Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > أدبيّات أزخينيّة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-12-2016, 09:55 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي إنّهو يا وَلَدي بقلم/ فؤاد زاديكه

إنّهو يا وَلَدي




بقلم/ فؤاد زاديكه






كان جدي (من أمّي) المرحوم قرياقس صليبا يونو جمعة آدم (قريو لجّه), الذي خدم في الجيش العراقي زمنًا في العراق و كذلك في الجيش الفرنسي في سورية و هو من مواليد آزخ عام 1901, كان دائم اللفظ لكلمة (إنّهُ) و التي تعني بما تعنيه التأكيد, و كان المرحوم مشهورًا بعبارة (إنّهُ يا ولدي) حيث كان يكرّر قولها بين كل جملةٍ و أخرى, حتّى أنّها التصقت باسمه و صارت ميزةً يُعرَفُ بها أثناء الحديث, فهو في كلّ مرّة يروي فيها قصة أو حادثة يحاول جاهدًا التكلّم بالعربية الفصحى, و التي لم يكن يتمكّن من شيء منها, فتخونه كلّ تلك المحاولات و في كلّ مرّة حاول فيها ذلك, و في ذات يوم كان (حنا شابو) و المرحوم (موسى أسمَرِه) و (أفرام عبد الأحد) و (إيليا دنحو) يلعبون بين الكروم التي كانت قريبة من الجسر الفرنسي و حيث كان كرم جدي يقع بين تلك الكروم, و كان يحبّ كرمه و يعتني به كلّ العناية فزرعه بأشجار التين و العنب و العِنْجاص (الأجاص) و العلّوجة (اللوز) و أحيانًا و كثيرا ما كان يزرع في بقعة من الكرم الحمّص الأخضر و غيره, بعد مرض ابنته حانة (أمّي) في وقتٍ من الأوقات قام ببيعه للمرحوم حنّا رشكو بقيمة 300 ورقة سوري (ليرة) في تلك الأيّام.
خشي من أن يُصيب هؤلاء الشباب كرمه بضررٍ ما, فجاء إليهم, ثمّ بدأ يُلقي عليهم محاضرة طويلة بالأخلاق و الأدب و يدعوهم لعدم المساس بالكروم أو التعدّي عليها بسرقة بعض العنب أو التين أو غير ذلك, و كان ذلك معروفًا فكثيرًا من كنّا نقع بين كروم هذا و ذاك فنأكل العنب و نسرق منه قليلًا بحكم طيش الشباب و لبعض التسلية.
كان جدّي المرحوم في كل جملة يتلفّظ بها و هو يُلقي بمحاضرته الطويلة على أسماع الشباب المذكورين, يقول: إنّه مِيسير تلعبون هَونِه (لا يجوز لكم اللعب هنا) إنّهُ تِتخربون الدّويلي (سوف تتلفون دوالي العنب) إنّهُ هادا الشّي مو كويّس (هذا الفعل ليس عملا جيّدا) إنّهُ بعدين ألله تيعاقبكن (إن الله سوف يعاقبكم على فعلتكم هذه) إنّهُ ما لازم و إنّه مو كويّس و إنّه الخ... و في كلّ عبارة يردّد إنّه يا وَلدي (أي يا بُني) فأراد الشباب (و هم يعرفون طباع المرحوم جدّي هذه) أن يمازحوه (يِقَعوا فِخِلقُو) فردّ المرحوم موسى أسْمَرِه على جدّي و بالطريقة التي كان يتحدّث بها جدّي فقال له موسى: إنّه ما بِدنا نروح مِنْ هَون, و إنّه بِدنا نلعب و إنّه ما تقدر تعمللنا و لا شي و هم يضحكون و يتمازحون ليروا ردّة فعل جدّي عندما يعرف أنّهم يقلّدون طريقته بالكلام, فلم ينتظر جدّي طويلًا و قد ثارت حميّته و تفاعلت مجاميع نفسه بغضب شديد, فهو كان سريع الانفعال و التاثر بالمواقف و سرسيع الغضب كذلك, فَشمطَ كوباله رافعًا إيّاه و اتّجه به صوبهم و هو يريد اللحاق بهم, كي يشبعهم ضربًا بكوباله (عصاه) و كان جدّه المرحوم يونو جمعة معروفا بكوباله الذي ذهب مضرب المثل في آزخ و جوارها و له قصص كثيرة, إذ كان كوباله معينًا له و فاعلًا في مواقف كثيرة.
هرب الشّباب من وجه جدي دون أن يتمكن من اللحاق بهم و قد روى لي الزميل المعلم افريم عبد الأحد القصة أكثر من مرة حين كنا معًا كمعلمين في مدرسة رفعت الحاج سرّي في ديريك, و كنّا في كلّ مرّة نضحك للموقف, فكان ذلك مجلبةُ للتندّر و التّسلية. رحمك الرب يا جدي قريو لجّه و أسكنك فسيح جنّاته.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke