مشاركتي قبل قليل في أكاديمية رياض الشعر و الأدب حول موضوع القهوة العربية و اهتمام العرب بها.
العرب لا يهتمّون بغير المظاهر و هم يتباهون بالعادات و التقاليد التي صارت عندهم من المقدسات لهذا يظلّون على ما هم عليه من تخلّف و تقهقر بينما بقية شعوب العالم تعمل بكلّ ما تملك من قوة و إرادة و علم و معرفة من أجل تقديم ما هو نافع للمجتمعات البشرية. نحن كعرب نعيش في مجتمعات منغلقة لا تسعى إلى فتح أبواب فكرها لنسائم العلوم و المعارف و التقدم التكنولوجيا و الحضاري الذي غزا العالم. أجل نعيش في جزيرة اوهامنا خوفًا من أن نخسر مثل هذه العادات القديمة البالية و حتى هذه القهوة التي تسمى بالعربية هي ليست عربية و ليست من نتاج العرب فقط هم يستهلكونها و لا ينتجونها إنّها من البرازيل أو غيره من بلدان العالم المنتجة للبنّ. نفتخر بأشياء لا تفيدنا بايّ شيء فكلّ ما نستخدمه في حياتنا هو من صناعة و إنتاج الآخرين و على الرغم من كل هذا و ذاك نتّهم هؤلاء بالكفر و انعدام الأخلاق و كل ما يحلو لنا من صفات و تسميات تنطبق علينا في حقيقة الأمر و ليس على هؤلاء. نحن الكفرة بمبادئ الإنسانية و احترام خصوصيات الآخرين نقتحمها و نرفضها و نحاربها و نريد فرض عاداتنا و تقاليدنا عليهم في مجتمعاتهم و كأننا مركز العالم الذي يدور من حوله الكلّ. بكلّ أسف نرى عيوب الغير و نضخمها بل نخلق لهم عيوبًا دون أن تكون في الوقت الذي نخفي عيوبنا و هي كثيرة و نحاول التهرّب منها و تبرير حصولها. القهوة العربية ليست عربية و ما يحصل لها من اهتمام و تسميات و مجالس و منتديات لن يقدُم هذه المجتمعات قيد أنملة فالعرب تهمّهم المظاهر الخارجيّة أكثر من أيّ أمر آخر لأنّهم يعيشون خارج الزمان و المكان.