Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
مداخلتي بموضوع الغرور في أكاديمية رياض الشعر و الأدب
مداخلتي قبل قليل على برنامج الصديقة الدكتورة إنصاف تراب في موقع أكاديميّة رياض الشعر والأدب والذي كان موضوعه بعنوان الغرور:
الغرور علّة مِن علل النّفس الكثيرة و هي دليلٌ واضح على قُصورٍ فكريّ لدى صاحبها وقلّة معرفةٍ وربّما تجاهل لكلّ هذا وذاك. الغرور داءٌ عندما يستشري في النّفس البشريّة يصعبُ استئصاله لأنّه يمتزج بالخلايا والشرايين والأوردة ليفعل بها خللًا لا تكون بموجبه قادرةً على التخلّص منه كزائدة دوديّة قد تنفجر في أيّة لحظة. يقول المثل كلّنا أبناء تسعة لكن قد يكون البعضُ مِنّا إبن سبعة شهور وفي كلا الحالتين لا يمكن فهم هذا الشعور بالتّعالي والغرور فلماذا؟ وعلى مَن؟ لماذا وأنت إنسانٌ مثلك مثل غيرك؟ وعلى مَنْ وأنتَ تعيش وتتفاعل مع هذا وذاك من البشر بحكم طبيعتك الآدميّة الإجتماعية؟ إنّ الحياة تُفرز من مسامات جلدها موادّ سامّة لا تُبقيها في جسدها كي لا تتفاعل وتتكاثر وتخلق أزمات صحّيّة وهكذا الإنسان فهو كائن يعيش في محيطهِ لا يجب أن يُبقي في داخل فكره وعقله ونفسه إفرازات سامّة كالغرور والنّفاق والكذب والخيانة والغدر وغيرها من السلوكيّات التي تتسبّب في أذىً له وللغير. برأيي إنّ الغرورَ شعورٌ يمتلك الشّخص المعاني من نقصٍ ومن عدمٍ ثقةٍ بنفسه ولهذا يحاول التباهي بالتّعالي و الغرور كي يُخفي عن الآخرين نقاط ضعفه هذه وإلّا فإنّ الإنسانَ السويّ لا يحتاج إلى سلوكٍ متعالٍ لأنّه شخصٌ سليم العقل و النّفس. قد يكون للغرور بعض أسبابه الأخرى ومنها الغِنى, فبعض الأغنياء ينظرون إلى الفقراء أو الذين أقلّ غنًى منهم نظرةَ نفور و رفضٍ و عدم قبول, وكأنّ المالَ يرفع من قيمة الإنسان أو يُعلي من مركزه ويقوّي من هيبته. لا غنى يدوم ولا فقرٌ ولا أيّ حالٍ أخرى "فدوامُ الحال مِنَ المُحال" لهذا أيّها الإنسان تَواضَع. فزينة الحياة التّواضع فهو موقف إنسانيّ نبيل يدلّ على محبّة الآخر واحترامه كيفما كان. إنّ الغرور تعبيرٌ عن مشاعر داخليّة يحاول الشّخص إخفاءَها عن الآخرين وهي مُغايرة لواقعه و متناقضة مع حقيقته وهو مبالغة في التعبير عن الثّقة بالنّفس بتجاوز كلّ ما هو معقول ومقبول. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|