Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-07-2023, 01:32 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
افتراضي ظاهرةُ حرقِ القرآنِ بقلم: فؤاد زاديكى

ظاهرةُ حرقِ القرآنِ


بقلم: فؤاد زاديكى

إنّ ظاهرةَ حرقِ القرآن في العالم ليست وليدة اليوم و لا البارحةِ, فهي قديمة قدمَ الوجودِ الإسلامي حيثُ قام الخليفة الإسلامي عثمان بن عفّان بحرقِ جميع المصاحف التي وصلت يدُه إليها, لكي يُبقي على مصحفِهِ دون غيره, وليس فقط حرقها و إنّما جعل الأحصنةَ تدوسُها بحوافرِها و من ثمّ تتبوّلُ عليها, أمّا مصحف حفصة الذي نجا من الحرق فإنّ الذي قام بحرقِه هو مروان ابن الحكم بعد وفاة حفصة, فما هو رأي المسلمين بهذا الفعل؟
إنّ عثمان بن عفان أحرق ليس فقط بعض آيات القران بل هو أحرق جملة من المصاحف وأمر ولّاته بحرق كلّ مصحف غير ما جمعه وقد جاء في كتاب الجمل لضامن بن شدقم المدني : سمعتْ بذلك (قتل عثمان) عائشة فاستبشرت بقتله وقالت : قتلته أعماله أنّه أحرق كتاب الله وأمات سنّة رسول الله فقتله الله . راجع أيضا الجمل للشيخ المفيد ص85.
و من اللافت للانتباه أنّه كانت هناك مصاحف كثيرة حتّى بعد إحراق عثمان لأغلب المصاحف نذكر من هذه المصاحف المصحف الإمام و المصحف الشّامي والمصحف الكوفي و المصحف المكّي والمصحف البصري و مصحف قرطبة و مصحف مصر و مصحف سمرقند ومصحف اسطنبول (العثماني) ومصحف عبد الله بن مسعود ومصحف ابن أبي كعب ومصحف علي ابن أبي طالب و مصحف عائشة و مصحف عثمان بن عفّان و مصحف حفص ومصحف عمر بن الخطّاب ومصحف أم سلمة ومصحف عبد الله بن الزبيرو مصحف عبد الله بن عباس وغيرهم, و كان هناك اختلاف بين مصاحف الشام و العراق و الحجاز واختلاف مصاحف أهل الكوفة و أهل المدينة و أهل البصرة كما كان اختلاف بين أهل الكوفة و البصرة و الشام في المصاحف.
في تركيا و في سنة 1999 وخلال حفل تخرّج دفعة من ضباط البحرية التركية في مدينة إزمير طلب أحد الجنرالات من نقيب لديه أن يقرأ القرآن فقرأه و عندما سأله عن معنى الآية التي قرأها فأجاب النقيب أنّه لم يفهم ما معناها فقام الجنرال التركي بتمزيق القرآن و رميه تحت أقدام الراقصات و هو يقول: أين الذي أنزل القرآن و قال فيه: إنّا أنزلنا الذّكر و إنّا لهُ لحافظون؟ والرئيس التركي كمال أتاتورك تحدّى الله و سخر من القرآن, وقال عن الإسلام: "إنّهُ لاهوتٌ سخيفٌ صنعهُ بدويّ بلا أخلاقٍ وهو جثّةٌ متعفّنةٌ تُسمِّمُ حياتنا"
في السّنوات الأخيرة تمّت عدّة محاولات و أفعال لحرق القرآن في بعض الدول الأوروبية مثل الدانمرك و هولندة و السويد, و عملية حرق كتاب ديني مهما كان لا يدلّ على تصرّف سليم, قد يكون للفت الانتباه إلى خطورة تعاليم هذا الكتاب بحسب وجهة نظر الفاعل, لكنّه عمل لا يؤدّي إلى نتيجة إيجابيّة بل بالعكس إلى نتيجة سلبية. لكنْ من الملاحظ لدى الإخوة المسلمين أن تصرّفهم في مثل هذه الحالات لا يتّسم بأي طابع أو صفة حضاريّة واعية بل هو سلوك أقرب ما يكون إلى الهمجيّة و الغوغائية بشذوذ واضح و غير مقبول. ومن الملاحظ أيضًا أن إزدواجيّة المعايير لدى المسلمين هي واضحة فاضحة فحين يرون في حرق القرآن إهانة لمشاعر مسلمي العالم بالوقت نفسه يرون أن قتل ملايين المسيحيين في تركيا في الأعوام التي سبقت و تبعت العام 1915 أنّه أمر عاديّ, أو في قيام طالبان الإسلامية بتدمير تماثيل بوذا في أفغانستان أحرًا عاديًّا لا يجرح مشاعر البوذيين أو هم لا يرون في تحويل كنيسة مار يوحنا الدمشقي في الشام إلى جامع يسمى الأموي أنّه تعدّ على مشاعر و حقوق المسيحيين أو لا يرون في تحويل أهم و أقدم كاتدرائية مسيحية في العالم و هي كاتدائية أيا صوفيا في تركيا إلى جامع بل و أكثر هم يرون مثل هذا الفعل عملًا عظيمًا و انتصارًا للإسلام.
عندما يقوم الإسلاميّون في نيجيريا بحرق الكنائس و قتل المصلّين, فهناك من المسلمين من يرى فيه أمرًا طبيعيًّا لا جرح فيه لمشاعر المسيحيين.
و عندما قام المجرمون بقتل الصحفيين الفرنسيين الذين نشروا رسومًا "مسيئة لنبيّ الإسلام" صفّق المسلمون لهذا العمل الإرهابي الجبان, فيما يقيمون الدنيا و لا يقعدونها لقيام العراقي سلوان و غيره بحرق المصحف. واليوم ما يحصل في العراق بحق المسيحيين و بحق بطريرك الكلدان لا نرى أيّ تظاهرة احتجاج أو إدانة من الأزهر أو جهة دينية فاعلة من قبل المسلمين على ما يجري من إنهاء للوجود المسيحي في العراق من قبل ميليشيات طائفية إسلامية مجرمة تفعل كلّ ما حرّمه ربّ هذا الكون. قد يكون من حقّ المسلمين الاحتجاج و التّظاهر لكن بأسلوب غير همجي و بعيدًا عن الشتم و السبّ و غيره من الأفعال القبيحة.
إزدواجيّة المعايير واضحة وضوح الشّمس لدى المسلمين فهم يرون أنّ من حقّهم فعل كلّ ما يريدونه دون أن يحقّ لأيّ أحد الاعتراض على ما يفعلونه, بينما يتباكون ليل نهار إن جرح أحد مشاعرهم الدّينيّة, على هذا النّحو يبدو الضّعف واضحًا في عقيدتهم و الهمجيّة في سلوكهم. بعدما قام سلوان العراقي بحرق المصحف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم, قام شخص مسلم بالحصول على موافقة بحرق التوراة و الإنجيل لكنّه لم يفعل ذلك و السؤال الذي يطرح نفسه, لو أنّ هذا المسلم قام بحرق التوراة و الإنجيل هل كان المسيحيون سيفعلون ما يفعله المسلمون ردًّا على حرق المصحف؟ بكلّ تأكيد سيكون الجواب لا.
قام المسمّى البرنس المصري بحرق الإنجيل و بكسر الصليب والسخرية من القديسين أكثر من مرة فهل هاج المسيحيون كما يهيج المسلمون؟ وقد قام أحد الشيوخ السلفيين بحرق الإنجيل و هدّد بالتبوّل عليه أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة فهل هاج المسيحيون و ماجوا؟
قام المعروف أبو إسلاام بحرق الإنجيل سنة 2012 في مصر, و عقب عرض الفلم المسيء للرسول قامت احتجاجات و تظاهرات و انتهاكات وأعمال تخريب بشكل همجيّ في معظم بلدان العالم الإسلامي, بينما عندما عرض الفلم المسيء لسيرة المسيح و لأخلاقه لم ينزل أحد إلى الشوارع ليحتجّ بمثل ذلك الفعل الهمجي والأسلوب الغوغائي الذي قام به الآخرون.
قام الأزهر بشجب عملية إحراق القرآن في السويد ولم يحتج على محاولة إبادة المسيحيين في العراق أو قتل الأقباط والتعديات المستمرّة عليهم في مصر منذ سنوات طويلة. هذه هي إزدواجيّة المعايير الفعليّة و الحقيقيّة التي يمارسها المسلمون و كأنّهم أولياء أمور البشر. مَنْ يثق بما يؤمن به لا يخاف و لا يهتزّ لمثل هكذا أفعال.
القليل من العقلانية و العدل و الإنصاف و المعاملة بالمثل والعيش بسلام و أمان مع الجميع والعيش المشترك السليم و العادل بدون ايّ تمييز عرقي أو ديني هو ما تحتاجه كلّ المجتمعات البشريّة و خاصّة العربيّة و الإسلاميّة منها. كلمة الحق تزعج من يؤمن بالباطل و لا يعترف بالحق و يعتدي على العدالة و محبة الله للبشر.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke