Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
سؤال جريء بقلم/ فؤاد زاديكى
سؤال جريء بقلم/ فؤاد زاديكى منذ أعوام و أعوامٍ و أعوام لم يتوقّف نزيف الدم لدى مسيحيي الشرق في جميع البلاد العربية و المسلمة, طوال هذه الأعوام يبقى الحزن و الألم و الدموع و اللوعة هو لسان حال المسيحيين في هذا العالم العربي, فإلى متى ستستمرّ حملات الإبادة هذه؟ و هل يعني هذا بأنّ الفرمان الذي صار بحق مسيحيي تركيا لم ينته بعد؟ بل أنّ رقعته اتّسعت أكثر و شملت بلادًا جديدة؟ إذا شكونا و لُمنا يقولون أنتم حاقدون. و إذا قلنا ما تفسير هذا يقولون إنّه ليس من الإسلام و لا من فكر الإسلام. إذًا من أين يأتي هذا؟ و ما هو مصدر كل هذا البلاء؟ أليست تلك التعاليم التي تدعو للكراهية و للعنف و للإقصاء و للتكفير هي السبب الرئيس و المباشر لكل ما يجري؟ هدية المسلمين لأقباط مصر الضحايا في بداية شهر صيامهم هو المزيد من سفك دم الأقباط, أجل إنه شعور نبيل و تضامن و مشاركة لمسلمي مصر مع مسيحييها. هل عندما نسكت فقط نكون أمناء و غير حاقدين؟ ألا يحقّ لنا كآدميين أن نستفسر عن أسباب ما يجري و نطالب بضمانات كافية و حلول جذرية لمشكلة هذا العنف و الكراهية؟ في كل مرّة تقع مصيبة إرهابية مسلمة يسارع البعض ليقول إنّ هذا ليس من الإسلام. أو أنّ هذا فهم خاطئ لتعاليم الإسلام. هل هناك – و في جميع الحالات – من هم من غير المسلمين يقومون بكل هذا الإجرام؟ هل هم يهود؟ هل هم بوذيون؟ هل هم مسيحيون؟ هل هم لا دينيون؟ هل هم ملحدون؟ أليس هؤلاء و دائما من المسلمين؟ و حين صرّح شيخ الأزهر و هو الإمام الأكبر أحمد الطيّب عقب حادثة الإرهاب التي ضربت مدينة مانشستر الإنكليزية قبل أيام بأنّ هذا جاء ردًّا على معاملة الغرب للمسلمين, يعني أنّه يؤيد الإرهاب و يشجّعه و يبرّره بدل أن يشجبه و يلعنه الف مرّة, لكنّ الإناء ينضح بما فيه. هل سأل هذا الشيخ نفسه كيف هي معاملة العالم الإسلامي لمسيحييه؟ هل سأل لماذا تبني السعودية مساجد و جوامع في كل أمريكا و بلاد أوروبا في حين لا تسمح ببناء كنيسة واحدة في السعودية؟ هل قارن بين أوضاع المسلمين في أمريكا و أوربا و هم غرباء عنها بأوضاع المسيحيين في مواطنهم الأصلية و بلادهم و هم سكان هذه البلاد الأصلية؟ هل هناك أي مجال لأية مقارنة بين الوضعين؟ لماذا سنبقى كمسيحيين على الدوام مستهدفين و مغلوب على أمرنا في جميع البلاد العربية و الإسلامية؟ و إلى متى؟ إن قطر و تركيا و السعودية و باكستان و إيران هي الدول الداعمة للإرهاب في كل مكان و هي مُصدرة الإرهاب لكل أنحاء العالم, ألا يحقّ لنا أن نطرح هذا السؤال: لماذا تقتلوننا؟ و ماذا ستربحون من ذلك؟ تريدون أملاكنا و أراضينا و نساءنا؟ سنقول لكم إن مملكتنا الجميلة ليست من هذا العالم. افعلوا ما شئتم فنحن كنا و لا زلنا الخراف بين الذئاب و هذا مكتوب علينا لأننا نحب السلام و ندعو للمحبّة, نحبّكم كما نحبّ غيركم, على الرغم من كلّ ما تفعلونه بنا فإننا نحبّكم لأننا لا نستطيع أن نبغضكم فإلهنا إله محبة و سلام و تسامح, لكن اعذرونا متى أحسسنا بالألم عندما تقومون بذبحنا فنحن لدينا مشاعر إنسانية رقيقة و نبيلة تدعوكم لأن تستيقظوا من سُبات وهم و أن تنزعوا عن عقولكم أفكارًا مريضة بليدة لن تحمل لكم الخير, فلو أنتم قضيتم على كلّ مسيحيي الشرق فأنتم ستقومون بقتل بعضكم البعض, و العلّة تكمنُ في ما يُغرس في رؤوسكم من أفكار لا أحد منكم جريء يدعو لإصلاحها أو إلغائها و إلى أن تبقى هذا التعاليم نافذة و سارية و معمول بها فإنّكم ستظلّون على هذه الحال. و كان بودي أن أقول لكم بمناسبة قدوم شهر رمضان كل رمضان و أنتم بخير و أنا أشعر بفرح معكم لكني سأقولها لكم و أنا يعصر قلبي ألم لا حدود له, فهل هذه هي هديتكم لإخوتكم أقباط مصر في بداية شهر صيامكم؟
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|