Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
عفوًا السيد الرئيس محمود عبّاس بقلم: فؤاد زاديكى
عفوًا السيد الرئيس محمود عبّاس بقلم: فؤاد زاديكى أجاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس البارحة (مع كلّ احترامي وتقديري لمواقفه الوطنية المشرّفة) بالقول إنّ القدس ليست للبيع في معرض ردّه على التهديد الأمريكي بقطع المساعدات المالية عن السلطة في حال امتناع السلطة عن الاستمرار في عملية المفاوضات ولا أفهم هل نسي الرئيس الفلسطيني أن العرب باعوا كلّ فلسطين في وقت من الأوقات؟ فحين تمّت الموافقة على دولتين فلسطينية ويهودية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة هل علينا أن نغمض عيوننا عن الواقع ونحاول خلق أوهام لأنفسنا بأننا كعرب سوف نتمكن من تحقيق ما نريده؟ إنّ هذا يبدو مستحيلًا ففي الوقت الذي كان فيه العرب (جميع العرب) على إجماع واحد لم يتحقق ما كانوا يريدونه, فكيف اليوم و مع حالة التشرذم و العداوات و الحروب القائمة بين الدول و النظم العربية سوف يمكن تحقيق مثل هذا المطلب؟ على قادة الدول العربية الذين لعبوا بمصير الشعب الفلسطيني و تلاعبوا بحقوقه من أجل البقاء على كراسيهم و في مناصبهم أن يفهموا بأنّ الشعوب لم تعد غبية أو قادرة على الفهم خاصة في عالم الفضائيات و الانترنت و التكنولوجيا الحديثة المتطورة في ما يخص وسائل الإعلام السمعية والبصرية, فلم يعد بالمقدور الضحك على العقول بتمرير شعارات غير واقعية و مستحيلة التحقيق أيضًا. لو قبل العرب في سنة 1947 قرار التقسيم ذاك لما عانى الشعب الفلسطيني المشرّد في جميع أنحاء العالم ما عاناه وما يعانيه كل يوم. إلى متى سيفكر العرب بمنطق الوعي وحساب موازين القوى وما يجري في العالم من تغيّرات؟ فلو رفض الفلسطينيون ما يُعرّض عليهم اليوم أو أول البارحة فهم لن يحصلوا عليه غدًا أو بعد غدّ. ثورات الغضب والنزول إلى الشوارع والكلام الإذاعي والتحريض الفارغ لن يأتي كل هذا بنتيجة مرضية على الاطلاق. يجب أن يفكر العرب بأنّ الكثير جدا من الأمور تغيّرت حتى أهم الدول العربية وهي الفاعلة في القرار لها علاقات بشكل أو بآخر مع إسرائيل ولا يمكن أن يكون هناك أي حلّ لمشكلة فلسطين إلّا بما يوافق الواقع الحالي وهو قيام دولتين. إنّ السلام هو الحل العادل و إمكانية العيش المشترك بين الشعبين يمكن أن توفّر قاعدة أساسيّة لبناء كلا المجتمعين الفلسطيني واليهودي, فاللوبي العربي هو أقوى من اللوبي الصهيوني لكن إلى أين يتوجه همّ اللوبي العربي؟ هنا المسألة. إنّ اللوبي الصهيوني يعمل المستحيل من أجل بقاء إسرائيل والدفاع عنها في كل المحافل الدولية وبشكل فاعل تبدو نتائجه واضحة للعيان ومنذ عقود طويلة من الزمن أما اللوبي العربي فهو يخدم السلطات الحاكمة ويلبي رغباتها ويحقق شهواتها ويزيد من مكاسبها لتكون قادرة على استغلال شعوبها وقهرها. لوبي عربي ينحدر إلى مستويات متدنية من الأخلاق من منطلق اللهم عليك بنفسي. قد تغضب كلماتي هذه بعض الناس لكنْ لا ينبغي أن يغضب أحدٌ من قول كلمة الحق. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|