Arabic keyboard |
|
#1
|
|||
|
|||
قد فعَلَ
كتاب طعام وتعزية: الأحد 22 / 4 / 2018
قد فعَلَ «يَأْتونَ وَيُخبِرُونَ ببرِّهِ شَعْبًا سَيُولَدُ بِأَنهُ قَدْ فَعَلَ» ( مزمور 22: 31 ) «قَدْ فَعَلَ» ... عندما تُرجمت هذه العبارة في الترجمة السبعينية، تُرجمت بذات الكلمة التي ورَدَت في يوحنا 30:19 ”تتلستاي Tetelestai“ وتعني «قَدْ أُكْمِلَ»، وهي تلك العبارة التي نطق بها المسيح قبل أن ينهي حياته على الأرض ( يو 19: 30 ). ونلاحظ أن المسيح لم يَقُل أنا انتهيت، بل أنا أنهَيت. نعم لقد أكمَلَ العمل. ولم تكن كلمته هذه قبل أن يسلِم الروح، صرخة يأس أو أنَّة تحسُّـر، كالتي ختم بها كثير من عظماء الرجال حياتهم، بل هي صيحة ظفر وصرخة انتصار. يقول العارفون: إن هذه العبارة على عهد المسيح كان يقولها العامل والتاجر والقائد والفنان. فعندما يَنهي العبد عمله كان يُخبر سيده بأنه أنجز المأمورية التي كلَّفَهُ بها، مُستخدمًا هذه الكلمة بعينها ”تتلستاي“. وكذلك كان يقولها التاجـر عندما يُسدِّد الحساب الذي يلزمه سداده، ويقولها القائد العسكري عندما يسير في موكب الانتصار، ويقولها الفنان عندما ينهي عمله الفني ويضع لمساته الأخيرة عليه. والمسيح كان هو العبد الكامل الذي مسرَّة الرب بيدهِ نجحت ( إش 53: 10 )، وهو التاجر الذي سدَّد كل ديون مفدييه، كما كان هو القائد الذي هزم الشيطان وسحَق رأس الحيَّة، وكان هو الفنان الذي أبدَع عمل الخلاص العظيم. ولذلك فليس عجيبًا أن يقول وهو فوق الصليب: «قَدْ أُكْمِلَ». ويُخبرنا الرسول في عبرانيين 1 أن المسيح فعل أمرين: أولاً: عَمِلَ الْعَالَمِينَ. ثانيًا: صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا. لقد عَمِلَ الْعَالَمِينَ: ومن تكوين1؛ 2 نفهم أنه بعدما أكمَلَ العمل رأى كل ما عمله فإذا هو حسنٌ جدًا. ولا عجَب في ذلك لأن هذا عمل الله. ونحن نقرأ أن «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ» ( مز 19: 1 ). لقد عرفنا قدرة الله السرمدية ولاهوته عن طريق الخليقة ( رو 1: 20 ). وعندما نرفع عيوننا، ونرى المصنوعات نقول: «مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ» ( مز 104: 24 ). لكن هذا الإله العظيم الذي عندما عمل العالمين لم يُكلِّفَهُ ذلك سوى كلمة «بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ» ( عب 11: 3 ). «بِنَفْخَتِهِ السَّمَاوَاتُ مُسْفِرَةٌ» ( أي 26: 13 )، فإنه عندما عمل الخلاص، لم يكن ذلك بكلمة، بل «صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا». فإذا كنا نرى في عمل الخليقة روعة الله وعظمته، فيقينًا نتوقع أن نرى في عمل الفداء ما هو أعظم وأروع. إنه عمل عظيم، يكفي أن نقول عنه إنه عمل الله. يوسف رياض
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|