Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
تُجّارُ القصيدة.شعر: فؤاد زاديكه
تُجّارُ القصيدة
أينَ القصيدةُ تشدو المجدَ و النّسَبَ تُعلي مراتبَ إبداعٍ يكون أبَا؟ أنعي القصيدةَ في أيّامِنَا فلقدْ باتتْ تُلَمِّعُ ألفاظاً و مُنْتَخَبَا تسعى التصنُّعَ تأليفاً لمُمْتَدَحٍ و الوصفُ يزحفُ فوقَ البطنِ مُنْقَلِبَا هذي المهازلُ صارتْ واقِعاً سَمِجَاً قَوَّتْ بِسُخْفِها باعَ الزّيفِ فانتصَبَ أينَ القصيدةُ في إقبالِ قامَتِها تزهو بحسنِها في إدراكِها السّبَبَ؟ أينَ الحقيقةُ تزهو في خَميلَتِها تشدو بعزفِها تجلو الهمَّ و الكَرَبَ؟ فالشّعرُ أصبحَ للسلطان خادِمَهُ للمالِ يرسمُ إنشاءًا و مُنْتَسَبَا ويلُ القصيدةِ مِمّا نال هيبَتِها ما عدنا نشعرُ في إنشادِها الطرَبَ نَقِّ القصيدةَ مِمّا ذَلَّ مَنْعَتَها يا مَنْ ينافِقُ بالأشعارِ مُكْتَسِبَا روحُ القصيدةِ مزهوٌّ فَرَوْنَقُهُ ما للصّفاءِ انتمى أو للعُلى انتسبَ ليس التقوقعُ في ذلٍّ و مَنْفَعةٍ يسعى التكسُّبَ و الإملاقَ و الكَذِبَ صُونوا القصيدةَ مِنْ تُجّارِ رونقِها باعوا المشاعرَ و الإحساسَ و الأدبَ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|