Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2019, 03:29 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,000
افتراضي بعض أساليب الأنظمة القمعيّة بقلم/ فؤاد زاديكى

بعض أساليب الأنظمة القمعيّة



بقلم/ فؤاد زاديكى



لم يَعُدْ خافيًا على أحد أنّ السلطة القمعيّة – الاستبداديّة في معظم البلاد العربيّة حاولت منذ تسلّمها مقاليد السلطة في بلدانها أن تلجأ إلى أساليب خبيثة من أجل الإبقاء على سلطتها و ديمومة هذه السلطة, لهذا نراها تلجأ إلى أساليب شيطانيّة البعضُ منها حَسَنٌ في مظهره لكنّه خبيثٌ في حقيقة أمره. وسوف نعرضُ هنا لأهمّ هذه الأساليب التي يلجأ إليها النظام كي يُخل الرّعب و الخوف في نفوس المواطنين و يخلق فيما بينهم خلافات وانقسامات من أجل إلهائها عن مواكبة ما يجري من أحداث على الساحة الوطنيّة, من ترهيب و عنف واعتقالات وسجن وعمليات قتل ممنهجة ليظلّ التناحر فيما بين هذه الفئات الشعبيّة ويُنسى الخطر الأكبر المتمثّل في وجود هذا النّظام الحاكم بقوّة الحديد والنّار.

إنّ من أهمّ الوسائل التي تقوم بها هذه الأنظمة القمعيّة ضد شعوبها نذكر البعضَ منها علمًا أنّها أساليب كثيرة مختلفة و متنوّعة و متعدّدة الأوجه والوجوه بحسب حاجة هذه الأنظمة وما تفرضه مصالحها الشخصيّة الذاتيّة دون أيّ اهتمام برغبة الشعوب ولا بطموحاتها ولا بحاجاتها, منها:

1- الاعتماد على النظام العشائري وتشجيعه من أجل إضعاف روح القانون وكما هو معروفٌ فإن الأنظمة العشائري لها فوانيها الخاصّة بها و أغلب هذه القوانين لا تتماشى مع القوانين العصرية الحديثة لأنّ العشائرية مفهوم ضيّق يخدم فئة معيّنة من النّاس و بالعمل على تقسيم الوطن إلى كانتونات عشائريّة يتسنّى للسلطة الحاكمة الاستفادة مع هذا الوضع القائم, بل أنّها تلجأ إلى إشباع هذه النّعرة العشائرية وتغذيتها بمدّها بروح البقاء كي تكون وقودًا لهذه الأنظمة وقت الحاجة والضرورة.

2- محاولة تطويع القيادات الدّينية لإرادة السلطة الحاكمة إمّا عن طريق التهريب والتخويف وإمّا بوسائل الإغراء المادي وغير المادي وبناءً على هذا فإنّ رجل الدين وأقصد بهم أصحاب القرار في مراكزهم الدينية, يكون كالخاتم في إصبع الحاكم يأتمر بأمره و يقوم بخدمة أجندته لا بل أكثر من ذلك فهو يتحوّل إلى بوق إعلامي في سبيل خدمة النظام الحاكم. وهذا ما نراه في أغلب البلدان العربية إذ أن رجال الدين المسيحي والإسلامي على حدٍّ سواء يخدمون الحاكم وسلطته ويباركون جميع قرارات هذه السلطة الحاكمة سواءً أكانت ظالمة جائرةً غير عادلة أم كانت محقّةً, فالمهمّ هنا هو نَيلُ رضا السلطان الحاكم بأمر القوّة الغاشمة.

