Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات متنوّعة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2007, 03:41 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي الحقد الدفين في تعذيب و قتل المسيحيين 11 بقلم: فؤاد زاديكه

الحقد الدفين
في تعذيب و قتل المسيحيين

11
بقلم: فؤاد زاديكه
تركيا بين المطرقة الأمريكيّة والسّندان الأوروبي!
بعد سقوط بغداد في التاسع من شهر أبريل 2003 م تحت ضربات التحالف الغربي, سقطت كلّ الخطوط الحمراء التي كانت تركيا قد رسمتها قبل هذا التاريخ, والتي كانت تعتبرها خطراً على أمنها القومي ومساساً بسلامة أراضيها, فيما يخصّ القضيّة الكردية في شمال العراق, وخاصة بعد الذي أفرزه الدستور الجديد الذي تمّ إقراره بمعزل عن تركيا موافقة ومعرفة ولم تأخذ علماً بذلك إلا من خلال الجانب الشيعي الذي أراد من ذلك أن يمارس ضغوطاً من نوع ما على الجانب التركي, لكن ذلك الأمل والمسعى خاب فأله وحتى أن الجهة التي أعلمت تركيا بالأمر خسرت كثيراً, وأعني بذلك مرشحها لمنصب رئاسة الوزراء وهو الجعفري الذي اعتبره الأكراد خطراً على فكرة استقلالهم, ممّا جعلهم ينشئون أحلافاً وتقارباً مع أطراف سنّية وأخرى ليس مع الجهة الشيعيّة فأسقطت ترشيح الجعفري ليحلّ بدلا عنه نوري كامل المالكي والذي نال قبولا وتوافقاً من الجهات التي اعترضت على الجعفري بسبب تقديمه معلومات إلى الجانب التركي دون موافقة الأطراف المتحالفة معه وهم الأكراد.

كان إعلان هذا الدستور العراقي ضربة قاصمة لتركيا ولتوجّهاتها الإقليميّة وخاصة ما كانت تنظر إليه فيما يخص الشأن الكردي في العراق, حتى أن الحليف الإستراتيجي لتركيا وهو أمريكا فهي لم تعلن لها عن أي أمر, أو تكشف لها عن أية خلفيات جرى النقاش حولها من وراء الكواليس وحول الطاولات المستديرة زمناً طويلا إلى أن خرج إلى النور على تلك الهيئة التي ظهر بها. كانت تركيا تلعب دوراً رئيساً في المنطقة أيام الحكم الشيوعي في الإتحاد السوفييتي, فهي كانت خط الدفاع الأول لحلف الشمال الأطلسي ولعبت تركيا دورا كبيراً في التضييق على الاتحاد السوفياتي وفي تيسير عمليات التجسس والتنصّت وغيرها من الأعمال التي كانت دول الحلف الأطلسي تمارسها ضد روسيا السوفياتية انطلاقاً من تركيا.

إنّ حسن العلاقة مع أمريكا والغرب هو الذي شجّع تركيا على القيام بغزو قبرص في عام 1974 وتمزيقها وإنشاء كيان تركي مستقلّ علماً أن اليونان عضو في حلف الناتو شأنه شأن تركيا وأن أي اعتداء على عضو في الحلف يعتبر اعتداء على جميع دول الحلف لكنّ الغرب لم يحرّك ساكناً, بالنظر إلى دور تركيا في مواجهة الخطر الشيوعي المزعوم على أمريكا والعالم الغربي, وكانت هذه الورقة الرابحة في يد تركيا في ذلك الوقت لكنّها صارت وبالا عليها في الوقت الحاضر فيما يتعلّق بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي و خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وزوال الخطر الشيوعي.

كانت تركيا تهدّد دائما وتقول: إن فكرة أو محاولة إعلان قيام أي كيان كردي مستقلّ في شمالي العراق سيكون بمثابة خطر أمني على تركيا, وبموجب ذلك فإن تركيا ستكون في حلّ من أمرها في إعلان الحرب على الجهة التي ترى فيها خطراً على أمنها ويقصد بذلك الميليشيات الكردية التابع للحزب ال PKK, والذي أسسه أوجلان في 27 تشرين الثاني عام 1978والدليل على ذلك ما قامت به في الآونة الأخيرة من حشد أعداد كبيرة من الجيش المزوّد بالأسلحة الثقيلة حيث توجّه إلى الحدود العراقية وهناك من يقول أنه قد توغّل في الأراضي العراقية كذلك. ومن المعروف أن هذا الحزب الكردي يعتبر في نظر تركيا حزبا إرهابيا وتم بمعونة الغرب إلقاء القبض على زعيمه عبد الله أوجلان في شهر شباط عام 1999 م ومنذ ذلك التاريخ يقبع في سجنه وكان قد صدر أمر بالحكم بالإعدام عليه لكن خوف تركيا من الأوروبيّين أوقف ذلك القرار أو جمّده على الأقلّ, لأن الغرب يطالب تركيا بوجوب إلغاء قانون الحكم بالإعدام, وبكل صدق فإنه لولا شدة الضغوط الأوروبية هذه لتمّ تنفيذ هذا الحكم به, لأنه متّهم بارتكاب عدّة جرائم يستحق عقوبة الإعدام عليها. لكن البرلمان التركي غيّر هذا الحكم في الصيف الماضي بحق أوجلان الذي حوكم في جزيرة (ايمرلي), وتمّ التعويض عنها بعقوبة السجن المؤبد إرضاء للغرب وتنفيذاً لضغوطه التي مورست على تركيا.
كانت العلاقات التركية بدأت مع الاتحاد الأوروبي منذ العام 1963 ومنذ ذلك الحين تكثر العراقيل التي تحول دون دخول تركيا إلى الاتحاد, وعلى تركيا أن تقبل بكل ما يجري على الساحة العراقية طمعا في حصولها على قطعة الشوكولا الموعودة بها من الدول الغربية من خلال انضمامها إلى هذه السوق, لكنه يبدو أن قطعة الشوكولا هذه لن تهنأ بها تركيا أو ستكون علقماً غير مستحبّة الطعم.

الضغوط الأوروبية على تركيا لم تتوقّف منذ ذلك التاريخ وقد أخبرت تركيا على اتخاذ خطوات كثيرة في طريق الإصلاح الداخلي غير أن الغرب لا يراها كافية لأن تؤهل تركيا للانضمام إلى العملاق الأوروبي الاقتصادي والسياسي وقد وضعت الكثير من الطلبات التي لا تزال غير قابلة للتنفيذ في تركيا ومن أهم هذه المطالب:
1 – وجوب اعتراف تركيا بالمجازر التي ارتكبتها بحق الأرمن والمسيحيّين فيها في عام 1915 م . وهذا ما تحاول تركيا المماطلة فيه والتنكّر له إلى أن تمضي مدة المائة عام وعندها سيسقط كل حق للأرمن بموجب التقادم, وقد بقيت تسعة أعوام فقط على تلك المدة, وإني أرى أن من واجب الدول الأوروبيّة الضغط بما فيه الكفاية على تركيا ليس فقط لكي تعترف بهذه الجرائم وبوقوعها وإنما بالتعويض عن الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها وكذلك عن انسحاب تركيا من المناطق الأرمنية المحتلة والسماح للأرمن بالعودة إلى أراضيهم وممارسة حقوقهم الإنسانية والشرعيّة.
2 – القيام بإصلاحات كثيرة من بينها إلغاء عقوبة الإعدام.

3 – إبعاد الجيش عن الحياة السياسيّة, لأنه العقبة الكبيرة في إمكانية تحقيق مثل هذه الإصلاحات المفروضة على تركيا, ولكون أنه كان للجيش تاريخ طويل في الانقلابات وفي التأثير على الحياة السياسيّة والعامّة في البلد وهو ما يتعارض مع نظم البلدان الديمقراطية في أوروبا, حيث لا تأثير البتة للجيش على الحياة السياسية وما تأثير الجيش وتدخلّه في الشؤون السياسية في بلد ما سوى مظهر ديكتاتوري عسكري وهذا ما يتنافى مع مبادئ الحريات المعمول به في الغرب.

4 – حقوق الإنسان في تركيا وهذا أيضاً جانب هام وخطير فلا حريات دينية كما يجب في تركيا وخاصة فيما يتعلّق بحقوق الأقليات الدينية والعرقية, فعلى تركيا أن تنفتح على الغرب أکثر وتمنح الحريات لمن أخذت منهم بقوة الترهيب والتخويف والقمع.

إن التحالف الاستراتيجي التركي – الإسرائيلي يحدّ من مدى إمكانية تركيا من التوجه إلى العالم العربي للتعويض عما لم تحصل عليه من الغرب, وما التقارب الجديد والتناغم السياسي بين تركيا والقيادة الفلسطينيّة الجديدة (حماس) سوى غزل لن يرى النور فليس بمقدور تركيا أن تقاوم حجم الضغوط الكبيرة التي تمارسها أمريكا وإسرائيل والغرب على حماس وكلّ من يتعامل معها. إن هذا التقارب سيسيء إلى التحالف الاستراتيجي القائم بينهما من جهة وبين تركيا والعالم الغربي وأمريكا من جهة أخرى.

أما محاولات تركيا بين الآونة والأخرى من التلويح بعصا أنها قد تفتح صفحة جديدة مع العرب لتستطيع خلق توازن ما بينها وبين الغرب فإنه بمثابة ذرّ الرماد في العيون, فمعظم الدول العربية وخاصة الفاعلة منها على الصعيد السياسي العالمي كمصر والسعودية والأردن تربطهم علاقة وثيقة بأمريكا وهم في يدها توجههم كما تريد, وأية محاولة من تركيا في هذا الصدد ستمنى بالفشل لأن الرأس الآمر سوف لن يقبل! فعلى تركيا أن تستوعب الدروس جيدا من التاريخ, فالغرب وأمريكا أعانوها على غزوها لقبرص وأعانوها على الضغط على سوريا من أجل إخراج عبد الله أوجلان منها, ليقع بعد ذلك, وبمعونة الغرب في قبضة الدولة التركية كل هذه التسهيلات التي أعطيت لتركيا في وقت ما يجب على تركيا أن تدفع فاتورة حسابها وقد كان أولا من خلال غزو العراق وموقف تركيا منه والآن من خلال الضغوط التي تمارس على إيران من أجل إرغامها على وقف برنامجها النووي.

تحاول اليوم إيران استخدام أسلوب مراوغة جديد يمكن له أن يسحب البساط من تحت أقدام الأمريكيّين الذين يسعون إلى الحصول على دعم تركي, بموافقة تركيا على استخدام مطار (إنجرلك) لتشنّ منه هجمات على المفاعل النووي الإيراني, فقد قامت إيران بالتوغل داخل الحدود العراقية في شمال العراق وقامت بقصف مواقع مشتبه بها للبيشمركة العائدة لل PKK في محاولة لنيل رضا تركيا والتي تسعى هي الأخرى بالإقدام على مثل هذه الخطوة العسكرية ضد قواعد الحزب المتمركزة في شمال العراق حيث يسيطر الأكراد ويحكمون على الشمال إدارياً وعسكرياً. وأعتقد أن هذا التوقيت هو محاولة من إيران من جهة للفت انتباه أمريكا والغرب عن موضوع البرنامج النووي الإيراني بخلق بؤر توتر جديدة تجعل من مهمة الأمريكيين في العراق أكثر صعوبة, وكأنها أرادت بذلك توجيه رسالة واضحة المعالم إلى الأمريكييّن المتواجدين في العراق وإلى الأتراك لتقول لهم إنّ عدونا مشترك ولنا من الأهداف البعيدة المدى ما يجعلنا نقف في خندق واحد ضد المخططات الأمريكية الرامية إلى السيطرة على المنطقة وثرواتها.
إنّ تركيا باتت اليوم في حيرة من أمرها وخاصة بعد دخول إيران عسكريا على الخط ومحاولة استباق الأتراك في القيام بالمهمة التي من المقرّر أن تقوم بها تركيا وكأنهم أرادوا بالقول لتركيا: لا عليك فالطريق مفتوح لك لكي تفعلي ما تريدي وليس بمقدور أمريكا, فيما هي عليه الآن, من أن تمنعك من القيام بحملة تأديبيّة قاسية لعصابات الكرد المحظورة في تركيا, وقد ترمي من وراء ذلك أيضا توجيه انتباه إلى تركيا من أن إيران قادرة على التدخل في أي مكان والردّ بقوة متى تعرّض أمنها للخطر من تركيا أو غيرها من الدول. ليس أمام تركيا سوى خيارات محددة وغير واسعة التحرك على المدى البعيد فهي لا تستطيع إغضاب أمريكا التي تقدم لها عوناً اقتصادياً كبيراً ودعماً عسكريا كما لا تريد إزعاج إسرائيل بعد السماح لأمريكا بالتدخل في شؤون إيران انطلاقاً من أراضيها, وكأن الورقة التي تريد أمريكا تقديمها لتركيا مقابل هذا الدعم قد فعلته اليوم إيران بهذا الغزو والهجوم على قواعد أعداء تركيا في العراق.

أما عن أسباب التقارب التركي السوري في السنوات الأخيرة والفوائد التي يمكن أن ينجم عنها لسوريا ولتركيا فإن أسبابه لا تكاد تتعدى حدود كونها إيجاد مخرج لكلا الدولتين من العزلة التي وقعتا فيها, فتركيا لم تعارض حماس وهي أعلنت تقديم الدعم لها وسوريا ترعى حماس وتقدّم لها كل الدعم دون حدود وتركيا تريد أي دعم من أجل الحصول على موقع قوة في التفاوض مع الغرب من أجل الانضمام إلى الإتحاد الأوروبي وخاصة أن علاقة سورية تحسّنت في الآونة الأخيرة من خلال الشراكة من الأوروبييّن لكن الأمريكان سيحاولون خلق معايير جديدة وتسويات غير هيّنة بالنسبة للسوريّين, فهي تضغط وعلى أكثر من محور من أجل تركيع سوريا بطريقة أو بأخرى, من خلال ممارسة الضغوط الكبيرة ولأسباب متعددة تستطيع أمريكا أن تأتي بقائمة أسبابها دون أن تكون لها نهاية بدءا من العراق ومروراً بحزب الله والتدخل في الشأن اللبناني إلى دعم حماس والفصائل المعارضة لعملية السلام إلى دعم سوريا للفصائل الفلسطينيّة في لبنان من جماعة أحمد جبريل وغيره, وعلى سوريا أن تكون يقظة فتركيا لا يمكن أن تكون حليفا يعوّل عليه فهو خاضع أولا وأخيراً لضغوطات أمريكيّة وإسرائيلية, وتركيا لا تزال تعارض توحيد جزيرة قبرص وهي تتدخل في الشؤون القبرصية يوميّاً وتركيا لا تقرّ بحقوق الإنسان ولا باحترام حقوق الأقليات الدينية فيها, إلا بما يظهر إلى الملأ شيئا فيما في واقع الأمر والحقيقة أشياء أخرى يعرفها الغرب جيداً وهم يبدون امتعاضهم من هذه الازدواجية التركية في المواقف والمعايير.

إن الهدف المشترك الأهم والأقوى بين هاتين الدولتين هو المشكلة الكردية وخوف كلتا الدولتين من قيام كيان كردي معترف به عالميا على حدود مجاورة لهذين البلدين ممّا يجعلهما عرضة للخطر الناجم عن تحرّك الأكراد في هذين البلدين وخاصة أن دولة كردية ستقوم بحمايتهم ودعمهم متى كانت لذلك حاجة أو ضرورة ومن الواضح أن إسرائيل قد سعت هي الأخرى إلى إيجاد طريق لها بالدخول في اللعبة السياسيّة من خلال توغلها عسكرياً ومخابراتيّاً واقتصاديّاً في شمال العراق مماّ سيجعل لها موطئ قدم يهدّد أمن سوريا وإيران وتركيا في المستقبل. وأعتقد أن هذا التقارب لا يتعدّى حدود كونه تكتيكاً يعين الدولتين (سوريا وتركيا) على تحقيق بعض المكاسب الآنية وليس لذلك ضمانة فتركيا بلد بحاجة إلى أمريكا وإسرائيل ولن يكون بمقدورها تحمّل الضغوط الكبيرة التي سوف تمارس عليها من قبل هاتين الدولتين لإنهاء كل تعاون مع سوريا وبلمح البصر, وسوريا لم تنس بعد الحالة من التوتّر التي قامت بينها وبين تركيا قبل سنوات بسبب أوجلان وكم هي كثيرة هذه الأسباب.
إنّ مشوار تركيا إلى الإتحاد الأوروبي لا يزال طويلا ومعقّداً فليس بمقدور تركيا في هذه الفترة القصيرة أن تقوم بتغيير قيم كثيرة من روح الشوفينيّة والتعصّب التي عاشت ترضع منهما لمئات السنين الفائتة.

كما أن أي تقارب تركي نحو الدول العربية لن يفلح فهذه الدول العربية لا تريد إغضاب أمريكا, إن لم تكن حليفة استراتيجية لأمريكا في المنطقة, وليس أمام تركيا خيارات كثيرة, بل ضيّقة ومحدودة وعليها إما أن تلعب اللعبة بذكاء, وقد يكون في ذلك مغامرة قاتلة, أو أن تستسلم وقد ترى في ذلك ضماناً يبعدها عن أهوال هذه المغامرة غير المضمونة النتائج

أمام تركيا خياران وحيدان لا ثالث لهما: فإمّا أن ترفض المطالب الأمريكيّة فتنال غضب أمريكا وإسرائيل والغرب, باتهامها بأنها لم تقف إلى جانبهم في منع إيران من الحصول على التكنولوحيا النووية. أو أن تقف إلى جانب المجتمع الدولي وأمريكا فتحصل على بعض المكاسب وتنال بذلك غضب الشارع التركي والعربي والإسلامي, ويكون في حصول إيران على هذا السلاح النووي إضعاف لموقف تركيا في المنطقة, لكنّي أظن أن الإغراءات الأمريكية بتقديم التكنولوجيا إلى تركيا ودعمها في المجال النووي قد يغرق رأس تركيا في أحلام ووعود تقوم بتطبيق وتنفيذ كل ما يطلب منها, من أجل كسب رضا أمريكا والغرب وإبقائها على التوازن العسكري بينها وبين إيران في المنطقة أو أن ترفض المشورة الأمريكية فتخسر مساعدتها لها ومن ثم تتمكن إيران من تنفيذ برامجها النووية وتحقيق طموحاتها, وهو ما سيكون إضعافاً لدور تركيا السياسي والاقتصادي في المنطقة.

ومن أكثر ما يضايق تركيا هو الضغوط التي يمارسها الغرب عليها من أجل الاعتراف بواقع الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن ومن ثم التعويض عنها وهذا ما سيجعل إمكانية دخولها إلى الجنة الأوروبيّة ممكناً. خيارات تركيا باتت محدودة وخاصة في محاولة إيران الأخيرة التدخّل العسكري المباشر في شمال العراق, وهو ما يعتبر مدّ يد مصافحة إلى تركيا التي تخشى من أن تمدّ يدها إليها فتنال بموجب ذلك غضب الغرب وأمريكا وإسرائيل, فصارت في حيرة من أمرها وباتت تعاني من ضربات المطرقة الأمريكية ومن تحمّل سندان الغرب اللذين يعملان على تطويع إرادتها بما يرونه مناسباً للسلم العالمي ولحقوق الإنسان ولمستقبل مشرق للبشرية فهل ستتمكن تركيا من الاستمرار في هذه الضبابيّة؟ ثمّ إلى أي مدى ستستطيع ذلك؟ وإلى متى؟ أسئلة ستجيب عنها تركيا خلال الفترة القريبة القادمة ولا خيار لها سوى أن تجيب بوضوح!
يتبع...
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke