Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
كان البارحة معنا و اليوم رحل. بقلم: فؤاد زاديكه
كان البارحة معنا و اليوم رحل بقلم: فؤاد زاديكه إنّ حياتنا على هذا الكوكب الأرضي السيّار أشبه ما تكون بوقفة, أو بعدّة وقفات لنا نستطلع من خلالها النظر إلى الماضي بتقييم و تصويب لنستجلي منه ما يمكن أن تكون لنا فيه عظة أو حكمة أو فائدة. إنّ الفرح اليومي لا نشعر به و خاصة متى صار روتينا يوميّا مملاّ, نمارسه هرباً أو هروباً من السأم و الملل الذي صار له حضورٌ مميّز في حياة إنسان هذا العصر. الفرح هو وجه من وجوه الحياة الجميلة و التي ربما يريد أكثرنا العمل من أجل الوصول إليه بشتى الوسائل, لكن و كما نرى فإن أمواج المشاكل اليومية و هموم العصر و الأسرة و المجتمع و الوطن و العالم- و هي لا تتجزأ- تهزّ منّا مضاجع تحقيق هذا الحلم الفرح, كيف يمكن لنا أن نتعامل مع هذه الحالة؟ و إلى أي مدى يمكن المضي على هذه الطريق؟ و هل هناك معايير و أسس ثابتة و صحيحة نستطيع من خلالها الحصول على الفرح؟ الفرح كغيره من حالات النفس البشرية المتعاملة مع جملة المشاعر و الأحاسيس و العواطف, هي ليست مطلقة, بل أنّها حالة قد تكون عرضيّة و قد تكون آنية و قد تطول مدّة التعايش معها و الإحساس بها و قد تقصر. فهل يحقق لنا الفرح السعادة التي نرغب فيها و نأمل أن تكون دائمة في حياتنا؟ و كما الفرح فالحزن كذلك هو حالة شعوريّة تعصف بنا من وقت آخر أو تتقاذفنا أمواجها العظيمة و القاسية فتجعل كل شيء في حياتنا ضبابيّا و ميئوساً منه و ربما غير قابل للحل متى وصلنا إلى مرحلة الإحباط النفسي التي توصل بالتالي إلى الاكتئاب! وُلِدْنا دون إرادتنا فصرنا عالةً على هذه الحياة, و ليس بمقدورنا أن نديرَ لها ظهورَنا البتة, لأنّ قيامنا بمثل هذا العمل ضياع و خيبة أمل و بؤس, ليس فيه الرجاء المطلوب. ماذا علينا إذا أنْ نعمل؟ أعتقد أنّه و بتبسيط تام يمكننا أن نفهم بأن الموت و الحياة هما مصير مكتوب لجميع الكائنات! و متى استوعبنا هذه الفكرة بروح متفهمة و واعية استطعنا الوصول إلى ما نبتغيه و تحقيق ما نصبو إليه من أهداف نبيلة و سامية أقل ما فيها أننا نفهم لماذا نحن هنا على هذه الأرض و ما الذي يجب علينا فعله من أجل أن يكون مسير حياتنا مرضياً لنا و للآخرين. كان البارحة فلان معنا يفرح معنا و يحزن معنا, يجالسنا و يشاطرنا الطعام و الحديث و الأفكار. كانت فيه حياة متحركة و حيوية تبعث على الأمل و الشعور بالراحة. أما اليوم فهو لم يعد بيننا, غادرنا إلى حيث يجب أن يكون إلى تلك الدار الآخرة التي يقال عنها بأنها حياة عفيفة و طاهرة و مأمونة لا خوف فيها و لا قلق و لا أحزان و لا متاعب و لا بحث عن توفير لقمة العيش لأن غذاء الروح خالد ليس يبعث على جوع و الأمن و الأمان أبدي ليس فيه خوف و لا قلق و لا يأس. كان البارحة هنا ففرحنا به, فيما اليوم لم يعد هنا فحزنا له. إنها معادلة غير سليمة و غير صحيحة الأركان فنحن ضيوف على هذه الحياة شئنا ذلك أم أبينا, لماذا نفرح للولادة و نحزن للموت؟ الولادة مظهر للحياة و الموت مظهر آخر للحياة لكن من نوع يختلف, الحياة رجاء و سعادة و نعيم و متعة أرضية زائلة و ناقصة و غير آمنة و مضمونة, فيما الموت حياة ثانية من نوع غير هذا النوع الزائل, إنّها حياة فيها خلود و لا تعرف العبثية و لا التحايل و لا الكذب و لا النفاق و لا الخسارة و لا الربح و التي كلها و أشياء أخرى كثيرة غيرها هي بعض وجوه هذا العالم الفاني. أحبائي الولادة هي حياة نفرح بها و تبتهج نفوسنا لأننا نعيش بفكر الإنسان و نتحرّك بمقود العاطفة و المشاعر و جملة الأحاسيس التي توجه كل مقوّمات حياتنا هنا. لكنّ الموت هو يقظة من هذا الوهم الذي نعيشه على هذه الأرض, الموت هو انبثاق ميلاد عهد جديد مع الخير المطلق الذي هو الرب يسوع المسيح, لماذا نحزن للموت؟ إنّنا بحزننا للموت قد نروي غليلا لنا و قد نشبع حاجة لدينا, لكننا نغضب الرب الذي يحبنا. لطالما حياتنا ليست ملكاً لنا فليس من حقّنا أن نَغْضَبَ متى فقدناها أو فقدنا عزيزا أو محبّاً. بكل محبّة أقول: لا تبكوا على الموتى, بل ابكوا على الأحياء. إنّ الموتى بلغوا الراحة و هم انتقلوا ليعاينوا مجد الآب كما هو مكتوب, أما نحن المساكين الذين لا زلنا ننتظر قدوم تلك السفرة المعدّة لنا علينا أن نبكي على أنفسنا لأنها ابنة الهلاك لطالما تعيش في حياة الخطيئة و الشرور. كان البارحة هنا يعيش عذاب هذه الدنيا و يعاني من همومها و متاعبها, رحل اليوم و ترك كل أسباب تلك المنغّصات و المتاعب و الآلام فهل علينا أن نبكي عليه؟ أم علينا أن نبكي على أنفسنا؟ لا تُغْضِبُوا الربّ لأنه متى أراد أن يأخذنا إلى حضنه فهو لأنه يحبّنا كلّ الحبّ و لأن الرب محبّة. أطيعوا الرب في عدم الاعتراض على حكمته و مشيئته, كونوا أمناء من أجل العمل مع روح كلمته قلبا و ضميراً و ممارسة. افرحوا و تهللوا بالموت لأنه انتصار على ضعف الحياة. و لأنه بداية المشوار للحياة الأبدية التي في الرب له المجد. اقلبوا الآية و ليكن في الولادة حزنٌ لأنّها أمانة من الرب أعطيت لنا و سنُحاسَب على إهمالنا القيام بواجب المحافظة على هذه الأمانة و رعايتها, و ليكن في الموت فرح لأنّه الولادة السماوية الجديدة و لأنّه نهاية توصيل الأمانة إلى صاحبها. |
#2
|
|||
|
|||
بكل محبّة أقول: لا تبكوا على الموتى, بل ابكوا على الأحياء. نعم اخي المحبوب فؤاد لقد اصبت الهدف تماما ويا ليت كل من يقراء هده العبارة ان يسئل نفسه لمادا اشكر الرب من اجلك اخي فؤاد وليباركك الرب مع اهل بيتك ماران اثا
|
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|