رسالة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية إلى أصحاب القداسة:

[د. جبرائيل شيعا]

رسالة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية إلى:

أصحاب القداسة: بطاركة الكنيسة الأنطاكية السريانية (1)
والعالم المسيحي أجمع
بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية الجديدة

نقبل أياديكم ونطلب منكم البركة الرسولية
نحن السريان في العالم نرفع أرق واسمى آيات التهاني البنيوية إلى قداستكم وإلى جميع أصحاب النيافة المطارنة والأساقفة الأجلاء وعموم لفيف الاكليروس السرياني وجميع أبناء أمتنا السريانية الموقرين في العالم. بهذه المناسبة المباركة التي حلت على البشرية: تجسد الكلمة الذي صار جسداً وحل بيننا، اشرق النور الأبدي علينا، أرسل الله أبنه الوحيد نازلاً من السماء من أجل خلاص الجنس البشري.
نسبح الله مع الملائكة قائلين:

" المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة "

طالبين من طفل المغارة ربنا يسوع المسيح أن يرسل من خزائن مراحمه الدائمة وينثر بذور محبته الأبدية ويزرع أغصان السلام والأمان في العالم أجمع.
طالبين منه أيضا أن يحل روحه القدوس على القائمين في خدمة كنائسنا السريانية للعمل وبشكل جدي من أجل وحدة الكنيسة،.لفتح حوار مشترك أخوي مع جميع الطوائف والمذاهب التي يرجع جذورها إلى كنيسة الأم "الكنيسة الأنطاكية السريانية" (1).
أمتنا السريانية بكل طوائفها ومذاهبها تمر بهذه الأيام بمرحلة صعبة ليست أخف من أيام الفرمانات والمجازر الجماعية التي أصابتها في القرون المنصرمة. وما يعاني منه أبناء أمتنا السريانية في عراقنا الجريح (بيث نهريننا) من اضطهاد وتشرد وقتل ودمار وهجرة قسرية، تجبره عن التخلي على الإرث الحقيقي الأصيل من حضارة وثقافة وتراث الآباء والأجداد منذ الاف السنين. وكما أيضا إجباره على الاعتراف بالضعف والاستسلام وتلبية قرارات الاخرين في التخلي والتباعد عن البيت والحقل والكنيسة والأرض وإجباره على الهجرة القسرية من أرض آبائه وأجداده.
نطلب متضرعين ونصلي إلى الله الآب الحنون أن يكون بعون أبناء أمتنا السريانية ويساعدهم ويخلصهم من هذه المحنة الشديدة وهذه الورطة الخبيثة. وأن يعم الأمن والسلام في كل البلاد، ويبعد عنهم شبح الشر والظلم والعداء. طالبين منه أن يكون في عونهم في الحفاظ على كل شبر من أراضينا المقدسة أينما كانت مترامية من بلاد السريان.
متوسلين إليه تعالى أن ينصر الحق ويفصل الباطل وأن يعم العدل والأمان في كل مكان، ويبعد الظلم والظالمين عن أبناء شعبنا السرياني.
لتكن ولادة الرب يسوع المسيح الفريدة جسرا يوصلنا إلى الخلاص وصلحاً وسلاماً أبدياً، وأن يحل نوراً أبدياً في قلب وعقول كل إنسان حتى تتغير الارادة والأفكار كما كان مجيئه تغييرا للبشرية. وأن يغير من ثقافة هذا العالم: من لغة البطش إلى لغة التحية، ومن أفعال السيئات والشر والقتل والبغض والضغينة والأضطهاد والتهجير إلى أعمال الصالحات والخير والمحبة والتسامح والسلام حتى يعيش الإنسان على هذه الأرض بمحبة واطمئنان وأمان وسلام مع أخيه الإنسان.
طالبين منه تعالى أن يساعد أبناء البشرية عامة كي يسيروا في طريق النور، طريق الحق، طريق الحياة الأبدية الذي رسمه لنا رب المجد يسوع المسيح.
ليجعلنا الله أبناء حقيقيين له أبناء المحبة والسلام والرجاء الصالح أمين.
أعاد الله العيد نعمة على الجميع بالخير والبركات والصحة والعافية.
كلنا نقول معا:

ولد اليوم المسيح............حقا ولد.
هاليلويا.....هاليلويا...........هاليلويا
المجد له إلى الأبد آمين

بمناسبة أعياد الميلاد 2009م
إدارة وأعضاء موقع كولان سورويي



( 1 ) : كنيسة أنطاكية السريانية هي أم الكنائس التالية:
1. السريان المغاربة: (الأرثوذكس، الكاثوليك، الموارنة)، السريان الملكيين (الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك). 2. السريان المشارقة: وهم: كنيسة المشرق السريانية القديمة المعروفة اليوم بالآشورية (تقويم شرقي، تقويم غربي)، بابل للكلدان.


د. جبرائيل شيعا
http://kulansuryoye.com/

[fouadzadieke]

شكرا لموقع كولان سوريويي على هذه الرسالة و هذه التهنئة بأعياد الميلاد المجيدة. كل عام و كلّ أمة السريان و جميع المواقع السريانية بألف خير و سلام. ولد المسيح. ولد اليوم لنا مخلص من بيت داؤود في بيت لحم.