Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
عن الضّحِك بقلم/ فؤاد زاديكى
عن الضّحِك بقلم/ فؤاد زاديكى لقد سقطت مقولة" الضّحك بلا سبب من قِلّةِ الأدب" و سقطت معها جملة مفاهيم خاطئة, كنّا أسرى لها, بحكم خُضوعِنا لأحكام المجتمع, و آراء النّاس, حتّى أنّ أحدَنا كان يخشى أن يضحك بسبب أو بدون سبب. جعلونا نتحاشى الضّحك و كأنّه إحدى الرّذائل, كنّا نخشى من لوم الآخرين عندما تنتابُنا نوبةُ ضحك حتّى و لو كانت بريئةً تعبّر عن روحٍ مَرِحة, منفتحة, مَيّالة إلى التّعبير عن النّفس بشكلٍ من الأشكال, خاصّةً في مرحلة الطّفولة. لم يكن هذا المحظور وحيدًا في عالم التابو و الممنوعات, المفروضة علينا بحكم واقعٍ جائر جاهلٍ لا يُراعي شعور الإنسان, و لا يقبل بأنْ يُعَبِّر عن هذا الشّعور بأيّة طريقةٍ حتّى لو كان باللجوء على الضّحِك, بل كانت محظوراتٌ أخرى كثيرة تحدّ من قدّرة الإنسان و تخنقُ ما لديه من روح الإبداع, لدواعٍ و أسباب واهيةٍ غير صحيحة و لا مقبولة. يُقال إنّ الضحك يُساعد في التّقليل من هرمون التوتّر في الجسم، الأمر الذي ينعكس بصورة إيجابيّة على صحّة الجسم والصّحّة النّفسيّة أيضًا. من الجدير ذكره أنّ وجود هرمون التوتّر في الجسم مهمّ، إلّا أنّ ارتفاع مستوياته يُعَدّ مُهَدِّدًا للصّحّة النّفسيّة بشكلٍ خاصّ. لقد أثبتت الدراسات الكثيرة التي أُجريت عن الضحك بأنّ للضّحك فوائد كثيرة دون أن نعلم عنها الكثير, أمّا مضارّ الضّحك فهي ليست بشيء عندما تتمّ مقارنتُها مع الفوائد الجمّة, التي يحصل عليها ممارسو الضّحك, و لعظمة هذه الفوائد فإنّ بعض المجتمعات في الدّول الأوروبيّة المتقدّمة مثل ألمانيا و غيرها تمّ فيها فتح أندية و جمعيّات تقوم بالتّدريب على ممارسة الضّحك في الحياة اليوميّة, لِما لذلك من أهمّيّة كبيرة في استقرار الحالة النّفسيّة لدى الإنسان. لا نُريد الحديث أكثر عن الضّحك كموضوع, إذ سنقتصر على ذكر بعض الفوائد التي يمكن أن تعود على الأشخاص الذين يمارسون الضّحك في حياتهم و من أهمّ هذه الفوائد: الضّحك يكسر طوقَ الرّوتين اليومي, الباعث على الملل في أحيان كثيرة. في حالة الضّحك تتفاعل في جسد الإنسان مشاعر كثيرة و أعضاء عِدّة كما تَتّسع الرِّئة لتدخل كمّيّات أكبر من الأوكسجين إليها. الضّحك يشفي من حالات الاكتئاب الضّحك يساهم في تَخَطّي بعض الصّعوبات النّفسيّة, التي يتعرّض إليها البعض الضّحك يُدخل الفرح و السّرور إلى النّفس و القلب الضّحك يجعل المرء يشعر بالرّاحة و الهدوء الضّحك يُضفي على الجوّ العامّ راحةً و قبولًا و انسجامًا. الضّحك وسيلة لتخفيف الضّغوطات والتوتّر نتيجة الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء الضّحك الضّحك يُوَفِّر الشّعور بالاسترخاء الجسديّ والعاطفيّ معاً، علمًا بأنّه بعد الضّحك تبقى العضلات مسترخيةً لمدة 45 دقيقة تقريباً. الضّحك يساعد على التّخلّص من بعض المشاعر السلبيّة مثل الغضب، والشّعور بالذّنب، والتوتّر. كما يجعلنا أكثر قدرةً على التّعامل مع المشكلات. الضّحك يمدّ الجسم بالطّاقة الضحك يساعد في زيادة حرق السّعرات الحراريّة، فالضّحك بعمق خمس مرّات يوميّاً يؤدي إلى حرق عدد من السّعرات تحاكي التي يخسرها الجسم عند استخدام جهاز شدّ العضلات لمدة عشر دقائق. الضّحك يستدعي بعض التمرينات الدّاخليّة, التي تحدث تلقائيًا في الجسم دون أن نشعر بها, كشدّ الحجاب الحاجز، كما يعمل على انقباض عضلات البطن. كما يساعد على تمرين عضلات الكتف، ثم استرخائها على نحو أكثر من العادي بعد الانتهاء من الضحك. الضّحك يساعد على حماية القلب و زيادة النّشاط في الصّباح و المساء و زيادة كفاءة جهاز مناعة الجسم. الضّحك يساعد على التّقليل من خطر الإصابة بمرض تصلّب الشرايين. الضّحك يعمل على صقل شخصيّة الفرد، وذلك من خلال زيادة ثقته بنفسه، وزيادة أفكاره الإبداعيّة. الضّحك يعمل على تقوية ذاكرة الإنسان. الضّحك يساعد في تنشيط الدّورة الدّمويّة. الضّحك كان و ما يزال أحد أهمّ وسائل التّواصل الاجتماعي بين النّاس. عند الضّحك، فإنّ عدد العضلات التي تتحرّك في جسم الإنسان هي: سبعة عشر عضلة في الوجه، وثمانون عضلة من مُختلف أجزاء الجسم. فهل بعد كلّ هذه الفوائد, التي تعود علينا من خلال ممارستنا للضّحك, يمكن القول أنّ الضّحك بلا سبب من قلّة الأدب؟ أعتقد أنّ الذي يظلّ على إيمانه بهذه المقولة, بعد كلّ ما تمّ عرضه من فوائد الضّحك لا يتعدّى كونه شخصًا مريضًا بعبادة العادات و خادمًا للأفكار الميّتة. إنّ المجتمعات في حالة تطوّر حيّ و دائم و في كلّ يوم تظهر حالة جديدة بل حالات تُلغي القديم و تثبت بُطلانه, و علينا ألّا نعيش في الماضي, بل أن نمارس حياة اليوم من أجل الغد.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|