في أحد المواقع الأدبية يفخرُ أحدُهم بقول أحدِ قادة المسلمين بأنّه يسعدُ عندما يشربُ دمَ الروميّ فشربُ دمِه ممتعٌ لديهِ و على هذه المقولة أجبتُ بالردّ كي تُفتحَ بعضُ العيونِ و البصائر و الافئدة فمشاعرُ الكراهيةٍ لدى البشرِ لن تولّدَ السلام و لا تحقّق الراحة الفكريّة. بكلّ أسف تاريخُ العربِ قائمٌ على تمجيدِ الغزواتِ و التّباهي بالاحتلالِ و التّفاخرِ بسفكِ الدُماء و كأنّ في ذلك مفخرةً. إنّ الإنسانية تحتاجُ إلى سلامٍ و محبةٍ و عدالةٍ و انفتاحٍ و تآخٍ وليس إلى القتل و العنف و الاجرام. لهذا السّبب و لغيرِه تبقى مجتمعاتُنا متخلّفةً ماذا يعني أنْ يشربَ العربيُّ دمَ الروميّ أو الروميُّ دمَ العربي؟ هل في هذا سموٌّ انساني و تطوّرٌ حضاريّ؟ هل في هذا شعورٌ أخويّ بين بني البشر؟ أمرٌ يستحقّ أن نتوقّف عندَه و نستهجنه فالمحبّةُ و السّلامُ هما اللذان يرفعان من قيمة الإنسان و بالتّالي من قيمة المجتمع و تساهمان في عمرانه و تقدّمه. تاريخ العرب برمّته قائمٌ على الكذب و المبالغاتِ و الأساطيرِ و الكراهيةِ تجاه الآخر وفكرةُ المؤامرة ترسّخت في عقول و أذهان أبناء مجتمعاتنا العربيّة المتخلّفة حاضرةٌ و ماثلةٌ فهي لا تريدُ الاعترافَ بحقيقةِ ما هي عليه فتقوم بإلقاءِ تبعة المسؤولية على الآخرين لتبريرِ ما هي عليه ويبدو أنّنا سنبقى على ما نحن عليه إلى ما لا نهاية إنّها أزمة ثقافة و فكر و مناهج مدرسيّة لا تلقّنُ غير الكذبٍ و النّفاقِ و هي تُسوِّقُ الترّهاتِ لتصبحَ مقدساتٍ لا يجبُ تجاوزُها أو انتقادُها و لا حتّى المساسُ بها.