يقول الفيلسوف الألماني كارل ماركس: "إنّ الوعي هو ذلك البناء الفوقي الذي تتجلّى فيه جميع الأنشطة الإنسانية. فلا نستطيع إطلاقًا أن نتمثّل الوعي في معزل عن الأوضاع الاجتماعية' و يقول أيضًا:" ليس وعي الناس هو الذي يحدّد وجودهم، و إنّما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدّد وعيهم"
و يقول فريدريك نيتشه:" إنّ بإمكان الإنسان أن يعيش حياته في استقلال عن الوعي تمامًا، و لمّا كانت الحياة البشرية معرّضة للهلاك بوصفها حياة يؤطّرها الصراع من أجل البقاء. اضطر الإنسان لأن يعبّر عن نفسه في كلمات و من ثم يكون نموّ اللغة و نموّ الوعي ملتزمَين'
بينما يقول سيجموند فرويد:" إنّنا مخطئون جدًا إذا نسبنا كل سلوكيات إلى الوعي وحده، لانّ كلّ هذه الأفعال الواعية تبقى غير متماسكة و غير قابلة للفهم إذا اضطررنا إلى القول إنّه لا بدّ أن ندرك بواسطة الوعي كلّ ما يجري"
مهما حاولنا فهم ما يدور من حولنا و ما يمكن أن يكون من مصيرنا، فهناك حدود لا يستطيع وعينا القفز من فوقها و تجاوزها، ليس بوسعه ذلك، لأنّه المحدود الذي لن يدرك اللامحدود في واقع الحياة و في ما ماورائيات هذا الكون الحافلة بكل الالغاز التي يعسر الحصول على حلول مقنعة لها. و حتى لو حاول العقل اختراق الفضاء اللامحدود فهناك ما يجذبه إلى الأرض التي يسعى إلى الانطلاق منها و الاستناد عليها ليغزو بفكره آفاق الكون. الدين يقف مانعًا و حائلًا عن تحقيق ذلك، و حتى مجرّد التفكير به سوف يدخلنا في بوابة التكفير و الزندقة التي يحب البعض نعتنا بها، دائما توجد هناك عوائق في طريق تحقيق المرغوب. عادات اجتماعية. فكر ديني لاهوتي قاطع في حده الخ... موضوع شيّق نتمنى أن تتفاعل معه الأفكار للحصول على الفائدة المرجوّة صديقي الشاعر و الباحث الاستاذ اسحق قومي. لك كلّ تحية و تقدير لهذا الطرح.