Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > أدبيّات أزخينيّة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2009, 12:15 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي كتاب "المنتخب من جداول آزخ الصافية فيما ذهب من الأمثال على السجع و القافية حرف الألف



الإهداء...

أهدي هذا الكتاب إلى صاحب كلّ

يد أضافت لبنة إلى أساس بناء

آزخ التراثي وإلى صاحب كلّ قلب

ينبض بحبّ آزخ وشعبها.

إلى كلّ الذين ينتمون إلى آزخ

في كلّ صقع وبقعة أرض يقيمون فيها.

فؤاد زاديكه

ألمانيا


المقدّمة
إذا كان الشّعر إحساساً بجمالية الصّورة ومدخلا لرؤية الحياة من خلال الكلمة الموزونة شعريّاً، ومن واقع الإحساس بنبرتها الموسيقيّة الجيّاشة، التي تتفاعل مع النفس البشرية فتفعل بها فعلها لتقع تحت تأثير صورها وموسيقاها المبتكرة، ممّا يأخذ بشغاف القلب ويأسر مجامع النفس.
وإذا كان الشعر تعبيراً جماليّاً ناطقاً بالصّورة من خلال الكلمة تجسيداً لموقف أو حدث أو حال، وإذا كان الشّعر تعاملا للعاطفة الواعية والمدركة مع واقع الأشياء في مختلف مناحي الحياة ومواقع الإحساس بجماليّة هذا الواقع الموصوف، من خلال تدافعات إحساسيّة مرهفة ورقيقة تتجسّد في أبيات قليلة أو قصائد مطولة عصماء، فإنّ السّجع هو أب الشّعر برأيي وأسبقه إلى الظّهور، وما هو إلا دليل حيّ على وجود الانسجام التامّ والتناغم المتفاعل بين الإنسان، خالق هذه الحالة من الشّعور بالشاعريّة وبين الإفصاح عنها بما تتوفر له من مقدرة على البلاغة والتعبير، ومن إمكانية الصّورة الجماليّة.
إن هذا الإنسجام بين الإنسان في حالة هستيريّته الشعريّة، وبين إحساسه العميق بالبيئة التي تولد في محيطها الواسع جميع هذه المعطيات، يتمّ التعبير وخلق المولود بصورة لها هالة من قدسية الخيال وبعض من عبودية المفردة، فيما يعبّر عن روحانيّة وحركة وذات هذه المعطيات التي تتمثّل في التّصرّف والسّلوك والإفصاح.
لقد أحسن هلازخ استخدام السّجع وأجادوا في امتطاء ظهر القافية الشّعريّة بكلام موزون ومقفىً يبوح بالقصد ويوضّح الغرض وذلك وفق أهداف تعليميّة، كحضّ على عمل أو زجر ونهي عن عمل أو تهكّم أو دعابة وأحياناً يكتفى بالتّرادف اللفظي وتطابق المفردات، وكان هذا شأن العرب أيضاً، وما هذا إلا مثال حيّ على مدى الوعي ومدى تعلّق هؤلاء ببيئتهم، ويلاحظ الكثير من الدّعابة وروح النكتة يصدح بغنائه من خلال تماوج منسجم وتناغم متوازن بين المفردات ومعانيها.
إن هلازخ، هم الذين صنعوا هذه الأمثال ونظموها بروح السّليقة والطبيعة البشريّة المتفاعلة وعلى الدّوام مع الموقف والحدث ولم يأت هذا من فراغ أو يتجسّد في هذه الصّورالمتعدّدة الأغراض إلاّ بعد طول معاناة ومثابرة وخبرة كلّفت الكثير من الوقت.
ولا أستبعد أبداّ أن يكون هلازخ نظموا الشّعر أيضاً، كما أجادوا في السّجع وتناول القافية لكون الدّرجة من النضج في هذا الإبداع ليست بسيطة بل هي أحياناً ومن خلال ما لدينا من الكمّ الهائل من هذه الأمثال تدلّ على مدى الوعي في صياغتها والتوفيقيّة اللفظية بين البداية والقرار في هذه الأمثال والتطابق التامّ بين المفردات في النهايات المختارة يدل على صحّة ما أذهب إليه لكن ودون أدنى شكّ فإنّ الظروف القاهرة التي عاشها شعب آزخ من خلال التعدّيات المستمرّة والهجرة المتواصلة وما رافق ذلك من حرق وتدمير وضياع الكثير من تراث وتاريخ هذه البلدة لا يسمح لنا بالوقوف على ما كان لدى هذا الشعب من أدبيّات وكتابات وغيرها فالغزوات التي تكالبت عليها والمتفاوتة الأزمان والآونة لم تدع لهذا الإبداع أن ينمو بل هي ساهمت في تدميره والقضاء عليه، وحتّى الإنسان ذاته وقع فريسة هذه الأحقاد فكيف بفكره؟
إن هذا "المنتخب من الأمثال الآزخيّة" الذي جمعته منذ ما يزيد عن الأربعين عاماً ومن خلال جهد دؤوب وبعد طول مثابرة ومواظبة أضفت إليه بعضاً من عندي وهو يتماشى مع روح هذه الأمثال ولا يحسّ القارئ بغرابة فيها، فهي تعبّر عن روح هذه الحالة والأمثال برمّتها ليست إلاّ تعبيراً عن أفكار النّاس، وخلاصة تجاربهم الحياتيّة وهي لم تأت من فراغ البتّة، بل خلقها الإنسان نتيجة موقف حاصل أو تجربة أو حدث أو واقعة.
تعطي هذه الأمثال صورة واضحة عن حياة الآباء والأجداد وتعبّر بصورة صادقة عن أفكارهم وهواجسهم وأمانيهم وحياتهم المعاشة ومن خلال درس هذه الأمثال والتعمّق في تحليلها لابدّ لنا من فهم وقائع معيّنة عنهم مثل كيف كانوا يعيشون؟ وكيف كانوا يفكّرون؟ ومن الملاحظ ، ومن خلال ما جاء على لسانهم من أمثال عن الحياة الدينيّة التي كانوا يعيشونها نتأكد من عمق إيمانهم ومن شدّة تمسّكهم بهذا الإيمان الديني وغيره ، وبهذا نصبح قريبين أكثر منهم من أفكارهم وهمومهم ومفاهيمهم للحياة وما يجري حولهم وما كان يشغلهم.
آمل أن أكون وفقت في إضافة جديد إلى تراث آزخ الحبيبة، هذا التراث الجميل الذي عاهدت الله ونفسي وشعبي أن أظلّ وفيّاً له وعاملا على نشره وتعميم رقعة امتداده كما عاهدت نفسي أن أخرج هذا العمل في صورة جميلة تليق به ومقبولة تبقي على بعض جماليّاته المتبقية وهي بكلّ أسف قليلة جدّاً وليس هذا عملا سهلا فاندثار الكثير من تاريخنا وتراثنا يعقـّد الموضوع، لكن لنكتب ولو سطراً ونترك لغيرنا ليكتبوا أيضاً ولبنة من هنا وأخرى من هناك قد تشيد البناء!
إنّها أمانة في أعناقنا كأبناء لهذه البلدة المحبوبة آزخ وعلينا أن نؤدّي هذه الأمانة على خير وجه بما يمكن من الجهد ومن الرب يسوع التوفيق ومن شعبي المعذرة إن وقعت هفوات غير مقصودة أو حصل بعض التباس أو إبهام ونحن الذين نقول في واحد من هذه الأمثال:


"ماكو إنسان منْ مره مـِلـِطْ، إلاّ وغـِلـِطْ"

أي: ما من إنسان إلاّ وله هفوات وأغلاط،
لا أحد من البشر معصوم عن الخطأ

وقد جمعت هذه الأمثال ورتّبتها بحسب الحروف الهجائيّة واكتفيت بكتابة ما يقابلها من الأمثال الأخرى دون شرح لأنی سأنشرها في كتاب فيما بعد.


حرف الألف
أبونا برّخْ برّخْ قبل ما ورده تفرّخ. أي استعجل في الأمر قبل فوات الأوان و"خير البرّ عاجله" و"لا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد" و"أحسن ما تقول تتْ قوم إكسر إجرا (رجلها)".

فلان يظرّط وفلان يقرّط. ويقال: أنا أظرّط وهوّه (هو) يقرّط. وهذا المثل يذكر على سبيل المزاح والنكتة.

إشتغلْ يوم اللحّد ولا تحتاج أحّدْ. لاشك كانت قدسية العمل عند أهل آزخ موجودة وكان يحترم الشخص الذي يعمل، فيما كان يرذل ويحتقر الشّخص الذي لم يكن يعمل. وفي الحديث: "أطلبوا الرّزق في خبايا الأرض" أي في بذورها وفي الحديث أيضاً: "أجملوا في طلب الرّزق فإنّ كلاّ ميسّر لما خُلق له". كان يوم الأحد مخصصاً للراحة والذهاب إلى الكنيسة لتأدية الصلاة يلزم فيه الانقطاع حتّى عن أبسط الأعمال وهذا كما أسلفنا اعتبار هام ودليل على قدسيّة هذا اليوم عند هلازخ، وما أحبّ أن أسطّره فيما يخصّ هذا اليوم المبارك هو بضعة سطور وقفت عليها للمرحوم گورگيس حدّك عن تاريخ آزخ في عام 1915 م مصوّراً وقع الأحداث وتطورّها خلال حصار القائد التركي عمر ناجي بك لآزخ وهو على رأس جيش جرّار قدّر عدده بثمانية آلاف جندي، ثم يتابع سرده للوقائع لغاية الهجرة التي قامت بها أفواج كثيرة من شعب آزخ إلى ديريك التي بنوها تحت سلطة الانتداب الفرنسي لسوريا والذي كان من عام 1920 م وكذلك سكنوا القامشلي والموصل وزاخو والقدس وبيروت والأردن وفلسطين وغيرها من الأقطار وحيث بدأت الهجرة في بدايات الثلاثينات من القرن الماضي.
كتب المخطوط بخط الرّقعة الجميل ورتّب بشكل أنيق حاول ابنه يعقوب المعروف بأبو كرم- والذي له ولوالده أمثال ضربت بهما- إعادة نسخه من جديد بخط أشبه ما يكون بخرابيش الدجاج وأسلوب ركيك حيث كان ينوي الذهاب إلى لبنان في مطلع السبعينات بقصد طبعه منسوباً إليه وهذا ما قاله لي شخصيّاً وبالحرف وقد عاش گورگيس حدّك (جرديكا) هذا وهو والد يعقوب أحداث 1915 وما بعدها وكذلك أحداث المظبطة 1926 م والتي كان واحداً من المساقين إلى ديار بكر لإعدامهم في خربوت. أقول: لقد خصّص الكاتب صفحات من هذا المخطوط وتحت عنوان/يوم الأحد/يتحدّث فيه بوضوح عن الكيفيّة التي كان هلازخ يمضون يوم الأحد ولكي نكون أكثر قرباً من هذا الوصف ومعاينة لتلك الحياة اليوميّة فإني أورد ما جاء في هذا المخطوط حرفياً دون زيادة ولا نقصان تاركاً الكلمات بذاتها تروي الحدث بالبساطة التي وردت فيه دون أن أسيء إلى روحيّتها مادّاً إليها يد النقد أو التعديل من خلال معالجتها بتصحيح أو تنقيح: "نحن شعب آزخ لمّا كنا في آزخ كان عندنا مخافة الله وتقوى عجيب. لمّا كان يأتي يوم السبت جميع الشعب من الأهالي والقرى الذين حوالينا كانوا يستعدّون ليوم الأحد المقدّس، فيأتون يوم السبت لازخ الذين يجيبون حطب وبشط وسمن وما شاكل من أشياء البيعيّة حتّى يبيعوها ويشترون لحم وحوايج ملزومين وكذلك أهالي آزخ من الساعة التاسعة لا العامل في الاكروم ولا الفلاح ولا أصحاب الأشغال كان يمارسون أشغالهم بل كان يبطّلون ومنهم يذهبون لعند الحلاّق ويحلقون ويبدّلون ثيابهم ويشترون لهم لحم وملزوم الذي يلزمهم لبيوتهم ويروحون البيعة يوم السبت. وصباح الأحد الجميع كان يذهبون البيعة وقطعيّاً كانت الأشغال ممنوعة. أوقاتاً كان يجي تتّون - بازنجان - بصل. يوم الأحد ما كان أحد يضع في ميزان ويشتري إلى يوم الاثنين بهذا المقدار يوم الأحد كان له كرامة" إلى هنا وينتهي الكلام المنقول.
ومع كلّ هذه القدسيّة ليوم الأحد فضّل هلازخ العمل به على واقع الاحتياج للغير بما ترمي إليه الغاية من المثل، ولست أدري لماذا كل هذا التركيز على محاولة تجنّب الاحتياج إلى الآخرين؟ هل كانوا يعنون وجوب الاعتماد على الذات؟ أم كانت لهم تجارب سيئة ونتائج غير محمودة في قصة الاحتياج والحاجة للآخرين؟ ومهما يكن من أمر فإن موضوع الاعتماد على الذات مفروغ منه فهو نسف لروح الاتكالية القاتلة والتي تفسد الفرد ثم الجماعة ويضرب المثل للتأكيد على أهمية الاعتماد على النفس وعدم الاتكال على الآخرين حتّى وإن اضطر المرء إلى العمل في مثل هذا اليوم المقدس لتجنّب الحاجة.

إشتعلْ فالخرا ولا تحتاج خرا إبن خرا. قال إبراهيم التيمي: "حملتنا المطامع على أسوأ الصنائع". دليل آخر على مدى احترام أهل آزخ للعمل وهم قالوا: "اشتغلْ بقرش وحاسب البطّالْ".
من الواضح أن هذا المثل هو من الأمثال الأزخينيّة الكثيرة الدالّة على المزاح وروح الدعابة لدى هلازخ على الرغم من أنه يحمل الكثير من الجدية في مضمونه ومحتواه وكذلك الحثّ على العمل والمثابرة عليه وهو يشير إلى واقع الإحساس بالمسؤوليّة وإلى روح الدأب ووجوب السعي إلى الحصول على فرص العمل بعيدا عن الاتكالية المنبوذة، ولو لزم ذلك القيام بعمل يبعث على التقزز والسخرية ولا أظن أنه توجد أعمال مقدسة وأخرى مرذولة، فالمجتمع بحاجة إلى جميع الأنواع من العمل ولكل نصيبه في الاجتهاد والتفوق. والغاية التي يهدف إليها المثل هي: وجوب تقديس العمل واحترامه أيا كان نوع هذا العمل، فهو والحال هذه أيسر سبيلا إلى العيش و أكرم عيشا من الفاقة ومد اليد للآخرين، ومن يدري فربما لا يجد المرء في كثير من الأحيان يدا نظيفة تمتد إليه دون غاية رخيصة قذرة تستهدف كرامته وشرفه.

الإمّ تلمّ. ما من شكّ أن أهل آزخ أولوا اهتماماً عظيماً للأم ويراد منه أنّ الأم تجمع شمل الأسرة فهي كالدجاجة التي تضمّ فراخها تحت جناحيها أمّاً رؤوما حنوناً و قال نابوليون: "الأم التي تهزّ السّرير بيمينها تهزّ العالم بيسارها" وقال القرآن الكريم: "الجنّة تحت أقدام الأمّهات" ويدلّ هذا على رأفتها وحنانها على أفراد أسرتها.

أبو كرمْ راصو برمْ. وأبو كرم هو يعقوب گورگيس حدّك (جرديكا) ضرب به هذا المثل لكونه تبرّع بكلّ ما كان لديه وهو مائة ليرة سورية للجنة تبرعات الكنيسة في إحدى المناسبات ولم يعد لديه ما يقتات به ويعتاش إلى نهاية الشّهر فأجاع عائلته وقصد أنّه لم يع ما فعلْ كمن يبرم رأسه بفعل شرب الخمر وغيره.

أحلى م الولد، ولد الولد. والمعنى أنه لا غلاوة تفوق غلاوة الولد عند والديه سوا غلاوة الحفيد.

أيرو فغيرو. يقال لمن يؤثر نفسه على غيره "جرّ النّار إلى قرصه" ويقول هلازخ: "ظربة الفي غيري كما ال فشال تبن" أي لا تأثير لها عليّ. وهو يحمل معنى الأنانيّة وحبّ الذات وعلى العموم هو غير محبوب أو مقبول.

إبن البكر يخرّب الفكر. لكون ابن البكر (المولود الأول في الأسرة) سيحلّ محلّ أبيه في إدارة ورعاية شؤون الأسرة لذا أولي هذا الاهتمام ولأنه سيحمل كذلك اسم الأسرة ولذا ينادى الشّخص في مجتمعاتنا بأبي فلان (أي باسم الولد الأكبر).

أريناك فوق لسطوح وتحت لسطوح. يقابل: "لا في العير ولا في النّفير" والعير، عير قريش التي أقبلت مع أبي سفيان من الشّام والنّفير: من خرج مع عتبة بن ربيعة من مكة لاستنفاذها من أيدي المسلمين فكان ببدر ما كان فمن لم يكن في أحد الجمعين لم يعدّ من الرّجال ويقصد به الشّخص الذي لا يصلح لمهمّ ويضرب للحريص المفرط في الجمع والمنع "إن ممّا ينبت الرّبيع ما يقتل حَبَطاً أو يُلمّ".

إسمع أقوالي ولا تفعلْ أفعالي. وهذا ما يقوله الكاهن لرعيّته أي لا تقلّدوني فيما أفعل بل اسمعوا لنصحي، وكأنه نسي أنّ عليه أن يكون القدوة الحسنة ليُعمل بما بقوله ويقابله: "تنهانا عن الغيّ وتغدو فيه" وهو لمن يقول حسناً ويفعل خلافه.

إمّي الهيدي إيودّي الويدي. ويراد بذلك التحذير والتّنبيه من مغبّة الوقوع في شرك المظهر الهادئ الذي يقود إلى تهلكة. ويقابله: "مُخرَنبق ٌلينباع ساكت لداهية يريدها" يضرب للرجل يطيل الصّمت حتى يحسب مغفّلا وهو ذو نكراء.

اقلب البردوشه علسمّا، البنته تجي علإمّا. وهو يضرب لتقارب بين طباع الابنة وأمّها، وهذا بالطبع ليس صحيحاً على الدّوام. أهدى الشّاعر نعمة قازان صديقه توفيق صفوان حذاءً فقال فيه:

لقد أهديتُ توفيقاً حــــــذاءًفقال الحاسدون وما عليهأما قال الفتى العربيّ يوماًشبيه الشيء منجذبٌ إليه؟
فردّ عليه توفيق صفوان التحيّة قائلا:

لو كان يُهدى إلى الإنسان قيمتهلكنتُ أستأهلُ الدنيا وما فيهالكنْ تقبّلتُ هذا النّعلَ معتقداًأنّ الهدايا على مقدار مهديها.
ويقابلها:"شِنْشِنةٌ أعرفها من أخْزمَ" والأخزم هي الحيّة الذّكر. ويضرب لمن أشبه أباه في شئ.

أرمن، أرمن طيز مدرمن. أذكر أن مدرسة الأرمن كانت محاذية لمدرستنا نحن السريان في ديريك يفصل بيننا الشارع الرئيسي في أواسط الخمسينات عندما كنت في المرحلة الابتدائيّة في مدرسة السريان الخاصّة والتي كان اسمها مدرسة الدّجلة، أننا وفي الفرص كنا نسخر من تلاميذ الأرمن ونناديهم بهذا فيما كانوا هم ينادونا ب: سريان، سريان كلّن عجيان. لقد كانت تلك الهزليات بريئة لكنّها كانت ساذجة لا تؤذي أو تدعو إلى أحقاد أو ضغائن. فهي على سبيل التسلية والتنكّت ومنحى براءة أطفال جنونيّة.

إزّا مالك والله مبدالك. تقال في تبرئة الذمّة من دين كان على أحد الأشخاص ثم قام بتسديده.

ألله وكيلك والمسيح كفيلك. يضرب للأمانة والطمأنة.

إشتري وبيع وته إسمك لايظيع. وفي القرآن: "وأحلّ الله البيع وحرّم الرّبا" إنّها دعوة للتعامل مع التجارة كمهنة لازمة في الحياة وفي البيع والشراء حركة لا بدّ أن تؤدي بالنهاية إلى ربح وربمّا أيضاً إلى خسارة، والتجارة شطارة.

أيمت القدر إجا، لاتقطع من ربّك رِجا. ونقول أيضاً: أيمت القدر إجا لا تقطع الرّجا وهذه دعوة واضحة إلى وجوب الاتّكال على الله في جميع الأحوال ولا يقصد هنا المعنى الحرفي وهذا يعني فيما يعنيه، تسليم الإنسان لأمور حياته إلى الرّب والتّوكّل عليه فهو خير المتّكل عليهم.

ألله يعينك علعدو دينك. لا أظنّ أن مثل هذا المثل يحتاج إلى شروحات وتفسيرات فهو يحمل مضموناً واضحاً وضوح الشّمس.

أشقدْ لتنطْ تيجي يوم وتحطّ. ويقابله "دوام الحال من المُحال" ومهما بلغت من شأن أو نفوذ أو فوران فإنه سيأتيك وقت يزول فيه كل ذلك. فلا يغرّنك الجاه أو المال أوالسلطان أيّها الإنسان وستعود إلى ما كنت عليه.

ابني بيعتك فظيعتك. اعمل خيراً لأهل بلدك. مُنّ بخيرك على آل جلدتك والأقربين قبل الأبعدين.

إقفلْ بابك ونامْ، تتئمن إبن الحرامْ. يضرب لوجوب أخذ الحيطة والحذر، لتحاشي الوقوع ضحيّة غفلة أو ثقة في غير موضعها يتمّ استغلالها ممّن يقلّ عندهم الوجدان وينعدم الضمير. ونقول أيضاً: "إقفل دارك وأمّن جارك" أي لا تخوّن جارك.

إستو رخيّه و وچّو قويّه. كما نقول: مو علشوف روحو (موعلقد روحو) فهو يتباهى ويتفاخر ولا يستطيع عمل شئ أي قول بلا فعل لكن بوقاحة وفظاظة لا تناسبان واقع حاله أوتتلاءمان مع إمكانيّاته الحقيقيّة.

إزَا حمارك شعيرو كترْ، تتريو بطِرْ. إن البطر في كلّ شيء يقود إلى ما لا تحمد عقباه. وخاصّة متى كان البطر على نعم الله الكثيرة التي وهبنا إياها وكم نحن بأمسّ الحاجة لنتوجّه إلى خالقنا الجليل الكريم رافعين إليه يدي رجاء وفاتحين قلوب شكر على كلّ شيء ومن أجل كلّ شيء وعندما تبطر الدّابة لا تعود تقوم بعملها كما يلزم فهي تتكاسل وتتقاعس عن القيام بما ينتظر منها.

إفزعْ ملْ كلمتو كما ظرطتو. أي هو شخص لا يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق به إذ كلامه كضراطه لا يهمّه ولا يكترث به، فتحاشاه واحذر منه.

إدعي شربّك مِنْ كردي حبّك. إن التجارب الكثيرة وعبر مراحل التاريخ المتعددة أثبتت لنا وبشكل قاطع أن الأكراد هم عنصر لا يريد الخير لنا بل هو تربّص بنا الفرص وتحيّنها لينال من وجودنا وبناءً على مثل هذه المواقف السيئة منهم اتجاهنا ذكرت أمثال كثيرة ردّدها أجدادنا تدلّ على عدم الارتياح لهم وتحذرنا من غدرهم وخبثهم ومكرهم وإن استطعنا أن نستثني من هذا بعض هؤلاء غير أنّهم قلّة من كثرة وقد قالت أمثالنا "الكردي يسير تفّاحة لا تحطّو فجيبك تيبخشو ويطلع" و"الكردي ما لو أمان" و "الكردي منْ عاشرك يا تيحط عينو على مالك يا على مرطك" و "الكردي مينسا كينو" أي لا ينسى حقده وهذا سيدعوه إلى الانتقام متى أتيحت له الفرصة و"الكردي عدو دينو" و "لا تحلّ ظهرك شكردي" و"الكردي به أول وه" أي لا يؤمن جانبه وكثير غيرها من الأمثلة التي تعدّ بالعشرات وكلّها تحذر منهم، وحبّذا لو كان آباؤنا وأجدادنا كوّنوا عنهم غير تلك النظرة لكن ليسوا هم السبب في ذلك بل أن هؤلاء لم يظهروا الودّ والمحبّة والوئام ليكوّن أجدادنا عنهم غير تلك النظرة المؤذية. وآمل أن تكون هذه الأمثال ابنة مواقف معيّنة لن تتكرّر وليت الجميع بما فيهم نحن وهم، نستطیع أن نتجاوز تلك الظروف ونقفز عليها وننظر إلى غد يكون مشرقاً للجميع فكلّ الناس أخوة والدين لله والإنسانيّة في مداها الواسع هي للجميع.

الإبن بلا إمّ لاشه بلا سمّ. عرف هلازخ كغيرهم قيمة الأم وقدّروها وضربوا أمثلة كثيرة تدلّ على هذا التقدير فالأم هي أقدس انسانة في الوجود.

إعطي والطي. إدفع وأنت راضٍ لا ينفع التردّد ولا تفيد المماطلة في ذلك. والطي تعني: اقعد على بوصك. ستدفع مرغماً شئت أم أبيت "إعطي وإنت مبسوط" أي: وأنت خوش زلمه.

ألف غَـلْبه ولا قَـَلْبه. ويقابله أزخينيّاً "ألف إمّ تبكي و لا إمّي" ويضرب لكثرة التقلّب في المواقف بما يتناسب مع المصلحة الشخصيّة ويتوافق معها حتّى وإن لاكت الشخص ألسن النقد والتهكّم لعدم ثباته على موقف واحد. وفي هذا بعض الذبذبة أو كما نقول: الإنتهازيّة في المواقف.

إنتْ إقتلْ وأنا تحملْ. هذا المثل ورد على لسان البطل القلثي إيشوع بن حنّا گبره وهو يخاطب القنّاص الآزخي الكمّكي أندراوس ايليّا أثناء شرّ (حرب) بيت حسّه (حسن بركات) الذي فقد في هذه الحرب ولديه ياسين ورسول، ويقال ولدي أخته وكانت المعارك تدور رحاها والبطل اندراوس يصيب في كلّ طلقة رجلاً دقّة إصاباته لم تكن لتخيب وكان إيشوع البطل وهو أيضاً أبلى بلاء حسناً يقدّم الذخيرة لأندراوس ليتمكن من المداومة على قنص الأعداء ومثل هذا القول برأيي لا ينقص من قيمة إيشوع صاحب المواقف وزعيم المفرزات التي كانت تغير على القرى الكرديّة في الهجوم المعاكس، ولاستعادة البعض ممّا كانت العشائر قد أخذته من طرش وطالان (الأغنام والأسلاب) آزخ وكان لابدّ من الحساب وكان حساباً عسيراً ذاقت القرى الكرديّة الويل من هجمات إيشوع حنا كبرة ورجاله البواسل.

الأمر أمرك والشّور شورك. وهو تسليم الأمور وإبداء الخضوع والعمل بما يلزمه الطرف المخاطب للطرف المتكلّم وهو وضع كلّ شيء تحت التصرّف لا يمسّ إلاّ بأمر أو طلب.

أحبّك وأخرا فعبّك. تقال للتحبّب وعلى سبيل المزاح والنكتة والتلاطف وهي تقال للصغار.

إنقحرْ علأخهو، قام ظربْ شحمهو. وقصّة هذا المثل حقيقيّة جرت أحداثها في قرية برا بيت (برا يبصا) والأشخاص هم عمي يعقوب زاديكه (حماي) وأخوه مراد المقيم في لبنان منذ مغادرة الفرنساوي من سورية إلى لبنان والشخص الثالث هو آدم من بيت ملكي الأخظر (أسفطون) حمو عمي يعقوب، والقصة هي أن عمّي يعقوب قدم ذات يوم من الخدمة (كان عسكراً فرنساوياً) وعلم أن مشاجرة وقعت بين أخيه مراد وحميه أدم ودون أن يسأل عن الدواعي ولا عن المذنب في هذه المشادة الأكثر من كلاميّة أسرع إلى بير (رفش) كان في الزاوية فأخذه على عجل وهوى به على رأس حميه ففدغه وأسال دمه وذهبت مثلاً.

أليف وبه مه دياتا دفه. تقال للنكتة وهي أن أحد المعلّمين كان يعطي دروساً للكتاتيب في تعلّم الحروف الهجائيّة وعرف أنّ والدة أحد التلاميذ هي جميلة جدّاً وكان عشق حسنها وتمنّى لو نال منها بغيته وكان لأجل ذلك وفي كلّ مرّة يأتي إلى هذا التلميذ يقول له هذا القول ويقصد به أريد أمّك (مه دياتا دفه) والتلميذ المسكين لم يكن يفهم ما يقصده المعلّم من ذلك وكان يظنّ أن هذا أيضاً جزء من الدّرس وفي كلّ مرّة كان الولد يذهب إلى البيت كانت أمه تسأله عمّا تعلّمه اليوم وبعد مضي مدّة من الزّمن على التعليم لم يخرج ابنها من دائرة "مه دياتا دفه" أريد أمّك. فغضبت المرأة غضباً شديداً، وعرفت القصد من كلّ ذلك فذهبت في ذات ليلة إلى المعلّم بعد انصراف التلاميذ ودون أن تدع أحداً يلحظها، وما أن خلت به حتى أوجعته ضرباً وهي تقول: ته دفه، و أز نافه، أي "أنت تريد وأنا لا أريد" وما كان من المعلّم وتحت جنح ظلام تلك الليلة السوداء، إلا أن غادر القرية هارباً وناجياً بريشه ولم يعد يسمع أحد عنه شيئاً.

إحمْ إحمْ رز بلحمْ. تقال للفت انتباه أو جلب نظر وهي كذلك للمزاح وعلى التتابع.

أرى احبابو نسي اصحابو. يضرب لمن يهمل أصحابه ويتناساهم ولا يعود يسأل عنهم كسابق عهده بهم عندما يلتقي حبيباً أو شخصاً آخر له معزّة تفوق المعزّة التي للأصدقاء، فمنزلة الأحباب تكون أكثر إلفة وانسجاماً وتآلفاً من الصدّاقة على الرغم من عدم صحة هذا التعميم فربّ أخ لك لم تلده أمك!

أمان ظمان! على الأغلب هو استخدام لفظي تركي عثمللي لكن يرد لدينا في لهجة آزخ كثيراً وتقابل: "حوّل بدّل".

أصار السّيف يطيب وأصار الكلمه ميطيب. إن الجرح الذي تسببه الكلمة المرّة والجارحة قد لا يندمل بسهولة وهو أشدّ وقعاً من ضرب الحسام، ويمكن لجرح الحسام أو السيف أن يلتئم مع مرور الزّمن أمّا الجرح الذي يؤدّي إلى إهانة الكرامة الشخصيّة التي تمسّ كيان الإنسان البشري فإنه من العسير أن يندمل مع مرور الوقت مع أن الوقت في مروره يقضي على الكثير من الأوجاع والمآسي، وهو علاج نافع للنسيان.

إلهي، إنت جاهي ومرتجاهي. دعوة صريحة وواضحة إلى التوجّه إلى الرّب فهو المعين الذي لا يخيّب رجاء المؤمن وهو خير نصير وأفضل من يتوكّل عليه.

إسمو على جسمو. يضرب للتناسب بين حالين أو وضعين أو موقفين والتطابق بينهما.

أشْ صار أشْ صارْ، السّنينير تمّوا الفارْ. للسؤال عن حدث فيكون الواقع الحاصل أمراً غير ذي بال وهو يقال على سبيل التتابع اللفظي لا أكثر.

ألله وأگبر والدّيك مشحور والجيجه عورة وقعتْ فالجورة. للمزاح والمداعبة ليس إلاّ.

ألله باسم الله. أي لم نبدأ بعد وهذا أول ما قوبلنا به، أي أول القطر غيثٌ.

الأحّد لا تحط عينك علأحّد. أي احترم يوم الأحد وقدسيته واعمل بما يلزم من احترام لهذه القدسية دون أن تكترث بما يفعله الآخرون كأن يعملوا في هذا اليوم أو يقوموا بغير ذلك من الأمور غير المسموح القيام بها وكما نقول: "كل غنمه من كرعوبا معلّقه يه" كلّ شخص مسؤول عن نفسه وعن تصرفاته ونقول: "كل واحد حكيم نفسو وه" لايؤخذ أحد بذنب غيره.

إمّي البيرْ بدّو رايه وتدبيرْ. ماء البئر مع كثرة ما يحتويه من كميّة فهو يحتاج إلى رعاية وتدبير لكي يستمرّ ونقول: "من رايتي وتدبيري حنطتي تاكل شعيري" وهو يضرب للتنبيه من خطورة الإسراف والتبذير فهما داء قاتل وعلى المرء أن يمدّ رجليه على قدر فراشه (لحافه) وألا يفعل كالجمل التي سئلت يوماً: لماذا تأكلين الشوك؟ أجابت: مراقٌ في البخش و لكلّ شخص مراق وطموح لكن ليكن بمقدار ما تسمح به الظروف وعلى المرء أن يفكّر بالغد وباستمرار وبإمكانيته الذاتيّة. و راية. يراد بها دراية أي علم و معرف.

إطلب الدّبس من طيز النّمس. ويقابل "أطلب الخير من معدنو" و "لا حياة لمن تنادي" يضرب لطالب حاجة في غير موضعها وممّن لا يرتجى منه خير في فعل ذلك والنمس: حيوان في حجم الهرّ يداه ورجلاه قصيرتان وله ذنب طويل يأكل الفئران والأفاعي الصغيرة.

إزكر الزّيب وحظّر القضيب. يضرب لمن يحضر لدى تحدّث المجتمعين عنه ونقول: "إبن الحلال حظر علكلامو" تناسب زمن حضور الشخص مع زمن الحديث عنه. وعندما يحضر على الأكل نقول له: "حميتك تحبّك" لأنه قليل ما تحبّ الحماة صهرها!

نحنه أش نقولْ وطمبورتنا أش تقول. و"نحنه أش إنقلْ وهوّه أش إيقلْ" ويضرب للتباين في موقفين أو لاختلاف أمرين ولعدم التطابق أو الانسجام ويضرب للمدهوش الذي يُسأل عن شيء فيجيب بعيداً عنه أو خلافه ويقابله "أريها السُّها (كوكب صغير) وتريني القمر" و "نحن في واد وهو في واد".

ألله فلعين ما أرينهوا بسْ فلعقل عرفنهوا. ونسبق هذا المثل دائماً بقولنا: قربان إسمو، ويضرب لوجوب تحكيم العقل في أمور الحياة كلّها وهو مثل له صبغة دينيّة إيمانيّة مسلّم بها.

أعزب دهر و لا أرمل شهر. لهذا المثل روح نكتة جميلة فالشّخص الأعزب لم يجرّب حلاوة الحبّ لذا فلا تفرق معه كثيراً إن هو لم يعرف المرأة، أمّا الأرمل الذي سال لعابه وشرب من لذات المتعة الزّوجيّة الشيء الكثي، إنما يصعب عليه ذلك لأنه وكما نقول: "سمّو وقع فالطّعمكه" وحرمانه من هذه المتعة (الطّعمكه) بفقده لزوجته إنمّا سيكون وقعاً غير هيّن عليه.

اخسلْ العنب من سمّو وخلّي اللحم فدمّـو. نصيحة وقائية طبيّة فغسل العنب قبل أكله له فوائد، أما إبقاء اللحم بدمه فقد ثبت علمياً صحته أكثر من غسله حيث تذهب كل مواده الغذائيّة مع الغسيل.

ألله يقطع من موظع ويوصّل من موظع. يضرب للحثّ على عدم فقد الثقة بالخالق أو لكي لا يسقط الإنسان أمام بعض التجارب القاسية وعليه أن يؤمن بأن الله سوف يعوّض ويمنح لأنه يحبّ أبناءه الذين لا يشكّكون في عدله و رحمته فإن وقع مكروه لشخص عليه أن يفهم أن تعويضه عن ذلك سيتمّ من طرف آخر أو بشكل آخر ويضرب لمن عوّضه الله عن خسارة ألمّت به.

أينا لْمَيْسِه ناموسُو كلب الشّيرو تيبوسُو. كنا نرددها ونحن صغار فالذي يأتي عليه الدور في لعبة من اللعب للقيام بعمله إن هو تأخر عن القيام بهذا المطلوب منه، يقال له مثل هذا الكلام.

الأهل علأهلْ والغريب علمهلْ. يضرب للتدليل على التراحم ووجوب احترام ذلك فالأهل هم أولا وأخيراً لحم الشخص ودمه والرابطة الجامعة لهم تفضل و تفوق أية محاولة محاكاة أو مقارنة بين الأهل من جهة وغير الأهل بالنسبة لهم من جهة أخرى. وهو يناقض مثل "الأقارب عقارب" ويناسب المثل "الدّم ميسير إمّي".

أحبّو وآكلْ زبّو. تقال لتدليل الأطفال والتحبّب بهم ومداعبتهم وملاعبتهم.

أوّلُ ما بدينا على حاجو صلّينا، لگلگو حاجي بگو. كنا نرددها ونحن صغار عندما نرى اللقلق وهو يطير أو يحطّ في موضع ما ولنا ذكريات جميلة مع اللگلگ أما حاجي بگو فكانت للسجع لا أكثر وتتبع ب سلّملي عل ميرمه.

أينا العلْ بالو لا يحرم حالو. وتقال في معرض حضور أكل أو ما شابه وهي دعوة مفتوحة (عزيمة).

أش يحما فيو وأش يبرد فيو. ويقابله: "كلامه ريحٌ في قفص" يضرب لمن لا يؤخذ بكلامه لكونه غير ذي شأن ولا يكترث به أو ليس له اعتبار.

إتقلْ وما إتقلْ. ويقصد: هاك هاكو و"علو هاك علو وه" لا تغيير ولا تبديل "على حطّة إيدك" ويضرب في حال عدم قبول النصح والإرشاد وحتى لو كان المرء على خطأ من أمره. أي سيّان نصحت أو لم تنصح.

أخوي أخوي أريدك تسير أمير، إختي إختي أريد أريك عتّنينيرْ. يقال أن قلب الأخت يكون أحنّ وأرقّ على أخيها وأهلها كذلك، فهي تتمنّى لأخيها المنزلة الرّفيعة والشأن الحسن وكلّ التقدّم كأن تريد أن تراه وهو يرفل بثوب الأمارة والجاه، فيما هو على العكس من ذلك يتمنّى لها أن تشحذ (تگدّي) على التنانير وهو تعميم قد لا يكون صحيحاً بالمطلق العامّ لكن لنعترف بأن البنت مرتبطة ومحبّة لأهلها ربمّا أكثر بقليل من الشابّ.

إعطي الفظّة تتفظّا. الفضّة عنصر أبيض قابل للسّحب والطّرق والصّقل وهو من أكثر المواد توصيلا للحرارة وهو من الجواهر النفيسة التي تستخدم في سكّ النقود. ويضرب هذا المثل للتدليل على أن دفع البرطيل قد يحلّ المشكل بل الكثير من المشاكل وخاصة في مجتمعاتنا العربية التي لا يراعى فيها النظام ولا القوانين المعمول بها ويقابله مثل أزخينيّ آخر هو: "البرطيل يقتل قتيل".

أش علي وأش خواجة علي. لا فرق بين أن تعظّم شخصاً وهو هو لا تغيير ولا تبديل فالألقاب لم تكن عمرها لتحدّد شخصيّة الإنسان ومدى فهمه وسيّان إن قلت علي أو فلت خواجة علي فعلي هو ذاته علي. ولن ترفع من مستواه في شيء.

الواحد إيسه گازناتو من نيساتو. على الأغلب لو أتت المرء مذمّة أو ملام من شخص غريب لا يكون وقعه بالقدر الذي يكون متى صدر عن أهل وحبيب والإنسان يثق بأهله ويعتمد عليهم ويؤمن جانبهم لذا تراه يسرع في الاستنجاد بهم واخذ مشورتهم متى وقع في حيرة من أمر أو مرّ بموقف صعب.

أين ينفعك وأين يجعك. يضرب لمن يعاني من ضربات متتالية لا تترك له مجالا لأخذ النفس أو الهروب.

إنّا حير وهونك وير. إنّا: يعني هنا. ويقصد أن لا راحة في كلا الموضعين، ويسعى المرء دائماً إلى أهون الشّرين.

إعطي الصّبي شالصبيّه وفلّتن فالبريّة. يراد من هذا أنه متى توفرت رغبة بين طرفين لزواج فعلى الأهل والآخرين أن لا يقفوا حجرة عثرة في طريق هذا الزواج والرزق على الله ليترك لهما أمر إدارة شؤونهما والله سيكون المدبر، فالفقر وغيره من مثل هذه الأمور ليس مهمّاً وهو ليس عيباً البتة.

إمبيرح كانوا غِرْب واليومه صاروا قِرْب. يضرب لتغيّر المواقف ولحصول حلاوة بعد عداوة.

چاخل تج حكمتك اظربْ ظربتك. متى سنحت لك فرصة الضرب إضرب ويقول المثل "إذا كنت سنداناً فتحمّل وإذا كنت مطرقة فاضرب" و يقول المثل الآزخي "منْ جا هواك زرّي" أي لا تنتظر وتطيل الانتظار إلى أن تفوت الفرصة المواتية.

امسك دابتك من سمّا مو ترظع من ديس إمّا. حكّم أمورك ودبّر أحوالك بشكل سليم عندها لن يأخذك ندم ولن تلوم نفسك على أمر أغفلته وحيث لم يكن من الواجب حصوله.

الإنسان كا تيبقى مرتاح لوماأكلت حاوى من التفاح. العودة إلى الخطيئة الأصلية والتي من أجلها جاء ربّ المجد وفدى نفسه عن الجميع ولي قصيدة في هذا المثل ستنشر على صفحات الموقع.

إفزع من العينيو زِرق وضراصو فـِرق. هذا مثل يراد منه التطيّر والتشاؤم ولست أدري مدى صحته من عدمه.

اليوم يومو وغده صومو. دع شأن الغد للغد فنحن أولاد اليوم واللحظة الحاليّة والحاضرة.

الفيو آهة مينساها ومعو إلى القبر ودّاها. الآهة هي مختصر العاهة كما يلفظها هلازخ ويقصد أن الذي تعوّد على شئ من الصّعب أن يتركه فهو يصبح عادة وقد يتحوّل إلى مرض ويقابله "من شبّ على شىء شاب عليه". ونقول "دوفكة الكلب حطّوا فالشبّوبة أربعين ستة چاخل طيلعوا كرتلخ انعوجت" و نقول أيضاً "حليمه رجعت لعادتا القديمه".

إبن الإبن لبّ القلب وإبن البنت إبن الكلب. في الحقيقة وللأسف الشديد هذا ما هو معمول به ووارد لدى جيل آبائنا القديم للولد الذكر دائماً الأفضليّة وأظنّ أن هذه هي إحدى مؤثرات المجتمع البطريركي (الأبوي) الذي يتجاهل حقوق الفتاة والمرأة وكنت كلّما أسمع هذا المثل من حماتي رحمها الله آخذ منها على خاطري لكني كنت أفهم أنها ليست الوحيدة التي تفكر مثل هذا التفكير فإنه عندما كان يأتي مولود ذكر كانت الفرحة تعمّ الدار والأهل أما متى كان المولود أنثى فيا ويل، حزن وغصّة وألم ويلقى أحياناً باللوم على المرأة لماذا تنجب أنثى ونسي الجميع أن البذرة المزروعة فيها هي من الرجل فهو السبب وليست هي. الحمد لله أن مثل هذه الأفكار المتخلّفة قد باتت تزول وصار للأنثى كإنسان قدر أعظم من الاحترام بل هي صارت تتميّز وتفوق الرجل في مقدار الاحترام خاصة هنا في أوروبا وصار علينا نحن الرجال أن نطالب بحقوقنا بعد اليوم!

أخي لا تكون رخي! أي انهض إلى الجد فما ينفع الكسل والتراخي وهوعلّة وداء واعلم أن في الحركة بركة ونشاط وحيويّة.

أكلو عالجيران وظرطاتو علحيطان. يضرب لمن يعيش عالة على غيره ولا يفكر في طريقة تجعله يخرج من هذه الحال التي كثيراً ما تطيب له و نقول "فلان إست الرّخيّة" كما نقول: "پرطخينة الخرا".

إخنامي افرشي ونامي. تضرب لقرابة زواج تقوم بين أسرتين والخناميّة هي المصاهرة.

أكل ومرعى وقلّة صنعة. يضرب للكسول والخمول الذي يكثر من الأكل والشرب ويقلّ من العمل والحركة إلى أن يصبح وكما نقول "بوص الگالوفه".

إظربْ و وجّعْ، طعّم وشبّعْ. ويقابلها: "حتّامَ تكرعُ ولا تُشْبِع" ويقصد تعطي دون أن يؤدي عطاؤك إلى شبع أي دون كفاية وسدّ حاجة.

الأقارب عقارب. ويقابلها: "ما أخاف إلاّ من سيل تلعتي" أي من بني عمّي وذوي قربتي.

إللي يبيعني بكليب, أبيعو بخرا كليب. يراد من المثل بأن الشخص الذي يقلل من قيمتي و لا يضع لي مقدارا من الإحترام فإني لن أعامله بمثل ما عاملني فحسب بل بما هو أسوأ من ذلك. فأنا سأحط من قيمته بمقدار يفوق الحد الذي عاملني به من التدني و الحط من قيمتي المعنوية و الأدبية و الاجتماعيّة.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 13-04-2020 الساعة 05:58 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-01-2009, 01:32 PM
نبيل يوسف دلالكي نبيل يوسف دلالكي غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 2,370
Arrow


الأستاذ فؤاد المحترم
تحية طيبة وبعد
مشكور على كل حرف كتب من قبلكم ولكم كل الفضل على كل أهل آزخ وبارك الله كل من كتب واجتهد لك مني كل التحية .
نبيل
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-01-2009, 04:37 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي

اقتباس:
الأستاذ فؤاد المحترم
تحية طيبة وبعد

مشكور على كل حرف كتب من قبلكم ولكم كل الفضل على كل أهل آزخ وبارك الله كل من كتب واجتهد لك مني كل التحية .
نبيل
سلام محبة لك أخي نبيل الأزخيني الوفي و المحب و كما تعلم و يعلم الجميع فإني خادم لكل أزخيني شريف في العالم و لن أتوانى عن فداء آزخ و شعبها أينما كانوا بدمي و بمالي و بروحي. آزخ و شعب آزخ أمانة تاريخية في أعناقنا جميعا و على كل شخص صاحب موهبة فنية أو أدبية أو فكرية أو علمية أو غيرها أن يسخّرها من أجل خدمة آزخ و الشعب الآزخي العظيم الذي أفتخر بأني واحد من أبنائه المحبين له و سأبقى أدافع عنه حتى الموت. و إنّي أهيب بكل من لديه إمكانية الكتابة و لديه المعرفة ألا يتوانى عن تقديم ما لديه فآزخ تجزأت و قد تجتمع أجزاؤها لتكون تاريخها المندثر تحت ركام العنف و الإرهاب و القتل و الحقد الديني الذي عصف بشعبها عبر الأجيال الطويلة. و توجد لدي الكثير من المخطوطات التي وضعتها حول لهجة آزخ و تراثها عموما و كذلك تاريخها و تاريخ عشائرها.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke