مشاركتي على موضوع الزواج و واجب الوالدين في اكاديمية مملكة السلام العالمي تقديم الاستاذة همسة امان قبل قليل
الزواج سر مقدس و علاقة انسانية لها أهمية قصوى في حياة الزوجين فهي إضافة إلى كونها مسؤولية مشتركة فهي أيضا وسيلة لاستمرار النسل و الجنس البشري.
عندما يتفق اثنان على تمضية بقية العمر معًا فإنّ لهذا الاتفاق ضرورات انسانية و أخلاقية و اجتماعية فهما يقررون ثم ينجبان الاولاد و البنات لهذا تترتب عليهما معا واجبات تربية الأبناء و رعايتهم و الاهتمام و لا يجب أن يتخلّى ايّ منهما عن واجبه و مسؤوليته تجاه أسرته.
بكل اسف تحصل في أغلب الأوقات أمور سيئة في العائلة حيث يختلف الزوجان و يقررا الانفصال و هذا بالطبع تكون له انعكاسات خطيرة على الأبناء بالدرجة الاولى فالرجل قد يتخذ امرأة أخرى ليكمل معها حياته و كذلك الزوجة و في هذه الحال لا يجب أن يتخلّى ايّ منهما عن الأبناء الذين صاروا نتيجة هذا الزواج مهما تكن الأسباب.
من الضروري أن يحاول الزوجان العمل معًا على تجاوز الخلافات الحاصلة بينهما و أن يضحي كلاهما من أجل استمرار هذا الزواج خاصة عندما يكون لهما أبناء من هذا الزواج و ما نلاحظه على الأغلب هو عدم وجود مثل هذه الرغبة لدى البعض فهناك من يحاول الهروب من المسؤولية و لدى حصول مشاكل لا يبدي استعدادًا حقيقيًا و لا تجاوبًا فعليّا لحل هذه المشاكل للوصول إلى نتيجة مرضية فهم يرون أن الهروب هو الحل الأفضل و الأسرع بعيدًا عن المتاعب.
بالطبع عندما يفترق الزوجان فإنّ من يدفع ثمن ذلك هم الأبناء خاصّة متى كانوا صغار السن و قاصرين فهم بحاجة إلى المعونة و العون و الرعاية. لا يجوز الاستهتار بقدسية الزواج لانّه مسؤولية أخلاقية و اجتماعية و إنسانية و قال الكتاب المقدس: يترك الرجل أباه و أمّه و يلتصق بزوجته ليصيرا جسدًا واحدًا و هذا يعني الالتزام الكلّي بينهما من كلّ النواحي الفكرية و النفسية و الروحية و الجسدية.