3- الاحتماء بالأقليات الدينيّة والمذهبيّة والطائفيّة في هذه البلدان, فالحاكم يُروّجُ في الداخل والخارج لفكرة أنّه يقوم بحماية هذه الأقليات, إلّا أنّه بالحقيقة يحتمي بها, يتظاهر أمام الخارج بأنّه حاكم عادل وفي الداخل يمارس سياساته القمعيّة والعنصرية التي تفرّق بين هذه الأقليات وتجعلها لا تثق ببعضها البعض وهذا أسلوب آخر من أساليب السلطة القمعيّة سياسة فَرّقْ تَسُدْ. لهذا نرى الأقليات في معظم هذه البلدان تخاف على مصيرها فتحتمي بالحاكم وتسعى على الدّفاع عنه من أجل البقاء وتجنّبًا لِما يمكن أن يحصل بحقّها من تُهم بالخيانة وغيرها إنْ هيَ لم تدعم الحاكم وتوافق على سياساته حتّى لو أضرّت هذه السياسات بالبلد عمومًا.

4- تقوم السلطة الحاكمة بتوجيه أصابع الاتّهام بالخيانة لكلّ مَنْ يُعارض نظامها ولا يوافق عليه, وعلى سبيل المثال ففي سوريا و قبل ظهور ما يُسمّى ب(داعش) ومنذ أن تسلّم حافظ الأسد السلطة في انقلابه العسكري المعروف بانقلاب البعث في عام 1970، ويُعرف أيضاً باسم الحركة التصحيحية وهي حركة تخريبيّة للمجتمع السوري وبامتياز, فإنّ كلّ مسيحي في سوريا لم يكنْ مع النّظام كان يتمّ اتّهامه بالتعامل مع حزب الكتائب اللبنانيّة وهو حزب تأسّس كحركة قوميّة شبابيّة سنة 1936 على يد بيار الجميل, لأنّ النّظام السوري كان يُعاديه, واستمرّ سيل توجيه الاتهام بالخيانة و التجسّس وكطابور خامس إلى غير ذلك من اتّهامات من قبل النظام السوري لمعارضيه, أمّا تهمة العمالة والتّعامل مع إسرائيل فهي لم تنقطع لدى هذا النّظام. ثم بدأ الاتهام بالإرهاب بعد أن وقعتْ الأحداث الأخيرة في سوريا.
5- مساعي حثيثة من أجل تحويل الجيش الوطني والذي من المفروض أن يحمي الوطن من أيّ اعتداء خارجي إلى جيش عقائدي تنحصر مهمته الأولى في خدمة النظام للمحافظة عليه لكونهِ مُسيّسًا يخضع لأوامر الحزب الحاكم وبهذا يكون فقد شرعيته كجيش وطني مستقل ليتحوّل إلى جهاز قمع ضد إرادة الشعوب. إنّ زجّ الجيش في معارك داخليّة ضد الشعب هو جريمة لا تُغتفر مهما حاولت أبواق هذه الأنظمة أن تبرّر ذلك. وهو دليل أكيد على فشل هذه الأنظمة وقُصُورها وبُعْدِها عن هموم الشعوب ومصلحتها. ففي تسييس الجيش (إضافة طابع سياسي عليه) خطر شديد على أمن ومستقبل هذه البلاد مثل تسييس القضاء, كما نشر الفساد والرشاوى, كما الخلط بين السلطات الثلاث (التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة).
6- سيطرة الأنظمة القمعيّة على الإعلام (راديو. تلفزيون. صحافة الخ) وتوجيهها لِما يخدم مصلحة النظام مع العلم أنّ هذه السلطة الرابعة يجب أن تكون حرّة ومحايدة تسعى إلى الإشارة إلى أي انحراف أو سوء إدارة أو انتهاكات أو مظاهر سلبية تقوم بها السلطة الحاكمة كي تبقى ممارسات هذه السلطة القمعيّة خارج نطاق النقد بل أنّ هذه السلطة تقوم بالدفاع عن ممارسات النظام الحاكم وتبرّرها وتُسوّق لها كبوق إعلامي والكلّ يعلم ما للإعلام من تأثير على النّاس والمجتمعات.


كانت هذه بعضُ أهمّ الأساليب التي تتبعها الأنظمة القمعيّة في إخضاعها لشعوبها بوسائل الترغيب والترهيب ولا يهمّها بذلك لا أقليّة قوميّة أو دينيّة أو مذهبيّة. اللعب على وتر الدين وحماية الأقليّات وغيرهما.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 05-07-2019 الساعة 08:49 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke