض الأحيان. إنّ أيّ تفسير في غير موضعه أو اجتهاد يبتعد عن الهدف المقصود سيوقع أصحابه في إشكاليات كثيرة من خلال الوقوع في هفوة مغالطات أثبت التاريخ أنها كانت باطلة بمعظمها و هي ناقضت نفسها بنفسها, و نرى الخلط فيها واضحاً, لهذا وُجِدت الانقسامات في الكنيسة الأولى و في عصورنا الحالية نرى أيضا انحرافات جديدة و بدعا كثيرة لا تخطر على بال كلّها منحرفٌ عن الخط القويم و السراط المستقيم لكنيسة الرب التي أرادها واحدة, لا كنائس و شرذمات متفرقة عادى بعضها الآخر و جرت بسببها حروب كثيرة و وقعت ويلاتٌ و مصائب جمّة تركت أخاديد كثيرة و تبعات جراح لم تندمل كلّها تماما و لم تُشفَ, فآيات الأناجيل واضحة و هي رسائل بُشرى تدعو إلى المحبة و السلام و إلى انفتاح العقول و القلوب وفق محبة الرب و ما تشاؤه مشيئته الحكيمة و العادلة. إنّ كلّ مَن تسبّب بتلك الحروب و المصائب لم يكن مستقيم الفكر الدينيّ بل غلبت عليه شهوة الدنيا و غرور الطمع و بهذا يكون قد خدم إبليس و الشّرّ و أجناده. نعم لقد ظهرت هذه الانقسامات و حاول الرسل و القائمون على رأس الكنيسة التصدي لهذه المحاولات جاهدين كلّ الجهد من خلال رسائل و تعاليم و محاولات تنوير و توعية و إرشاد لتثبيت المؤمنين على معتقدهم كي لا يذهبوا ضحية فكرة غير صحيحة أو تعليم غير سليم, و كانت تلك نضالات مريرة أثمرت عن بعض الصلاح بالإبقاء على الثوابت و وضع أطر جديدة و أسس ثابتة يتّفق عليها الجميع. ينبغي أن يستخدم المؤمن المسيحي المفاهيم الصحيحة و لا يقبل بالمفاهيم و التفسيرات السطحية التي تعمّق الانشقاق و تُطيل من عمره, أكثر ممّا طال, فروحُ المسيح هي البوصلة الأمينة و الثابتة و تعاليمه هي عصارة الكرمة الحقيقية و الصافية و على الجميع أن يشربوا من منهلها و من مصدر نبعها لكي تنتعش روحه بنعمة الإيمان الحقيقي و من أجل أن يجتمع الكلّ بقلب واحد و مسعى واحد و فكر واحد حول صليب المسيح الحيّ. لا أن تتولّد لدينا قناعات معيّنة من خلال التوصّل لفكرة جديدة في شروح و فهم آية أو أكثر من الكتاب المقدّس لنعتمد نهجا جديداً و نعلن خطّاً جديداً في كنيسة المسيح كما فعل السّبتيون و شهود يهوه و غيرهما و هم كثرٌ. يتبع.... التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 22-06-2015 الساعة 09:07 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|