كثيرًا ما أقرا هنا و هناك منشورات عن إنجازات بعض العرب في بلدان العالم المختلفة، و في مختلف مجالات الحياة كالطبّ و البرمجة و غيرها من الجوانب الحياتية، فاسأل نفسي هل تمّ تركيب أدمغة جديدة لهؤلاء لكي يبدعوا في تلك المجالات؟ لكنّي أتراجع عن تساؤلي و بسرعة عندما أفهم حقيقة أنّ بلدان هؤلاء العرب هي السبب في عدم مقدرتهم على الإبداع، فمساحة الحرية في هذه البلدان، تكاد تكون معدومة، و سيطرة السياسة على الحياة برمتها، كما تريدها السلطات الحاكمة في هذه البلدان العربية، و أمور أخرى هي السبب المباشر في توقّف أدمغة هؤلاء عن التفكير و العطاء و الإبداع بسبب الخوف و القهر و الاستبداد.
أعطوا الفكر مجالًا كافيًا من الحرية، و وفّروا له ما يحتاجه من أدوات و أجهزة و مختبرات الخ... لتنفيذ ما يرغب به، عندئذ سترون مبدعين كُثُرًا في بلدانكم أيّها العرب.
الدّين لديكم في الدرجة الأولى و هذا أكثر ما يُقيّد انطلاق الفكر ثمّ السياسة غير العادلة، ثم عدم احترامكم لقيمة الإنسان و غيره من أسباب كثيرة تقف حائلًا في طريق الإبداع في بلدانكم، فهل فهمتم لماذا لا يظهر لديكم مبدعون في بلدانكم؟