Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-05-2015, 08:19 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي ردّ على السبتيين و معتقداتهم (1) بقلم: فؤاد زاديكه

ردّ على السبتيين و معتقداتهم (1)

بقلم: فؤاد زاديكه


ممّا لا شكّ فيه أنّ المعتقد المسيحيّ ما كان ليأخذ هذا الانتشار الواسع و العظيم عن طريق السلم و المحبّة و القناعة دون اللجوء إلى أساليب العنف و القوة و الغزوات, و يحظى بما حظيَ به من رسوخ في نفوس الناس ممن اعتتنقوه لولا مشيئة الرب و نعمة يسوع المسيح, الرأس الذي كان به و له الكلّ, و الذي به نتوّجُ هاماتنا كأعضاء في كنيسته, هذه الكنيسة التي أكّد يسوع فيها لبطرس الرسول أنّه الصخرة التي يبني عليها كنيسته, و الكنيسة هي على كلّ حال جماعة المؤمنين و هو لم يقصد الصخور التي بها تُبنى.



لقد كان المسيح مهتمّا بها كلّ الاهتمام و مركّزاً عليها كضرورة جامعة لجماعة المؤمنين, لأنّ الكنيسة الكبيرة هي العائلة التي ينضمّ إليها المؤمن و هو من خلالها يقوم بممارسة الطقوس الكنسية, و التي ليست كليّة من صنع البشر, لأنها كانت الميزان الذي أدرك من خلاله الشخص المسيحيّ حقيقة وجوده منذ أيام الكنيسة الأولى, تلك التي أسّسها الرّسل الأوائل, و بهذا فمن الضروري أن يكون أعضاء الكنيسة مقدّسين كما هو الربّ يسوع (الرسالة الأولى لكورنثوس 1: 1-3) و هذا يؤكد حقيقة أنّ الكنيسة واحدة و أن قدسية هذه الكنيسة هي التي قصدها الله من خلال عمله الجليل هذا, بواقع أنّ القداسة هي مقام كلّ مؤمن بالمسيح, و قد لا تكون حالة كلّ مؤمن في الوقت نفسه.


ظهرتْ عيوبٌ و نواقص و ممارسات خاطئةٌ في حياة الكنيسة و تاريخها منذ نشأة وجودها لغاية اليوم, بدأت منذ أيامها الأولى, فكلّ من يعمل لا بدّ أن يخطئ, و البشر مختلفو الطباع و الأفكار و الانتماء لهذا فلا غرابةَ أن تكون ظهرت فيها مثل تلك العيوب و النواقص لكنّ الروح القدس كان دائمًا حاضراً و موجّهاً و هو ساهم بدور فاعل و في غاية الأهميّة في تقوية الكنيسة و في التغلّب على الهفوات و تجاوز المحن عبر سنوات الزمن الطويلة, حيث كانت بين الفينة و الأخرى و الزمن و الزمن الآخر تظهر بعض النزعات و الميول الفردية و أحيانًا الجماعيّة ساهمت بشكل أو بآخر في تأخّر الكنيسة و في ظروف عصيبة مرّت بها كلّفتها زهق أنفس و خلافات و انشقاقات و هو ما أدّى إلى إضعافها و إلى خلخلة وحدتها التي كان من المفروض ألاّ تتأثر بكلّ ما جرى و يجري, إلاّ أنّها النفس البشرية التي قد تجنح نحو الفساد أو ضياع البوصلة فتهلك و تتسبّب بهلاك الآخرين, فما نراه اليوم من هذا الكمّ الهائل من الطوائف المسيحيّة وهي تزيد عن 250 ألف مُعْتَقَد مسيحي أو التي تزعم بأنّها مسيحيّة لهو دليل على ذلك و هو ما يترك أثراً عميقًا من الحزن و المرارة و الخيبة, و المحزن أكثر هو ادّعاء كلّ طائفة أو فئة من هذه الطوائف بأنّها الأصحّ و هي على الحقّ و غيرها على باطل, فتقول هذه أو تلك بأنها تلتزم بما جاء في الكتاب المقدس و هي لا تخرج عن نصوصه و لا تُؤَوِّلُها وفق مزاجها و كأنّ لكلّ طائفة كتابَها الخاصَّ بها, حاشى لكلمة الله من مثل هذه التجزئة و هذا الانشطار و الانشقاق, إنّها مجرّد اجتهادات قد تخطئ و قد تصيب لكنّها بالنتيجة تسيء إلى قدسية الكنيسة و تؤثر على وحدتها.



إنّ كنيستنا الأرثوذكسيّة كانت الكنيسة الأم الأولى و عنها تفرّعت بقية الطوائف لظروف ما و لأفكار ما و هو ما نراه اليوم منتشراً على ساحة الانتماء المسيحي ككنائس متعدّدة و أحيانًا مختلفة, علمًا بأنّ تقاربًا كبيراً و مُهِمًّا حصل في السنوات الأخيرة بين بعض هذه الكنائس فقامت بالتقارب و العمل المشترك و كذلك بمساعٍ من أجل لمّ الشمل و توحيد الكنيسة, إنّ الخلاف بين هذه الكنائس هو مجرد طقوس وقليلٌ منها يصبّ في خانة جوهر و روح المعتقد لكنّها غير متجانسة و غير متوافقة و هذا لا ينبغي أن يستمرّ فهو مُضرٌّ بالكنيسة ككلّ. عن هذه الكنيسة الأرثوذكسية تفرّع الكاثوليك و من ثمّ البروتستانت (الكنيسة الانجيليّة) و عن هؤلاء و هؤلاء و غيرهم تفرّعت كنائس كثيرة منها الكنيسة الرسوليّة الجديدة و السبتيون و بدعة شهود يهوه و الكنيسة المعمدانية و جماعة المورمون و "الأنبياء السماويون" بزعامة شخص يدعى"نيقولا ستورخ" و " حركة منتظري مجيء المسيح"و غيرها و غيرها كثيرٌ جداً. و هذا كلّه يتسبّب بضعف الكنيسة و هو مبعث ألم و حزن كبيرين لكلّ من له غيرة على كنيسة المسيح التي من المفروض أن تكون كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسوليّة, لأنّ المسيح لا يزال هو هو واحداً. إنّ كلّ تجزئة و انقسام و انشقاق في الكنيسة إنّما هو بمثابة خروج عن روح تعاليم المسيح التي نادى بها و دعا إليها, مهما كانت الدواعي و الأسباب و المبرّرات التي يطلقها هؤلاء و أولئك.


للبحث تتمّة......
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-02-2020 الساعة 12:57 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke