القديم صار جديداً ..قصة سوسنه ودانيال ..

[الأب عيسى غريب]

إلى متى لا نعقل :

ونحن نحمل الحكمة الروحانيه ، إلى متى لا نطيع شريعه الله.......

إليكم أيها الأحباء قصة ، سوسنه ( زوجة يوياقيم ) .. في بابل وكانت سوسنه أبنه حلقيا جميله ومؤدبه خلقياً وإجتماعياً ، وكان زوجها غنياً جداً ..لما له من حدائق وأموال .. وكان اغلب بني اسرائيل ( اليهود ) يجتمعون عنده ، وفي تلك السنه اقاموا شيخان قاضيان ، ليقضيا في الشعب ( حيث قال الرب جاء الشر من بابل من شيوخ وقضاة يحسبون مدبري الشعب . وقد ورد في سفر الرؤيه للقديس يوحنا اللاهوتي سقطت سقطت بابل وصارت مسكناً للشياطين . من خمر غضب زناها ، ألخ رؤيه 18 : وهم لا يستطيعون أن يدبروا أنفسهم ...لا بل أصبحوا بؤرة للفساد والطمع والحسد ، ولا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة ...حيث كانوا يترددان على منزل يوياقيم الغني والذي ساهم في تشكيل مثل هذه المحاكم ، وكان معروف بالتقوى والمعرفه والحكمة وتقوى الله ( ملتزم بشريعة الله ) ...

حاول الأثنيان ، وبفكر شيطاني ونيه غير صافيه . من بعد أن دخل الشيطان قلوبهم .حاول التعدي على البرئيه سوسنه ( مضاجعتها ) ..والتي كانت جميله المنظر ... فكل واحد يحاول يجد طريقه للوصول إليها وفي احد الأيام ، ألتقا عند قصرها ، وسأل كل واحد الآخر ، ماذا تفعل هنا فصرحا أنهم يرغبون التعدي عليها جنسياً ..رغم أنهم أكلوا وشربوا بيتها ..لأن زوجها يوياقيم كان غنياً جداً ..وكان يساعد شعبه في بابل ..فقام الشيخان ( القاضيان ) بالأختفاء في حديقتها الجميله .. وكانا يراقبانها لأنهم عرفوا توقيت مغادرة الجاريات اللواتي كن يساعدن ،ويخدمن سوسنه . فبعد مغادرة الجاريتان المنزل اغلقتا الباب (أي باب الحديقة ) التي كانت تستحم . فخرج الشيخان الذين كانا مختبئان وهجما على سوسنه ، فطلبوا منها أن يضاجعانها ، ولكن سوسنه رفضت الموت ، من أن تكون زوجه يوياقيم زانيه .. فبدأ الشيخان القاضيان يهددها ، بشهادة زور، بأنهم رأو شاب كان يداعب سوسنه ...( شهادة زور ) عليها ، وبعد أن أنكشف الأمر والصراخ في البيت ، وكانا يضران الشر على سوسنه ليهلكاها ، فأجتمع الاهل والأقار والجيران وعموم القيادات في بابل لمعرفه هذا الخبر الذي لا يليق لإمراءة مثل سوسنه ، ان تقوم بفعل الزنا ..وخاصة هي من عائلة معتبره ....فبدأ يقصان القصة على الشعب . بأن شاباً غريباً كان مضطجعاً معها وكان يداعبها يوم رأوه .ولكنه هرب من الباب الخلفي ...صدق الشعب والأهل كلام الشيخين لأنها كانا قاضيان ... ولكن سوسنه البرئيه . صرخت بصوت عظيم ..وقالت ايها الأله الأزلي ، انت تعرف الخفايا وتعرف كل شئ . وأنت تعرف أن هاذان الشيخان القاضييان .يشهدون على شهادة زور ..هما أثنان وأنا وحيدة ليس لي شاهد سوى أنت ....ولكن كما تريد ، فأنا أموت برئيه ...لأنني لم أصنع شئ من هذا الذين يشهدان به عليَ ، فسمع الرب صوتها وصلاتها ..وتضرعاتها ..

