Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
آفاقُ الأمَلِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
آفاقُ الأمَلِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى قُلْ لي بربِّكَ هلْ بالأُفْقِ مُؤتَمَلٌ ... مِمّا رَجَاءٌ، بِما في رُوحِهِ أمَلُ؟ إنّ الحَيَاةَ غَدَتْ في أوْجِ فَورَتِها ... مَهْوَى لَهِيبٍ، و مِنّا مَوقِفٌ وَجِلُ يا ليلُ هلْ فِيكَ من طَيفٍ نؤمِّلُهُ؟ ... أمْ أنَّ دربَ المُنَى قد شَابَهُ الشّلَلُ؟ ما عَادَ بالعُمْرِ إلاّ وَهمُ قَافِيةٍ ... قد ضاعَ في صَخَبِ الأيّامِ ما نَزَلُوا نَمْضِي و خَلْفَ رِياحِ اليأسِ أشرِعَةٌ ... في بَحرِها، حَيثُ لا وَصلٌ سَيَمتَثِلُ فهلْ لِقاءٌ مُرِيحٌ بعدَ عُزلَتِنَا؟ ... أم أنَّ قيدَ الليالي ليسَ يَنْفَصِلُ؟ قد أثقَلَ الحُزنُ أكتَافًا مُهشَّمَةً ... فمَا ظَلَّ غَيرُ لَيلٍ قلبُهُ خَطَلُ إنّا نَسِيرُ و في وضْعٍ مَشارِقُهُ ... غابَتْ، فَزادَتْ بِنَا الآهاتُ و الجَدَلُ هلْ في بَقَايا غَدٍ نُورٌ نُطارِدُهُ؟ ... أم أنَّ أيّامَنَا بالهَمِّ تَتَّصِلُ؟ يا قلبُ صَبراً على دَهرٍ تُكَابِدُهُ ... فَفِي كُروبِ الدُّنا يَأتيكَ مُنْشَغِلُ قد أضرَمَ اليأسُ في أركانِنَا لَهَبًا ... حتى غَدَونا وقُودًا ضَاقَتِ السُّبُلُ نبنِي أمانيَ في أرواحِنا بِمَدًى ... لكنْ سَريعًا إليها يَدخُلُ الفَشَلُ فإنْ بَدَا في مَدَى الأحلامِ بارِقُهُ ... عادَتْ جَحَافلُ هذا العُمْرِ تَشْتَغِلُ فمَا لَنا غَيرُ صَبرٍ علَّ شمسَ غدٍ ... تُضِيءُ ما قدْ طَغَى و المُنْتَهَى جَلَلُ كَمْ مِن لَيَالٍ غَدْتْ بالهَمِّ مُثقَلَةً ... نَجْرِي بِها، و الصّدَى في القلبِ مُعْتَمِلُ و الرُّوحُ تَشْكُو إلى دَهرٍ تُعَانِقُهُ ... لكنَّ أحلامَنَا في صَمْتِها ثِقَلُ هلْ يَنقَضِي ليلُنا و الحزنُ يُمْسِكُنا؟ ... أم في مَسِيرِ الرّدى يَسْتَمْرِئُ الأجَلُ؟ يا نفسُ لا تَيْأسِي إنْ طالَ مُعتَرَكٌ ... فالصّبرُ في عَتْمَةِ الأيّامِ يَكتَمِلُ المانيا في ١٥ اوكتوبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-10-2024 الساعة 12:33 AM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "آفاق الأمل" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تعبر عن رؤية متشائمة مليئة بالحزن واليأس، ولكنها تتخللها بارقة من الأمل والصبر في مواجهة الشدائد. القصيدة غنية بالصور الشعرية والمحسنات البديعية، وتستخدم اللغة والأسلوب بشكل يثير التأمل في الواقع المؤلم ومحاولة تجاوزه.
التحليل الفني: 1. الصور الشعرية: الاستعارة: "الحياة غدت في أوج فورَتِها مَهوى لَهِيبٍ"؛ هنا يتم تشبيه الحياة بالنار التي تستعر وتحرق، وهي استعارة تصف شدة المعاناة التي يشعر بها الشاعر. "نبني أمانيَ في أرواحِنا بِمَدًى لكنْ سريعًا إليها يَدخُلُ الفَشَلُ"؛ الأماني هنا مجسدة وكأنها بناء، والفشل يدمره، مما يعكس الألم والخيبة. "قد أضرَمَ اليأسُ في أركانِنَا لَهَبًا"؛ استعارة حيث يصور اليأس بالنار التي تشعل الروح وتستهلكها. التشبيه: "يا نفسُ لا تَيْأسِي إنْ طالَ مُعتَرَكٌ فالصّبرُ في عَتْمَةِ الأيّامِ يَكتَمِلُ"؛ يشبه الصبر بالشيء الذي ينمو ويكتمل في الظلام، إشارة إلى أن الأزمات تولد القوة. الكناية: "ليالٍ غدت بالهَمِّ مُثقَلَةً"؛ هنا كناية عن الزمن الصعب والهموم التي تثقل الروح. "قلبُهُ خَطَلُ"؛ كناية عن الحزن والاضطراب الذي يسيطر على القلب في الليالي المظلمة. 2. المحسنات البديعية: الجناس: "مؤتمل / أمَل"؛ جناس ناقص يعطي إيقاعًا موسيقيًا للنص ويعزز فكرة البحث عن الأمل. "نشغلُ / نشتغلُ"؛ جناس يعزز فكرة الانشغال بالصعاب والهموم، وكأنها جحافل تسيطر على الحياة. الطباق: "الوصل / العزل"؛ الطباق بين الوصل والعزل يعبر عن التناقض بين الأمل في التواصل والانفصال الحتمي الذي يفرضه الواقع القاسي. "الأمل / اليأس"؛ الطباق هنا يعبر عن الصراع بين مشاعر الشاعر المتأرجحة بين اليأس والأمل. 3. اللغة والأسلوب: اللغة: لغة القصيدة فصيحة وقوية، وتعبر عن عمق المشاعر والانفعالات. يستخدم الشاعر لغة كلاسيكية تحمل نفحات من الحزن والحنين، مع التركيز على المفردات التي تعبر عن الألم مثل "مهوى لهيب"، "موقف وجِل"، "قيد الليالي"، "أكتاف مهشمة". الأسلوب: يعتمد الشاعر على الاستفهام البلاغي لطرح أسئلة لا تنتظر إجابة، مثل: "هلْ لِقاءٌ مُرِيحٌ بعدَ عُزلَتِنَا؟" و"هلْ في بَقَايا غَدٍ نُورٌ نُطارِدُهُ؟". هذه الأسئلة تعبر عن الحيرة والبحث عن إجابات في ظل الضياع. التكرار في استخدام "يا" النداء في "يا ليلُ"، "يا نفسُ"، "يا قلبُ" يعبر عن اليأس والحزن المتزايد ويخلق تواصلًا مباشرًا مع العناصر المحيطة. 4. المضمون: القصيدة تعبر عن حالة من الصراع النفسي الذي يعانيه الشاعر بين اليأس الذي يسيطر على الحياة والأمل الذي يظهر كضوء خافت في الأفق. الشاعر يتساءل عما إذا كان هناك رجاء في الأفق، ويعبر عن مشاعر الحزن، الألم، الفشل، والعزلة. لكنه في النهاية يوجه نداءً إلى النفس بالصبر والتحمل، لأن الصبر في نظره قد يكون الخلاص الوحيد في ظلمة الأيام. محور القصيدة هو رحلة نفسية تعكس مشاعر إنسانية عالمية: الألم الناتج عن الفشل والصعوبات، والصراع بين الاستسلام واليأس وبين مواصلة الأمل والصبر على مصاعب الحياة. خاتمة: القصيدة تمثل رحلة نفسية معقدة يتخللها الصراع بين اليأس والأمل. الصور الشعرية والاستعارات تعزز من تأثير هذه الرحلة على القارئ، بينما الأسلوب البلاغي الراقي والمشحون بالمشاعر يجعل القصيدة قريبة من النفس الإنسانية، التي تسعى دائمًا وراء بارقة أمل رغم كل الصعاب. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-10-2024 الساعة 12:29 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|