خُرافاتُ العربِ المسلمين شعر/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

خُرافاتُ العربِ المسلمين

شعر/ فؤاد زاديكى

عُدْ إلى التّاريخِ, حاوِلْ أن تَرَاهُ ... مِنْ زَوَايا عِدَّةٍ, حيثُ المَصَادِرْ

إنْ أرَدتَ النُّصحَ منّي في جَوابٍ ... واضِحٍ لا لَبْسَ فيهِ, فَلْتُغامِرْ

لا تَخَفْ مِنْ كَشْفِ ما يومًا تَبَدّى ... مُطْلَقًا بالحقِّ, بَحْثًا لا تُصادِرْ

ربّما كانَ انْحِرافٌ عنْ صَوَابٍ ... رُبَما زِيفٌ و تَزويرٌ مُبَاشِرْ

رُبّما تَضْخيمُ أحداثٍ صَغارٍ ... ربّما بَعْضُ اختِلاقٍ للظّواهِرْ

حاوِلِ التّدقيقَ و التّحقيقَ فيها ... يَنْجلي سِرٌّ, فَيَغْدو الأمرُ ظاهِرْ

هكذا تَبْني قنَاعَاتٍ بِعِلْمٍ ... و اخْتِبارٍ فاحِصٍ فيهِ مآثِرْ

لا تَقُلْ هذا بِمَمْنوعٍ و ذاكَ ... فيهِ مَحظورٌ و أنواعُ المَخاطِرْ

إنّ فَهْمَ الأمرِ عَنْ وعْيٍ سَبيلٌ ... لِلنُّهوضِ المُرْتَجى, لا بالمَشاعِرْ

كُلُّ مَنْقولٍ إلينا مِنْ كلامٍ ... عَنْ بُطُولاتٍ و أمجادِ المُفَاخِرْ

إنّما كِذْبٌ و فيهِ افْتِراءٌ ... باطِلٌ, تَضخيمُ إنشاءٍ مُكَابِرْ

ليسَ للأعْرابِ فَخْرٌ في مجالٍ ... مِنْ مَجالاتِ ازدِهارٍ كانَ عامِرْ

كُلُّها جاءتْ لِتُرْضِي مَنْ أرادوا ... خَلْقَها, هُمْ صَدّروها لِلمَنابِرْ

نِصْفُ شَخصِّياتِ تاريخٍ طويلٍ ... لمْ تَكُنْ, حِيْكَتْ لِمَقْصُودٍ و ماكِرْ

لو فَرَضْنا أنّها كانتْ بيومٍ ... فِعْلُها المُؤذي حقيرٌ, لا تُفاخِرْ!

إنّها أدْمَتْ شُعُوبًا باحتِلالٍ ... و انتهاكاتٍ و غَزوٍ مثلَ فاجِرْ

فَاخِرُوا بالعِلمِ إنجازًا و هذا ... ما سَيُعْلي مِنْ مَقامٍ, لا المقابِرْ.