Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2007, 08:19 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي وقفة تأمّل. بقلم: فؤاد زاديكه

وقفة تأمّل
الخوف حالة شعورية تنتاب الإنسان, عندما يمرّ في موقف لا يرتاح له و يكون فيه غموض و ترقّب و بواعث قلق. يكون هذا الشّعور مصحوباً على الأغلب بشيء من النرفزة و توتّر الأعصاب و هيجان النفس و عدم قدرة كبيرة على التركيز, فيشعر المرء بالقلق و عدم الارتياح فتختلط عليه الأمور و تنتابه حالة من الترقّب المشوبة بالحذر الكبير بانتظار ما سيترتّب عن تلك اللحظة من الخوف التي يمرّ بها وقد يفقد السيطرة على تصرفاته و يختلّ توازنه النفسي.
متى لا يعرف هذا الشخص كيفية التعامل مع مثل هذه الحالة, فإن نتائجها و انعكاساتها عليه ستكون وخيمة و قاسية و مؤذية.أما متى فهم بعين المتفحّص و الواعي و المقتدر الموقف و تعامل معه بروح إيجابية بعيدة عن فقدان السيطرة على الأعصاب و أقرب إلى التركيز, فإنه قد يتمكن و بنجاح من تجاوز المخاطر التي يمكن أن تترتّب عن رهبة تلك اللحظة أو ذلك الموقف!
هناك نوع من الناس قادرون على التعامل بروح الوعي و التقبّل لهذه الحالة فيتداركون مسبّباتها و يتعاطون معها من خلال الواقع باستشارة أحد المتفهمين و القادرين على مدّ يد العون أو بالاستفادة من خبرات حياتية متراكمة لديها. أو أنه يدرك من تلقاء نفسه بأن هذه الحالة هي حالة عرضية ستزول و لن تدوم لذا فيجب الوقوف بقوة في مجابهتها, و هذا بالطبع موقف سليم و إيجابي لن يترك آثارا سلبية على الشخص. لكن هناك مَن يبقى أمام مثل هذه الحالة ضعيفا لا حول له و لا قوة فيتخبط و لا يعي ما يقوم به من تصرفات فيلجأ إلى الرضوخ التام و القبول بأمر وقوع هذه الحالة و هنا تكمن الكارثة الكبرى.
هناك نوع ثالث من البشر يدركون تماماً حقيقة مسبب هذه الحالة و يتفهمون أنها لن تدوم فهي ستزول و مع ذلك فلا يتعاملون معها من باب المواجهة بل من واقع القبول بها لأنها ستقع و تحصل مهما فعل هذا الشخص و مهما أبدى من مقاومة فيموت لديهم دافع المقاومة و تتلاشى لديهم إرادة الصمود و التصدّي و أعتقد أن هذا النوع من البشر هو الأكثر سوءا و الأكثر ضعفا و الأسهل سقوطاً.
ليس من أحد لم تقع له حالة خوف أو تعرّض لحالات ضيق من هذا النوع, لكن متى كبر الخوف لدى الشخص المجرّب بحالة وقوع الخوف عليه و اشتدّ وقعه دون مقاومة أو تفهّم أو تعاطي معقول معه فإنه سيصاب بالإحباط و تتملكه مشاعر القنوط و اليأس فيستسلم لضعفه ليصبح لقمة سائغة لهذا الوحش الكاسر المسمّى بالخوف, فمتى وقع الشخص ضحية الخوف و لم يحسن التصرّف فإن كل أفق التفكير السليم لديه ستقفل و سيسرع إلى أسهل الطرق المؤدية للتخلص من هذا الخوف بلجوئه إلى الانتحار أو تولّد عقدة نفسية خطيرة لديه تغيّر وجهة حياته و تحيلها إلى جحيم يوميّ. على الشخص الذي يتعرّض لمثل حالات الخوف الشديدة هذه ألا يستسلم و ألا يضعف لأن الخوف و الضعف متلازمان.
مَن يدرك أسباب الخوف و يعي حاله و واقعه يكون أقدر على قهر الخوف و التغلّب عليه بروح الجرأة و الوعي و قوة الإرادة و هي تلعب دورا حاسما في هذا المجال, لأنها تعطي للشخص طاقة كبيرة و تؤهّل له دورا محوريّا في تحقيق الغلبة على ضعفه لبلوغ النجاح. فما رأي أخواتي و إخوتي فيما ذهبت إليه و هل منهم مَن تعرّض لحالة خوف؟ و كيف تصرّف معها؟ أتمنى أن تشاركوا بآرائكم لفائدة الجميع ففي الحوار و المناقشة آفاق واسعة تفيد الكلّ و شكرا.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke