Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
أبالِسَةُ العصر بقلم/ فؤاد زاديكى
أبالِسَةُ العصر بقلم/ فؤاد زاديكىأبالِسةٌ يسرقونَ حُلمَكْ, بعلمِكَ أو بدونِ علمِكْ يُشْغِلونَ فِكْرَكْ ويَحسِمُونَ أمرَكْ, يدوسونَ عليكَ بأحذيتِهمْ ويحجرونَ عليكَ بأحجيتِهمْ, تَهوي أمامَ عروشِهمْ وتخضعُ لِجَشعِ كُروشِهِمْ وإن حكّكَ جسمُكَ للتعبيرِ عن ألمِكْ, وعن خيبةِ حظِّكَ وجسارةِ نَدَمِكْ تكونُ حكمتَ على نفسِكَ بالوَيلْ وجعلتَ مِن عزّ نهارِكَ ليلْ. شحوبٌ في وجهِ الحياةْ, نُدُوبٌ على البَشَرةِ كمؤشِّرٍ لِقُربِ الوفاةْ تتثاقَلُ خُطاكْ. تتعثّرُ رؤاكْ. لا تعلمُ ما أمامَكَ لكونِكَ لا ترى سِواكْ كُرسيٌّ بجوارِ سريرِكْ, يخلِطُ شهيقَكَ بِزفيرِكْ. شموعٌ انطفأتْ وصوتٌ مَذبوحْ, همسٌ خافِتٌ بكلّ ثِقَلِهِ يَنُوحْ. صحيحٌ أنّ الأملَ جناحُ أمانْ كما قالوا منْ قديمِ الزّمانْ, لكنّ معادلاتٍ كثيرةً تغيّرَتْ, وأجِنْدَةً لِروحِ الأملِ قد تعثّرَتْ. أبالِسَةٌ في سَراديبَ عميقةْ, تفوحُ منها روائحُ عتيقَةْ. نَتَنٌ "إنسانيٌّ" فظيعْ خوفٌ من المجهولِ مُريعْ. هل سيطولُ منكمُ البقاءْ ومِنّا الألمُ والشقاءْ؟ حاولتُ إشعالَ بعضِ تلكَ الشُّمُوعْ, أرَدتُ لإرادتي أن تَكسرَ صمتَ الخُنُوعْ, حاولتُ بالأصولِ وبالفُروعْ , فما كانَ غيرُ الارتدادِ والرّجوعْ ولِحُكْمِ الأبالِسةِ منّي الخضوعْ. قُوايَ لم تعدْ قادرةً على الوقوفِ والانتصابْ, ولا عزيمتي لديها الحماسُ والانجذابْ, فَبَعْضي عنِ بَعْضي غابْ, وما تَبَقَّى بينهما مِنّي ذابْ. |
#2
|
||||
|
||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|