Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الطُعمُ و الضحيّة. بقلم: فؤاد زاديكه
الطُعمُ و الضحيّة عزفتْ غجريتي سينفونية العشق على أوتار شهوة عميقة في الأزل تلاشتْ أوصالُها و هي تلهث خلفَ مشترِينَ لها عرضتْ عليهم مفاتنَ لحنِها أباحتْ لهم تحسّسَ جلدِها تركت لأيديهم طريقَ البحث في مخابئ اللهو و المتعة وقعتْ ضحيةَ لعبتها نسيت أنّها امرأة وهبت عشاقها كلّ ما أرادوا تلاشت قوّتُها تحت وطأةِ فحولتهم و ممارساتِ نزقِ شهواتهم لم يعد بإمكانها التراجعُ أو الرجوعُ أو الامتناعُ أو الهروب غرفتْ من شقاءِ اللذة كؤوسَ متعةٍ واهية سرعانَ ما اكتشفتْ حقيقةَ أنّ الشمسَ تشرقُ من الشّرقِ و أنّ الطيورَ تحلّقُ في السّماءِ و أنّ قدميها تقفان على أرضٍ عاريةٍ ضحكتْ و هي تبلعُ غصةَ خيبتها نشفَ ريقُها تسمّرتْ عيناها في السّماء ذُهِلتْ عندما أدركتِ الكثيرَ من حقائقِ الوجود صرختْ متعَبَةً لم ينتبهْ أحدٌ لها لم يستجِبْ أحدٌ لصراخِها أيقنتْ أنّها لم تعدْ مرغوبةً لقد ملّ منها عشاقُ جسدها و أهملوها بعد أنْ شبعوا منها أرداتْ أن تعزفَ من جديدٍ لحناً آخرَ لتستعيدَ بهِ عذريةَ لحنِها بَكيتِ الأوتارُ تشنّجتْ أعصابُ يدها و تراختْ أناملُها لم تعدْ تُتقنُ العزفَ و لا تأدية دورِ الغجريّة الساحرة فقدتْ إغراءَها أفاقت من غيبوبةِ الشكّ على يقينِ الواقع ثَبُتَ لديها أنّها الطعمُ دائماً و هيَ الضحيةُ في الوقتِ ذاته. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 01-02-2014 الساعة 05:02 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|