اِرحموا الشعب الفلسطيني بقلم/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

اِرحموا الشعب الفلسطيني

بقلم/ فؤاد زاديكى

كردّ على العقوبات الأمريكيّة الجديدة على إيران, قامت دولة الملالي بتحريك أذنابها في كل من العراق و لبنان و غزّة, فماذا كانت النتيجة؟ تعثّر ولادة الحكومة الجديدة في العراق بوجوب فرض شخصية موالية لإيران و هو قائد الحشد الشعبي أحد الميليشيات التابعة لفيلق القدس الإيراني بقيادة قاسم سليماني, و في لبنان اختلق حزب الله مشكلة جديدة بخصوص تشكيل الحكومة اللبنانية حيث يصرّ على وجوب توزير نائب سني خارج كتلة المستقبل و هو من الجماعة الموالية للنظام السوري دون النظر إلى أوضاع لبنان الاقتصادية والمعيشية المهترئة, و في غزّة أمرت إيران ميليشيا حماس الإرهابية (الذراع العسكرية للإخوان المسلمين) و الجهاد الإسلامي بالتحرّك العسكري فتمّ إطلاق أكثر من 400 صاروخ عشوائي على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من غزّة, فماذا كانت النتيجة؟ هجوم إسرائيلي شرس لم يسبق له مثيل منذ العام 2014 حيث تمّ تسوية من 8- 9 مباني و مقرّات أمنية لحماس بالأرض و مقتل 7 أشخاص على الأقل و تدمير هائل في البيوت والمنازل, في حين تسببت صواريخ حماس بمقتل إسرائيلية و فلسطيني في مدينة عسقلان, وأنّ 12 مصابا إسرائيليا سقطوا جراء القذائف الصاروخية اثنان منهم حالة خطيرة، وذلك عقب سقوط قذيفة بالقرب من حافلة ببلدة في جنوب إسرائيل، فيما أصيب آخرون بعد سقوط قذيفة في مستوطنة.

على هذا النحو لعب ويتلاعب الحكّام العرب بمصير الشعب الفلسطيني وقضيته بمزاودات تعود بالضرر الشديد والمباشر على هذا الشعب المسكين. لا يهمّ إيران أن تجعل من سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من البلاد العربية مسرحًا لتصفية حساباتها مع أمريكا والغرب على حساب مصلحة شعوب هذه البلدان. فإلى متى سيبقى العرب غافلين عن رؤية الحقيقة؟ ومتى سيتخّلون عن التدخّل في الشأن الفلسطيني؟ لقد قال المرحوم عبد الكريم قاسم رئيس العراق في واحدة من خطاباته:" يكذب كلّ مَن يقول إنّه سيحرّر فلسطين, فالشعب الفلسطيني هو الوحيد القادر على تحرير فلسطين (كانت فكرة التحرير يومها هي لسان الحال)" وكان توجّه بالقول لجمال عبد الناصر وشكري القوتلي وغيره من زعماء العرب الذين كانوا ولا يزالون يتاجرون بقضية الشعب الفلسطيني دون حياء أو خجل. ارحموا الشعب الفلسطيني و اتركوه لشأنه فهو قادر على التوصّل إلى حل لمشكلته, التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم بفعل تدخلاتكم المستمرّة بشؤونه, لا تتدخّلوا في شؤونه و تفرضوا عليه الحلول التي تناسب مصالحكم, غزة تحترق اليوم و أنتم متفرجون كشهود زور.