لمحة تاريخية عن وضع اليهود في ظلّ حكم هادريان

[fouadzadieke]

لمحة تاريخية عن وضع اليهود في ظلّ حكم الإمبراطور الروماني هادريان

بقلم: فؤاد زاديكى

كان الإمبراطور الروماني هادريان المولود في ٢٤ يناير ٧٦ و المتوفي في ١٠ يوليو ١٣٨ م خلف الإمبراطور تراجان (٥٣-١١٧) م في حكم روما و جاء من بعده الإمبراطور انطونيوس بيوس (٨٦-١٦١) م. كان لهذا الإمبراطور دور كبير في اضطهاد المسيحيين و قد استشهد في عصره ١٠ آلاف مسيحي و حوّل المنطقة المسيحيّة إلى مكان للإله اليوناني أدونيس إلى أن عادت الملكة هيلانة (٢٥٠-٣٢٧) م المسيحية أمّ الملك قسطنطين (٢٧٢-٣٣٧) م فأعادت بناءها. كما أنّه اضطهد اليهود بشكل عنيف عندما قام اليهودي بار كوخبا بثورته ضد الحكم الروماني فقام هادريان بتدمير مدينة بيت لحم و كانت هذه الثورة اليهودية استمرت من سنة ١٣٢ م لغاية سنة ٢٣٦ م.
بعد قمع الإمبراطور لثورة بار كوخبا اليهودي قتل هادريان عددًا كبيرًا منهم و منع اليهود من دخول أورشليم التي حملت اسم إيليا إلى أن جاء الفتح العربي الإسلامي و في عهد هادريان هذا تحوّلت مملكة يهوذا إلى ولاية رومانيّة باسم فلسطين و هنا يظهر اسم فلسطين لأوّل مرّة في التاريخ، و كان ذلك سنة ١٣٥ م.
على أعقاب هذا الاضطهاد الشّديد لليهود في بلادهم، الذي قام به الإمبراطور هادريان، هرب اليهود إلى أسبانيا و بقيّة الأماكن داخل الإمبراطورية و قسم كبير منهم هاجر إلى البلاد الآسيوية حيث أنشؤوا لهم تجمّعات صغيرة عاشوا فيها ضمن هذه المجتمعات الجديدة، فيما بقي لهم أثر قليل في موطنهم جرّاء هذا الاضطهاد الذي قام به الإمبراطور الروماني هادريان.
و من المعلوم أنّه و في سنة ٥٧٦ ق.م قام نبوخذ نصر بغزو بلاد إسرائيل فدمّر الهيكل و سبى الكثير من اليهود إلى بابل إلى أن قام الإمبراطور الفارسي كورش الكبير (٥٥٠- ٥٢٩) ق.م بتحريرهم و إعادتهم إلى بلادهم و أعاد لهم بناء الهيكل مجدّدًا كما تمّ تدمير الهيكل للمرّة الثّانية على يد الإمبراطور الروماني تيطس (٣٩-٨١) م سنة ٧٠ م، الذي طرد اليهود من بلادهم.