Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2008, 10:07 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,001
افتراضي نصيحة لوجه الله. بقلم: فؤاد زاديكه

نصيحة لوجه الله





خَرِسَ علماءُ الإرهابِ الفكري و جهابذةُ الحَجْر على أفكار الناس, و عجزوا عن التصدّي بالحوارِ و المناقشةِ و الاقتناعِ كعادتهم لصمودِ الكاتبة المصرية السيدة (بسنت رشاد) و عن مواجهتها بالتي هي أحسن لنشرها كتابها الجديد (الحبّ و الجنس في حياة النبي) فثارت الفضائيات الدينية المتزمتة و القابعة في مجاهل الجهل الفكري البغيض لتحرّض عليها الشيوخ و العلماء المسلمين و على الأغلب الشعوب المسلمة التي لا حول لها و لا قوة و لا رأي إذ أنها أداة طيّعة في يد الخضوع لهؤلاء الذين أعطوا أنفسهم حقّ الدفاع عن الله بطرق بغيضة يكرهها الله ذاته.

لقد نشرت الكاتبة كتابها و تم عرضه في معرض الكتاب العربي الذي عرض مؤخرا في مصر, لكن كان من نتائج هذا التحريض و هذه الهلوسة الحمقاء من بعض الأئمة الذين رأوا في نشر هذا الكتاب كما يزعمون تهجما على النبي العربي و أخلاقه, علما أنه لم يأتِ بشيء جديد و إنما ساق وقائع حصلت بين النبي و زوجاته في أوضاع غير محتشمة, كما رافقه تلفّظ غير محتشم لبعض عبارات الجنس الفاضحة على لسان عائشة و كذلك النبي. فالكاتبة إنما تعرض لما حصل و ما كان و متى أراد المسلمون محاكمة أحد فعليهم محاكمة نبيهم و زوجاته على ما دار بينهم من أحاديث مخلّة بالحشمة و الآداب العامة التي يتباكى عليها مثل هؤلاء الشيوخ و هم بعيدون كل البعد عن روحها. كان من جرّاء هذه الهجمة الشرسة على الكاتبة أن تمّ إحالة الكتاب إلى مقصلة الأزهر الفكرية التي تقمع كل توجّه فيه روح الرغبة في محاولة فهم بعض الأحداث و السعي إلى الحصول على تفسيرات لبعض الأمور غير الواضحة و التي تحتاج إلى إعادة نظر فيها لكونها لم تعد تساير واقع الحياة الجديد و لا تتماشى مع روح التقدم الخطير الذي غزا كل مناحي الحياة على جميع الأصعدة.

قام علماء الأزهر بتكفير الكاتبة و منع الكتاب من التوزيع و تم إصدار فتوى بتكفير الكاتبة و هدر دمها و جمع الكتاب من الأسواق. أين هي روح العمل بالقول الذي يتباهى به المسلمون أن (لا إكراه في الدين) أو (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) أو (اطلبوا العلم و لو في الصين)؟ إن هذه الأقوال لا يطبق منها أي شيء بل يتم غضّ النظر عنها و تغافلها بحجج واهية و تحت مسميات غير معقولة و غير مقبولة, بدواعي الخوف على الدين.
لم تتعرض الكاتبة بالتجريح لسمعة النبي بل هي شرحت بأسلوب واقعي متحضر و فكر منفتح بعيد عن التزمت و التقوقع و الانغلاق عمّا كان يقوم به الرسول من ممارسات جنسية مع مجموعة من النساء و ليس واحدة فقط. لقد اتهموها بالوقاحة و هي لم تتلفظ بما تلفّظ به النبي و زوجته عائشة. كيف يحق الشيوخ الأزهريون لأنفسهم قتل النفس لأي سبب كان و الله خالقها؟ هل هكذا يتم الدفاع عن الدين؟ هل فعلا الدين الإسلامي عاجز عن الحوار و النقاش؟ ليست (بسنت رشاد) الأولى و الأخيرة فكان هناك فرج فودة الذي قتل لمثل هذا السبب و كان نحيب محفوظ الذي كاد يقتل لمثل هذه التهمة و حامد نصر أبي زيد و السيد القمني و طه حسين و نوال السّعداوي و غيرهم و غيرهم كثير جدا, كما سيأتي آخرون بعد هذا التاريخ ليصرخوا بأعلى صوتهم كفى للغباء!

أعتقد أن الخوف من القتل هو الذي يُبقي الكثير من المسلمين على دينهم و لو تُركت لهم حرية الاختيار لترك هذا الدين أكثر من النصف لأن النصف الآخر لا يعي من روح الإسلام أي شيء فقط لأنهم يؤمنون به و هم لا يفهمون اللغة العربية و لا يفقهون من القرآن شيئاً سوى (الله و أكبر)و (لا إله إلا الله)!
لقد رفعت الكاتبة صوتها عالياً بعد صمت طويل و هي ترفض رفضا قاطعا أن يتم اتهامها بالكفر أو الزندقة أو الردة و غيرها و تحدّت علماء الأزهر الأشاوس أن يحاوروها في نص كتابها فهي على استعداد لتقديم كل ما يلزم من توضيح و مستعدة كذلك للدفاع عن أفكارها و وجهة نظرها لكن العجز الذي يشعر به الأزهريون لا يسمح لهم بمواجهتها و أسهل ما عليهم اللجوء إلى أسلوب التكفير و هدر الدم و مصادر الفكر الحر الذي يخافون منه.
حاول و يحاول كل مرة علماء الأزهر التصدي لكل مفهوم يدعو إلى التحرر و إلى محاولة فهم واقع الحياة بروح واعية غير مقيّدة بقيود الترهيب و التخوين و التهديد بالقتل و قطع الرقاب. يريدُ علماءُ الأزهر إخراسَ الأصواتِ الداعية إلى انطلاق الفكر و تحرّره و هم يستميتون من أجل الإبقاء على إفلاسهم الفكري و الديني العقيم. كل أمور الحياة يربطونها بالفكر الديني و يخضعونها لقواعد الحكم الديني و هذا ما يخرّب المجتمعات و يعمل ضد تقدم الفكر البشري.
تريد مثل هذه الطغمة الدينية الحاكمة أن تصادر العقل فتمنعه من الحركة لتخنق فيه كل بوادر الانطلاق و تجعله قائما على أساس الخضوع و التبعية غير المسئولة و هي تبعية جاهلة لا أثر للعقل فيها أبداً. إنّه لأمر محزن عندما نسمع أبواق الغربان على قنوات دينية كثيرة تسعى إلى بث سموم التفرقة و الفرقة و الحض على الكراهية و البغضاء و القتل و تكفير أتباع الديانات الأخرى و الدعوات عليهم بحلول النكبات و الويلات و غيرها من أساليب لا تمت إلى الله بأية صلة, لأنها لا تدعو إلى المحبة و لا إلى التسامح و التراحم التي هي من صفات الله الآب.

إني أتوجه بنصيحة مجانية إلى هؤلاء و من هم على شاكلتهم, أن يتركوا الناس تفكر بحرية لكي تسعى إلى خلق علاقة بينها و بين ربها كما ترى هي و ليس كما يرى الآخرون. الدين ليس التزمت و التعصب و الحقد. الدين هو المعاملة الحسنة و التراحم و المحبة. الدين ليس محاربة الأفكار بل التحاور معها و محاولة إقناعها بالحسنى عملا بمبدأ (عاملوهم بالتي هي أحسن). إن أسلوب التكفير و الحجر على أفكار الناس و معاقبتهم بالقتل أو تهديدهم بهدر دمهم و تقييد إرادتهم بدواعي واهية تحت ستار الدين, ليس من روح الدين في شيء لا من قريب و لا من بعيد.


نحن كبشر نحتاج إلى تحرير أفكارنا و إلى تطوير حياتنا لكي نتمكن من تغيير واقعنا فالجاهل لن يكون بمقدوره أبدا تغيير الواقع بل جهله سيقود المجتمع إلى كوارث خطيرة. إن كمّ الأفواه و لجم العقول و ترهيب الناس و بتر الألسن و تجميد الأفكار و معاداة العلم و التقدم لا يخدم أي مجتمع تحصل فيه. لماذا الخوف من النقد الذي يكشف العيوب؟ هل تغطية العيوب و التستّر عليها يجعل المجتمعات بخير؟ لن يكتب أي نجاح لأي مجتمع عندما لا يكون صادقا مع نفسه و عندما لا يسعى إلى تدارك أخطاء الماضي و من ثم العمل الجاد و العملي من أجل تجاوز هذه الأخطاء فعهد تقديس الأشخاص و الأفكار لم يعد له وجود في هذا العالم. كونوا أكثر واقعية يا علماء الأمة و حاولوا التمييز بين الغث الذي تحاولون الإبقاء عليه و بين الثمين الذين لا ترغبون في الوصول إليه و الحصول عليه. نصيحة مجانية لكم لأنكم بحاجة إليها.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-02-2008, 11:35 PM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

أخي فؤاد ليست هذه الكاتبة هي الوحيدة التي تعرضت لهذه التهجمات والموانع في طريق نشرها كتابها لذا فعلا ماقدمته الآن هو عبارة عن نصيحة رائعه لوجه الله لابل وعظة لهؤلاء اللذين لا يفهمون معنى الحياة ولا حلاوتها بل يعتقدون أن كل مافي الحياة هو سفك دماء الأبرياء والتلذذ بشرب دمائهم غير مبالين لا بالله ولا بالكتب المقدسة كما يدعون لأنهم لا يستعبروها .. تشكر يالغالي على هذه الصرخة العظيمة علها توقظ الضمائر النائمة لابل الميتة ..
تقديري ومحبتي
ألياس
__________________
www.kissastyle.de
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-02-2008, 07:41 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,001
افتراضي

اقتباس:
أخي فؤاد ليست هذه الكاتبة هي الوحيدة التي تعرضت لهذه التهجمات والموانع في طريق نشرها كتابها لذا فعلا ماقدمته الآن هو عبارة عن نصيحة رائعه لوجه الله لابل وعظة لهؤلاء اللذين لا يفهمون معنى الحياة ولا حلاوتها بل يعتقدون أن كل مافي الحياة هو سفك دماء الأبرياء والتلذذ بشرب دمائهم غير مبالين لا بالله ولا بالكتب المقدسة كما يدعون لأنهم لا يستعبروها .. تشكر يالغالي على هذه الصرخة العظيمة علها توقظ الضمائر النائمة لابل الميتة ..
تماما يا أخي فإن أسلوب القهر و كتم أنفاس الفكر الحر و عدم تركه يعبر عن ذاته بحرية هو السائد في أصحاب الأمر و النهي في العالم الإسلامي الديني لأنهم أضعف من أن يناقشوا أو يحاوروا بكل أسف. شكرا لمرورك يا أخي الياس.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke