Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2014, 04:56 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي بينَ إلهِ الخيرِ و إلهِ الشّرّ بقلم: فؤاد زاديكه

بينَ إلهِ الخيرِ و إلهِ الشّرّ

بقلم: فؤاد زاديكه


إنّ إلهَ الخير يتمثّلُ بأقانيم ثلاثة واحدة الأبعاد بنتائجها و بالهدف الذي ترمي إليه، و هذه الأقانيم الثلاثة الوحّدة في إله الخير هذا، هي الفرح و السّلام و المحبّة. الفرح على اعتباره شعوراً سعيداً يدفع إلى الراحة و الهدوء و أمّا السّلام فهو حالةُ الأمن و الطمأنينة و أمّا المحبّة فهي أمّ الكلّ، بها يشعر الإنسان بإنسانيته لأنها نكران الذات و الانفتاح على الآخر و قبوله، إنها التي تعطي من ذاتها لأجل الآخرين فهي بالنتيجة تضحية. و عندما يتوفّر كلُّ هذا باتحاد هذه الأقانيم الثلاثة، عندها يكون العطاء و البناء و يحصل التقدم و التطوّر، و هذا الإله هو الإله الحقّ، و الذي لا يمكن أن يكون إلاّ الحقّ و لا سوى الحقّ.
أمّا إلهُ الشرّ الثلاثي الأبعاد بأقانيمه الظالمة و الطاغية، فهو لا يعرف الرحمة لأنّ أبعاده و قوائمه ترتكز على ثلاثيّة الحزن و الحرب و الكراهية. إنّ الحزنَ كابوسٌ يقهر النفس و ينقلها إلى حالة داكنة من اليأس القاتل، و أمّا الحربُ و ما تجلبه من ويلات و كوارث و مآسي فهي طغيانٌ مدمّر لكلّ أوجه الحياة و هو خرابٌ شاملٌ قد لا ينجو منهُ أحد، و أمّا الكراهية فإنّها أخطبوط خبيثٌ لا خلاص من براثنه، و لا نجاةَ من سطوة أذرعه، إنّه ثِقلٌ مُستَحكِم و همجيّةٌ هوجاء و كلّ هذا يخالف قواعد الحياة و ينفي قيمها الأخلاقيّة.
كانت الحربُ الضروسُ و لا تزالُ قائمة بين إلهي الخير و الشرّ بين النهار و الظلمة، بين الحقِّ و الباطل و بينَ العلم و المعرفة و الجهل و الغباء. يستمرّ هذا العداء و التباين و الصراع و تذهب أضحيةٌ و تهيجُ شياطينٌ و لا أحد يستطيع تقدير حجم نتائج كلّ ذلك، لكنّ كلَّ شخصٍ له وعي و إدراك، و له عقلٌ و شعورٌ إنسانيّ يستطيع أنْ يميّز بين هذين الإلهين، لأنّ آثار كلٍّ منهما تكونُ ظاهرةً و محسوسةً في حياة البشر.

منذ الأزل، كان هذا و سيبقى إلى أن ينتهي كلُّ شيء، هل علينا أن نفعل شيئاً حيال هذا الواقع الحاصل؟ بالطبع يمكننا فعل الكثير و الكثير جداً، إنْ توفّرت لدينا النيّة الحسنة و من ثمّ الرّغبة بالفعل و بالتالي الوعي و الذي هو السلاح و العون الذي عليه سيكون الاعتماد على خوض المعركة للدفاع عن جانب الخير.

إنّ الجهلَ و أولاده المعروفين كالخوف و الشكّ و التخلّف من الواضح أنهم الأكثر تأثراً بهذا بالوقوعِ في فخِّ إلهِ الشرّ لوجود قواسم مشتركة كثيرة بينها و بين هذا الإله الذي يعتمد على هذه الشّرائح الاجتماعيّة ليستخدمها في تنفيذ أجندته الخاصة و تحقيق مراميه، التي تدعو إلى نشر الكراهية و الحقد و إلى شحن النفوس بمشاعر غير إنسانية و غير أخلاقية، مما يجعلها تساهم في سعير نار الحروب و تأجيج الفتن و نشر المفاسد و الشرور، بينما يقف إله الخير على النقيض من ذلك تماماً فهو يدعو إلى المحبة و يسعى لنشر السلام ممّا يجعل الفرحَ عامّاً و الهدوءَ شاملاً.

لنا أن نقف مع هذا الإله الصالح المحبّ و العادل و الأمين و لنا كذلك أن نقف مع ذاك الإله الآثم العدواني و الطاغية المجرم، الذي لا يعرف سوى لغة الموت و الخراب و النار، من خلال هذه المعادلة و الاصطفاف يمكن أن نعلن عن إنسانيتنا للآخرين كإخوة لهم في الإنسانية، نعمل معاً، نفرحُ معاً و نحزنُ معاً، و يمكن أن يكون اصطفافنا خارج حدود المنطق و العقل ليكون في حزن الآخرين فرحاً لنا و في قتلهم شعوراً بالعظمة و في تهجيرهم و قهرهم و إذلالهم شعوراً بالفوقيّة المزيّفة، التي تسوقها أفكار هذا الإله المتخلف و الحاقد الجاهل.

إنّ شعرةً دقيقة تفصل بين خياري الحياة و الموت و بين السلام و الحرب و بين السعادة و الشقاء، فليكنْ اختيارنا صحيحاً، إنسانيّاً، جامعاً و سلميّاً. لنا الخيار و اتخاذ القرار و للآخرين و للحياة الحكمُ علىصابة أو عدم صوابيّةِ اختيارنا. لكنْ ليكنْ اختياراً نابعاً من الذات و عن قناعة و فهم و معرفة و دراية، و إلا فسوف يكونُ اختياراً سيئاً نتيجته السقوط.

إلهُ الخير هو السلام و أمّا إلهُ الشرّ فهوَ الإرهاب

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke