Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2015, 12:25 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي السّيفُ المحمّديّ بقلم: فؤاد زاديكه

السّيفُ المحمّديّ

بقلم: فؤاد زاديكه

ليس من المعقول و لا المنطق أن يتمّ الحكم على الأمور، من خلال الشّبهة و الاشتباه، أو من خلال إطلاق التهم جزافاً، بلا مبرّر و بلا دليل، هذا ما يقرّ به العقل و العقلاء، و ما يعترف به و يحترمه أصحاب الفكر الصائب و العادل و المُحِقّ، لكن و بالمقابل، فإنّه يكون نفاقاً كبيراً ذلك الفعل، الذي يغضّ النظرَ عن سيئات واضحة و عن أعمال فاضحة، لا يقرّها المنطق و لا يقبلها العقل، لمجرد التغطية عليها أو مسايرتها لمصلحة ما أو لغاية و هدف قريب أو بعيد المدى، إذ لا يمكن أن يكون الحقّ حقّاً في مكانٍ ما و زمانٍ ما، ثمّ يُنظر إليه على أنه باطل في مكان آخر و ظرف آخر. إنّ الباطلَ باطلٌ في جميع الأزمنة و الأمكنة و كذلك فإنّ الحقَّيبقى حقّاً بغض النظر عن جميع المؤثرات الفاعلة، مهما تكن.

هذا ما نراه بعيوننا اليوم، و ما نسمعه بآذاننا و نشعره بكلّ دقّة المشاعر، و مصداقيّة الأحاسيس. إنّ السّعوديّة بترويجها للفكر الوهابيّ، الذي أتى به الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في السعودية، و بموافقة مؤسس السعودية و أسرة آل سعود، و هو فكرٌ مستمدٌّ من أفكار ابن تيميّة و استمرار لها على نحو أسوأ، أقول إنّ السّعوديّة و على مدى السبعين عاماً الماضية، هي أكبر مصدر للإرهاب و مُصَدّر له و كانت المموّل الرئيس له في الماضي القريب، إنّ ادّعاء السّعوديّة و غيرها من البلدان و الدول بأنها تقوم بمحاربة الإرهاب و الفكر التكفيري، لهو كذبة كبيرة و دجلٌ واضح و نفاقٌ فاضح، ليس إلاّ من أجل التغطية و لإبعاد الشبهة عن مصدر الإرهاب الأساسي ألا و هو الفكر المحمدي التكفيري، القائم على تصنيف الناس بين كافر و مؤمن، و لا أحد يعلم المعاييير التي من خلالها يكفّرون الناس و يدعون لقطع رقابهم و هدر دمائهم.

ليس من شكّ بأنّ الفكر الذي جاء به محمد ابن آمنة، نبيّ الإسلام، هو فكرٌ عنصريٌّ _ تكفيريّ_ إقصائيٌّ_ لا يقبل الآخر أبداً، و من هنا انطلق ابن تيميّة و بنى عليه محمد بن عبد الوهاب فكره الوهابي و منه أيضا استمدّ ابن لادن و الظواهر و أبو بكر البغدادي و غيرهم هذه الأفكار لكونها نصوص أساسية من صلب القرآن و جوهره، و هو المرجع الرئيس لجميع مسلمي العالم.

لقد كان السّيف شعار نبي الإسلام، و سلاحه الذي فتك به و ذبح و غزا و سبى، و هو لا يزال شعار مملكة السعوديّة، يزيّن علمها و هو رمزها و دليل قوّتها، تُرهب به أعداء الإسلام و أعداء إله الإسلام، الضعيف و الذي يخاف من ظلّه. إنّ السّيف شعارُ الموت و القتل و الذبح و الفناء، إنّ السّيف نهجُ التعدّي و الظلم و العدوان و الهمجية، إنّ السّيف عنوانُ الضعف و الهزيمة والخوف، إنّ السّيف هو الشكّ و التكفير و الدعوة إلى الجهاد، فأية مصداقية يمكن أن تكون لدولة السيف عندما تزعم بأنها تدعو إلى حوار الأديان، و هي لا تسمح بأية حية دينية في مجتمعها؟ أو حين تدّعي أنها تحارب الإرهاب و تدعو إلى الوسطية و الاعتدال و مناهجها الدراسية و التعليمية محشة بأفكار ابن تيميّة و الفكر الوهابيّ التكفيري، الذي يرفض الآخر رفضا قاطعا، و يرفض حتى الاعتراف بهذا الآخر؟ ناهيك عن المؤسسة الدينية السعودية الخاضعة لسلطة النظام و المنفذة لأوامره، فإنها و هي الأخرى تؤجج نار الفتنة الطائفية و تعمّق الشّرخ بين الديانات، و تنفذ تعاليم و أوامر الحاكم، و هي أوامر تستمد شرعيتها من الفكر الوهابي الجهادي المجرم.

لم ينته العمل بالسيف بين أبناء و أتباع أمة محمد، على الرغم من موته، لأن هذا الفكر ثابت و هو قانون مفروض على كل المسلمين، ليس بإمكان أيّ أحد الخروج عن طاعته، أو الاعتراض عليه، أو نقده، لأنّ سيف محمّد المتمثّل في إقرار حكم الردّة، مُسلّطٌ على الرقاب، و ما أسهل أن يتم التكفير و هدر الدم بموجب هذا القانون و الشّرع لسيف محمّد و الإسلام.

إنّ ما نشاهده، و يشاهده كلّ العالم على شاشات التلفزة و وسائل الاعلام من إرهابيي العصر الحاضر كلّهم، حيث الذبح و قطع الرقاب و التمثيل بالجثث و تدمير دور العبادة و إتلاف كتب العلم و المعرفة أو ما لا يوافق مزاج المسلمين و يتوافق مع أهوائهم و ميولهم المريضة، ليس بجديد على الاسلام أو دخيلاً عليه، فهو من صُلب الفكر المحمّدي و لقد مارسه محمّد نبي الاسلام على نفس النحو و الوتيرة و النهج الداعشي اليوم.

لن يتعافى الإسلام، و لن يشعر العالم بالأمن و الاستقرار و السلم، لطالما بقيت مناهج الدول الاسلامية تعلّم الكراهية و البغضاء و تكفّر العالم الغربي و غير الغربي، و إلى أن تبقى هذه النصوص المتخلفة في كتب الاسلام الرئيسة، لأنهم يعتمدون عليها، و على أساسها يقيمون شرعهم و قوانين بلدانهم، و التي تعتبر من أكثر قوانين العالم رجعية و تخلّفاً و انحطاطاً، إذ كيف لأمة أن تنهض و هي تتوكأ على عكاز الجهل، فتعادي العلم، و تعتمد على التخلّف لتقف بوجه التقدّم، و تناهض بقية الأديان و هي تدعو إلى القضاء عليها و اجتثاثها عملاً بمقولة صاحب السّيف المحمّدي و التي تقول: " لا يجب أن يكون دينان في جزيرة العرب" أو " الاسلام يجبُّ ما قبله" أو " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" أو " قاتلوا الكفّار و المشركين" أو و أو و أو و هي دلائل كثيرة على أنّ هذا السيف سيبقى مسلّطاً على الرقاب، و هو يرغب بغزوات جديدة في العالم الغربي و الأمريكي و غيرهما.

لكي يصبح الإسلام ديناً سماوياً و فكراً معافى، عليه أن يدعو للسلام و المحبة و أن يتعامل بالرحمة و التسامح، و أن يدعو إلى الانفتاح و قبول الآخر و الأهم من ذلك أن ينهي أسطورة العمل بالسف و الذبح و الإخضاع بالقوة و عن تصنيف البشر و تكفيرهم، عليه أن يتحوّل إلى فكر إنساني لا أن يبقى فكراً شيطانيّاً مجرماً و إرهابيّاً لا يفهم غير لغة العنف و الحقد. عليه أن يتطوّر و يتجدّد لا أن يظلّ متقوقعاً و منغلقاً على نفسه، كما هو منذ ما يزيد عن 1400 سنة. عليه أن يفتح باب الاجتهاد و النقد و يخضع لتقويم و أن ينفض عن نفسه غبار الأفكار الجهنميّة و المظلمة، تلك التي لا ترى النور و لا تعمل للسلام.

و بناءًا عليه نقول: على السّعوديّة أن تكون صادقة مع نفسها أولا، فتقوم بمحاربة الارهاب الموجود في مناهجها التعليمية كفكر و ممارسة، قبل أن تقوم بمحاربة داعش و غيرها، لأنّ بقاء هذا الفكر بنصوصه غير المقبولة و غير المعقولة، سوف يولّد أكثر من داعش في كلّ مكان و زمان، على السّعوديّة و غيرها أن تنبذ فكر العداء و التشكيك بالآخر، و أن لا تكيل بمكيالين في آن واحد، بحيث تقوم هي و غيرها من بلاد العالم الاسلامي بنشر الإسلام في أمريكا و أوروبا، في الوقتالذي لا تسمح بنشر أي دين آخر في بلدانها، ثم تبني المساجد و الجوامعفي العالم الغربي، بينما ترفض بناء دور عبادة في بلدانهم لغير المسلمين، و أكثر من هذا و ذاك فإنها تقوم بتأسيس جمعيات مختلفة و تحت مسميات معسولة و براقة، تصبح فيما بعد بؤراً لتغذية الإرهاب و لدعمه لوجستياً و ماليّاً. ليكون المسلمون عادلين و منصفين و صادقين عليهم أن يعاملوا الآخرين كما يردون أن يعاملوهم، أي المعالمة بالمثل، و إلا فسيكون هناك غبن بحق الآخر و بعدم العدالة في المعاملة. أم أن المسلمين مصرّون على فكرة أنه يحق لهم كلّ شيء، و لا يحقّ للآخرين أيُّ شيء؟ إذا بقي هذا المنطق هو المعمول به، فلن يكون عدل بل حقّ ضائع و اعتداءٌ على الآخر لاجتثاثه من جذوره.

لا أحد يزعل من الحقّ سوى الظالم، و لا أحد يرفض المنطق غير الجاهل، و لا أحد يتعامل بمكيالين سوى المذبذب الذي لا مبدأ ثابت له، و أيّ مسلم سيغضب ممّا سقته هنا من حقائق دامغة، سيكون ظالماً لي و معتدياً على حقّي في التعبير عن نفسي و فكري، و أعتقد أنه تعبير عن كلّ فكر حرّ و عاقل و منطقي و معتدل. إنّ السّعودية باستمرارها على الفكر الوهابي كشريعة و قانون، فإنّها ستبقى البلد الأول الذي يفرّخ الإرهاب، و من ثمّ يُصدّره. الفكر الوهابي فكرٌ تكفيريّ، كما هو فكر ابن تيميّة، و كما هو فكر محمد ابن آمنة، رسول الاسلام.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:17 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke