Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بسام الخوري فليُفرَج عن المخطوفين وليعتذر فرزات الكاتب: حازم الأمين الأحد ١٩ أغسطس ٢٠
بسام الخوري فليُفرَج عن المخطوفين وليعتذر فرزات
الكاتب: حازم الأمين الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٢ للوهلة الأولى ذُهلنا من انضمام الفنان السوري علي فرزات إلى حملة صفحات فايسبوك التي نظمتها جماعات سلفية على موفدة محطة «العربية» إلى ريفَي حلب وإدلب، عليا إبراهيم، وإضافته تعليقات على الصفحة تنم عن فقدان الفنان الضحية حساسية كنا نعتقدها شرطاً بديهياً كي يكون الفنان فناناً. إذ كيف لفنان أن يضيف إلى صفحته كلاماً طائفياً ومذهبياً، لم يبذل جهداً للتدقيق فيه سوى تدوينه عبارة «للتأكد»، وإضافة عبارات تؤكد أنه جزء من الحملة. أخطأنا في تقديرنا، أولاً لأن علي فرزات انتقل من كونه صديقاً للرئيس السوري بشار الأسد عندما منحه الأخير أول ترخيص لصحيفة سورية معارضة، إلى كونه ضحية له عندما أقدم الأمن السوري على الاعتداء عليه على نحو مبرح وبشع. وهذا الانتقال جعلنا نعتقد أن هفوة الفنان لن تتكرر بعد أن خبر بجسمه تبعات سقوط فنان في فخ صداقة الرؤساء. وأخطأنا تقديرنا أيضاً لأننا استبعدنا في حالة فرزات أن يتحول الضحية جانياً، على رغم أن علم النفس أشبع هذا الاحتمال درساً وتأويلاً. عليا إبراهيم كانت تغطي الثورة في سورية، وكانت منحازة في تغطيتها إلى الثورة من موقع تسجيل مرارات الناس هناك، مع إفراد حيز صغير لمراقبة الثورة. وهي بذلك تُقدم خدمة مضاعفة من خلال سعيها أولاً إلى فضح ممارسات النظام، وثانياً إلى حماية الثورة من نفسها. ناهيك عن أنها تقوم بعملها كصحافية عليها أن تنقل ما يجري بأمانة. والحال أن سقطة فرزات من المفترض أن تفتح نقاشاً تشهده مدن وبلدات الداخل السوري. فالناشطون السوريون في الداخل، لا سيما المدنيين منهم، يخوضون يومياً نقاشاً مع الصحافيين الآتين إلى مناطقهم لتغطية ثورتهم، يعترفون فيه بوجود انتهاكات يرتكبها ثوار أو أشخاص ركبوا موجة الثورة، لكنهم في الوقت ذاته يقولون إن تسجيل هذه الانتهاكات سيفضي إلى استثمارها من قبل إعلام النظام. مئات من الشباب السوريين شديدو الحساسية حيال الممارسات الطائفية والمناطقية، ويشعرون اليوم بأن موعد الحساب مع المنتهكين ليس الآن. القول إن حماية الثورة في سورية تتطلب مقداراً من الرقابة تمارسه الصحافة بالدرجة الأولى وهيئات الرقابة المدنية بالدرجة الثانية، لا يبدو أنه أمر مرحب به في أوساط كثيرة من ناشطي المعارضة في الداخل والخارج. والحال أن الانحياز إلى الثورة في سورية نوع من الانحياز إلى النفس قبل أن يكون انحيازاً إلى الضحية السورية، وهو أمر يملي على معتقده مسؤولية الاختلاف مع الوجهة القائلة بتأجيل تسجيل «انتهاكات الثورة» وذلك خوفاً عليها أولاً، وخوفاً على واحدنا من نفسه ثانياً. فها هو فرزات وقد أخطأ بحق نفسه قبل أن يُخطئ بحق عليا إبراهيم، بل إن الأخيرة وجدت من يعتذر منها، في حين أمعن الفنان في سقطته ولم يعتذر. وربما علينا أن نقترح عليه مخرجاً للاعتذار يتمثل في أن الصفحة التي ضمها إلى صفحته حاولت إدانة الزميلة قائلة إنها «شيعية»، وبما أن عليا ليست كما اعتقدوا، فإن فرزات سيبقى منسجماً مع نفسه إذا اعتذر. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|