Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
شرُّ البليّةِ ما يُضحِك 4 بقلم: فؤاد زاديكه
شرُّ البليّةِ ما يُضحِك 4 (من مقالاتي القديم) بقلم: فؤاد زاديكه إنّ النظام يفاوض هذه الأيام من أجل إستعادة هضبة الجولان, و لا أعتقد بأن إسرائيل ستعطيه ما يريد حتى لو ركع على قدميه و أعلن استسلاماً كاملا و اعترافاً بإسرائيل كدولة, نظراً لأهمية هضبة الجولان العسكرية و الاستراتيجية لإسرائيل, و إنْ تمّ له ما يريد فإن إنهاء الحرب مع إسرائيل كما هو الحال مع مصر و الأردن سيجعل من إسرائيل قوة إقتصادية عظيمة في الشرق الأوسط إلى جانب كونها قوة عسكرية قوية و عظيمة و قادرة. أمّا ما سيُعطى لنظام الأسد اليوم فهو سيؤخذ منه غداً بطريقة أو بأخرى. و إنْ سأله الشعب يوماً ما أين جانب القوة المزعوم و الذي تمّ بموجبه منحه القنيطرة بعد مفاوضات و معاهدات و اتفاق مع إسرائيل؟ فهو سيجيب كعادته و كمنافق و مخادع دجّال إنّ السّياسة امتدادٌ للحرب, دون أن يكلّف نفسه عبء السؤال القائل و في الصميم, لطالما يكون الأمر على هذه الحال فلماذا قمتم كعرب بحروب عدّة و سقطت آلاف مؤلفة من الضحايا في معارك لم يكت لها أية ضرورة؟ ما مصيرهم؟ و لماذا توجّب استشهادهم لطالما من المتوقّع و المنتظر أن تعزف اسطوانتكم الجديدة على أوتار نغمة مثل هذه في يومٍ من الأيام؟ ما الذي تحقّق من خوض كل تلك الحروب و التي تم فيها خسارة الأرض و الشرف و السّمعة و البشر؟ نعم إنّ هذا النظام الفاجر سيحاول هذه المرّة أيضا كما فعلها من قبل و بالطريقة الميكافيلية التي مارسها و يمارسها و تخضرم بها, أن يخلق أجواء جديدة للاستمرار في اغتصابه لإرادة الشعب السّوري و سرقة مقدراته و اغتصاب أحلامه و تحطيم آماله, إنّه بارعٌ تماما بفعل كلّ هذا و أكثر. إنّ شعبنا السوري البطل و المكافح ابتلى بأخطر داء في حياته, فلا أظنّ بأنّ لعبة النظام ستنجح هذه المرّة, مثلما نجحت سابقاتها إذ لا بدّ أنْ يتحرّك بعض أزلام هذا النظام – فدود الخلّ منه و فيه – في محاولة لتصفيته أو التخلّص منه فهم تعلّموا منه سياسة الغدر و الخداع و المخاتلة و تنفيذ المؤامرات و القيام بانقلابات و تصفيات و إعدامات الخ... و متى لا يتمكن أحد من هؤلاء إنهاء نظامه أو التخلّص من جبروته فإن له موعداً مع الشعب السوري اليوم أو غداً لكي ينتفض بوجهه و يثور و يقول له كفى إجراماً و إذلالا لنا... كفى اغتصاباً لحقوقنا و لتدمير أحلامنا... أجل كفى و كفى و كفى, فهو لم يبقِ في سورية شيئا حسناً, لقد خرّب كلّ شيء فيها. إنّ الشعب السوري ليس ساذجاً إلى الدرجة, التي يتصوّرها حافظ أسد العنصري و الطائفي, الذي أعلن البارحة عداءه للنظام العنصريّ السابق في جنوب أفريقيا, و اليوم تضامنه مع النظام الجديد فيها, إنّنا نصرخ و نحن في غربة فرضها علينا النظام الأسدي الإرهابي, أيها البعثيّ الفاشي سيأتي اليوم الذي سوف يدكّ الشعب السوري و بإرادته الحرّة صولجان حكمك و يقوّض جبروتك و ينهي مظالمك, فأنت