Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ردّ على السبتيين و معتقداتهم (1) بقلم: فؤاد زاديكه
ردّ على السبتيين و معتقداتهم (1) بقلم: فؤاد زاديكه
ممّا لا شكّ فيه أنّ المعتقد المسيحيّ ما كان ليأخذ هذا الانتشار الواسع و العظيم عن طريق السلم و المحبّة و القناعة دون اللجوء إلى أساليب العنف و القوة و الغزوات, و يحظى بما حظيَ به من رسوخ في نفوس الناس ممن اعتتنقوه لولا مشيئة الرب و نعمة يسوع المسيح, الرأس الذي كان به و له الكلّ, و الذي به نتوّجُ هاماتنا كأعضاء في كنيسته, هذه الكنيسة التي أكّد يسوع فيها لبطرس الرسول أنّه الصخرة التي يبني عليها كنيسته, و الكنيسة هي على كلّ حال جماعة المؤمنين و هو لم يقصد الصخور التي بها تُبنى. لقد كان المسيح مهتمّا بها كلّ الاهتمام و مركّزاً عليها كضرورة جامعة لجماعة المؤمنين, لأنّ الكنيسة الكبيرة هي العائلة التي ينضمّ إليها المؤمن و هو من خلالها يقوم بممارسة الطقوس الكنسية, و التي ليست كليّة من صنع البشر, لأنها كانت الميزان الذي أدرك من خلاله الشخص المسيحيّ حقيقة وجوده منذ أيام الكنيسة الأولى, تلك التي أسّسها الرّسل الأوائل, و بهذا فمن الضروري أن يكون أعضاء الكنيسة مقدّسين كما هو الربّ يسوع (الرسالة الأولى لكورنثوس 1: 1-3) و هذا يؤكد حقيقة أنّ الكنيسة واحدة و أن قدسية هذه الكنيسة هي التي قصدها الله من خلال عمله الجليل هذا, بواقع أنّ القداسة هي مقام كلّ مؤمن بالمسيح, و قد لا تكون حالة كلّ مؤمن في الوقت نفسه. ظهرتْ عيوبٌ و نواقص و ممارسات خاطئةٌ في حياة الكنيسة و تاريخها منذ نشأة وجودها لغاية اليوم, بدأت منذ أيامها الأولى, فكلّ من يعمل لا بدّ أن يخطئ, و البشر مختلفو الطباع و الأفكار و الانتماء لهذا فلا غرابةَ أن تكون ظهرت فيها مثل تلك العيوب و النواقص لكنّ الروح القدس كان دائمًا حاضراً و موجّهاً و هو ساهم بدور فاعل و في غاية الأهميّة في تقوية الكنيسة و في التغلّب على الهفوات و تجاوز المحن عبر سنوات الزمن الطويلة, حيث كانت بين الفينة و الأخرى و الزمن و الزمن الآخر تظهر بعض النزعات و الميول الفردية و أحيانًا الجماعيّة ساهمت بشكل أو بآخر في تأخّر الكنيسة و في ظروف عصيبة مرّت بها كلّفتها زهق أنفس و خلافات و انشقاقات و هو ما أدّى إلى إضعافها و إلى خلخلة وحدتها التي كان من المفروض ألاّ تتأثر بكلّ ما جرى و يجري, إلاّ أنّها النفس البشرية التي قد تجنح نحو الفساد أو ضياع البوصلة فتهلك و تتسبّب بهلاك الآخرين, فما نراه اليوم من هذا الكمّ الهائل من الطوائف المسيحيّة وهي تزيد عن 250 ألف مُعْتَقَد مسيحي أو التي تزعم بأنّها مسيحيّة لهو دليل على ذلك و هو ما يترك أثراً عميقًا من الحزن و المرارة و الخيبة, و المحزن أكثر هو ادّعاء كلّ طائفة أو فئة من هذه الطوائف بأنّها الأصحّ و هي على الحقّ و غيرها على باطل, فتقول هذه أو تلك بأنها تلتزم بما جاء في الكتاب المقدس و هي لا تخرج عن نصوصه و لا تُؤَوِّلُها وفق مزاجها و كأنّ لكلّ طائفة كتابَها الخاصَّ بها, حاشى لكلمة الله من مثل هذه التجزئة و هذا الانشطار و الانشقاق, إنّها مجرّد اجتهادات قد تخطئ و قد تصيب لكنّها بالنتيجة تسيء إلى قدسية الكنيسة و تؤثر على وحدتها. إنّ كنيستنا الأرثوذكسيّة كانت الكنيسة الأم الأولى و عنها تفرّعت بقية الطوائف لظروف ما و لأفكار ما و هو ما نراه اليوم منتشراً على ساحة الانتماء المسيحي ككنائس متعدّدة و أحيانًا مختلفة, علمًا بأنّ تقاربًا كبيراً و مُهِمًّا حصل في السنوات الأخيرة بين بعض هذه الكنائس فقامت بالتقارب و العمل المشترك و كذلك بمساعٍ من أجل لمّ الشمل و توحيد الكنيسة, إنّ الخلاف بين هذه الكنائس هو مجرد طقوس وقليلٌ منها يصبّ في خانة جوهر و روح المعتقد لكنّها غير متجانسة و غير متوافقة و هذا لا ينبغي أن يستمرّ فهو مُضرٌّ بالكنيسة ككلّ. عن هذه الكنيسة الأرثوذكسية تفرّع الكاثوليك و من ثمّ البروتستانت (الكنيسة الانجيليّة) و عن هؤلاء و هؤلاء و غيرهم تفرّعت كنائس كثيرة منها الكنيسة الرسوليّة الجديدة و السبتيون و بدعة شهود يهوه و الكنيسة المعمدانية و جماعة المورمون و "الأنبياء السماويون" بزعامة شخص يدعى"نيقولا ستورخ" و " حركة منتظري مجيء المسيح"و غيرها و غيرها كثيرٌ جداً. و هذا كلّه يتسبّب بضعف الكنيسة و هو مبعث ألم و حزن كبيرين لكلّ من له غيرة على كنيسة المسيح التي من المفروض أن تكون كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسوليّة, لأنّ المسيح لا يزال هو هو واحداً. إنّ كلّ تجزئة و انقسام و انشقاق في الكنيسة إنّما هو بمثابة خروج عن روح تعاليم المسيح التي نادى بها و دعا إليها, مهما كانت الدواعي و الأسباب و المبرّرات التي يطلقها هؤلاء و أولئك. للبحث تتمّة...... التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-02-2020 الساعة 12:57 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|