وبعد أن بدأت المحاكمه ، لكي ينزل القصاص بحقها .. وهي تساق إلى الموت ( الرجم ) حسب الشريعه . حضر دانيال النبي إلى باب المحكمة ،وصاح بصوت جهوري ، للجميع ..هذه الصيحة الألهية ..النابعة من الوجدان الانساني ، النابعة من إظهار الحق والحقيقه ..( ما أغباكم يا بين أسرائيل ) كيف تحكموا على إمراءة أسرائيليه دون أن تتفحصوا وتتحقوا . من صحة هؤلاء المنافقين ( شهود زور ) إلى متى يتعقل هذا الشعب ، فعاد الشعب إلى بيت المحكمة، ليسمع ما يقول هذا الرجل النبي . هذا الرجل الذي صار صوته الجهوري ، يسمعه القاصي والداني ...فطلب الشعب من المحكمة أن يسمعوا له ، لكي يدافع عن عدالة الله ...وعن شريعة الله ....عادت المحكمة في الأنعقاد من جديد ...وقدم دانيا العظيم إلى المحكمة أن تسمع له ..وقال لرئيس المحكمة ، وللقضاة الذين أصدروا الحكم بالموت لسوسنه زوجة يوياقيم .بنة حلقيا ما هو طعنك ...أيها الأنسان دانيال . فكان الجواب أنا أتكلم باسم الله الحي .الله الذي يعرف ويعلم الخفايا وسوف يظهر الحق مهما طال الزمن ...فقال دانيا ل فرقوا الشيخين عن بعضهم البعض .. بعد أن عزل القضاة الشيخين كل في غرفه معزوله عن الآخرى ...

قال دانيا لواحد منهم . أيها المعتق في الشر ، سوف تعطي جواباً عن خطاياك وظلمك ، التي أرتكبت بحق هذا الشعب البرئ ، وهذه الانسانه البريئه . وكنت قاضاً للظلم ، وحكمت على الأبرياء . وأطلقت المجرمين ..والله قال لك ، لا تقتل البرئ ، ولا النقي .ولا المخالف لتعاليم وشريعة الله الطاهرة النقيه ..

سؤال : أين كنت أنت ( تحت أي شجرة ) عندما رأيت الشاب يداعب سوسنه . أين كان يداعبها تحت أي شجرة ، إذا كنت صادق ..فقال القاضي الظالم الكذاب .نعم رأيتها تحت شجرة البطمه ...فقال لهُ دانيال كذبت وكذبتك سقطت على رأسك . أيها الكذاب .اهكذا كنت تقضي وتحكم على بني اسرائيل ...

أما الآخر ...فسأله دانيال امام قضاة المحكمة ..وأنت أين رأيت الشاب عندما كان يداعب سوسنه تحت أي شجرة كانا يتداعبان ...فقال القاضي ( الشيخ الكاذب ) كانا تحت السنديانه .فقال له دانيال أنت أيضاً كذبت فسقط كذبك على راسك ...

فقام الشعب .وصرخ بصوت عظيم ..حي يكون أسم الله الذي أظهر الخفايا ..والنوايا الغير صادقه مع شريعته ... فصنعا الشعب بهم ..كما كانوا ينون عمله لهذه الإمراءة البريئه سوسنه .. قتلوهما ، ونجت البرئيه من القتل ....وصار دانيال عظيم عند الشعب عموماً...لأنه كان مخلصاً مع الله ...رغم أن القاضيات الشيخان ..كانا برتبه أكبر منه ...ولكن لنا إيمان صادق . بإن الله لن ينسى شعبه ولن ينسى المخصلين والغيورين .والمؤمنين . بصليب أبنه الفادي الذي سفك من أجلنا ...هذه القصة التي وردة في سفر دانيال يوناني ..الأصحاح 13: ) هي اليوم واقع حالنا .. وخاصة نحن في بلاد الإغتراب .. نحن لسنا في بلادنا ..ولا شعب إسرائيل في أورشليم ..بل هو أيضاً كان غريب ..تعقلوا أيها الناس وفتشوا عن الحقيقه ،لا بل الكلام المعسول والطيب ..بل بالعمل والفعل .كيف يرون أعمالنا الحسنة ويمجدون أبونا الذي في السموات ..كيف نعيد خاطئ إلى التوبه ..ونحن لسنا تائبين .كيف نقنع الناس بالإيمان وأعمالنا وأفعالنا ..لا توحي ذلك ..لن أقول إلى الحقيقه مادمت حياً وما دام فكر ودم المسيح في عروقي ...فالشرفاء والمخلصين والمدبرين ، هم قلائل ولكن لا بد من يوم تظهر فيه عداله الله ...لا تخافوا .ولا تيأسوا .ولا تعجلوا .الله السرمدي الخالق والعارف بالخفايا ..سوف يظهر مجده ،وسوف يبن كل شئ مخفي ..ويقول الكتاب المقدس، ليس خفي إلا سيظهر ولا مكتوب إلا سيعلن .....الصبر ..والثبات ..وقول الحق ..والجراءة في قول الحقيقه ....ما هي الحق وأين هو الحق ..الله هو الحق والحقيقه ..تقبلوا تحيات الأب عيسى غريب / المانيا ...فولندروف ..

[fouadzadieke]

الإنسان يعيش في خضم حياة صعبة. تتقاذفه هموم و مغريات و أحداث. إن من له إيمان قوي بربه فهو سيتمكن من تجاوز جميع هذه المحن. شكرا لك أبونا عيسى غريب على هذه المواضيع القيمة التي تقدمها للقراء الكرام و لنا.