تصدر مرسوماً كهذا كقنبلة دخانية في وجه المجتمع الدولي فيما سجونك ملى و تمتلئ يوميا بالمعتقلين و بالأحرار و بالذين هم ضد العنصرية و ضد الطائفية و ضد التفرقة. مهما تمكّن هذا النظام من السيطرة الأمنية و العسكريّة على أهم نقاط القوة في الدولة, و في قيادات جيشنا السوري الباسل, فإن هذا لن يظلّ كما يأمل أن يبقى, و إنّنا نتوقّع بأيّة لحظة و بكلّ يوم إن يتحرّك الشعب المخنوق و المعاني لأنّ للصبر حدوداً, و ما بعد الضغط سوى الانفجار المدوّي و المرعب. إنّ الاستياء الكبير الذي سيطر على المجتمع سيحقن المجتمع و يدفعه من أجل القيام بثورة و تحرّك ضد هذا النظام, الذي قمع الحريّات و دمّر المدن الآمنة و قتل الأحرار و زجّ بالشرفاء في السجون أو غيّبهم في عمليات تصفية جسدية, للتخلّص منهم. نعم إنّ أطياف الشعب السوري كافة تعاني الأمرّين من ظلم و بطش هذا النظام العنصري و هو سيعلن البركان القادم, و الذي خشي, و يخشى على الدوام منه القاتل حافظ أسد الجاثم على صدرنا منذ ما يقارب ال 24 عاماً, كانت ك 24 قرناً من الزمن. سنوات لم تكن قليلة من عمر الزمن و كلها تحكي عن معاناة لا تنتهي و من سيطرة غاشمة و فتك بالحريات و هضم للحقوق و من الاعتقال السياسي العشوائي و غير المبرّر, و من اعتقال للأفكار و سلب للإرادات و نهب للمقدّرات, كيف لسوريّ أن يعيش بكرامته و حريته في واقع كهذا؟ كيف لسوريّ أن يحلم بيوم أو بغدٍ ينتظر فيه فرحا ما؟ هل من مستقبل في ظلّ كلّ هذه التعديات و الانتهاكات و الإجرام و القهر و العنف و الترهيب؟ أقول الحقّ "إنّ شرّ البليّة ما يُضحِك" فحافظ أسد يدين نظاماً عنصريّاً و يؤيّد نظاماً ديمقراطيّاً يا للعجب! لا أحد يعرف معايير أي تقييم لهذا النظام. مِنْ أين له كلّ هذه الجرأة لإعطاء مثل هذا الرأي؟ ألا تصحّ هنا مقولة " فاقدُ الشيءِ لا يُعطيه"؟ إن حافظ أسد و مذ تسلّم مقاليد السلطة في سورية عن طريق انقلابه العسكري الممسوخ, و الذ أطلق عليه اسماً كاريكاتوريّا مضحكاً " حركة تشرين التحريريّة" في عام 1969 من خلال انقلابه الأسود و الإرهابي و لغاية هذا اليوم, تسلّم أبناء أسرته و المقرّبون له كلّ المناصب الهامّة و الحسّاسة في الدولة, فأصبحت سورية دولة مخابراتيّة قمعيّة هدفها القضاء على الديمقراطية و على الانفتاح و هي تقوم على أساس طائفي عنصري, فهذه الأسرة الحاكمة لا همّ لها غير زيادة أرصدتها المالية في بنوك العالم, و هي تقلّل من أرصدتها الأخلاقيّة كلّ يوم, و إنّي اشكّ في أن يكون بقي لها أيّ رصيد أدبي أو أخلاقي لا على مستوى الداخل و لا الخارج. و متى انعدمت أخلاقيّة الإنسان, جاز له فعل كلّ شيء, و هذا هو الحال مع أسد و مع من يقوم بتنفيذ أوامره و تطبيق أجندته, و منها مضمون هذا المرسوم, الذي يتناقض كلّيّة مع الواقع السياسي في سورية. لن نقول مع كلّ ما يجري سوى إنّ غداً لناظره قريب, و سيعلم الظالمون أيّ منقلبٍ سينقلبون. انتهى
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|