مداخلتي قبل قليل على برنامج الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي في أكاديميّة رياض الشعر
مداخلتي قبل قليل على برنامج الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي في أكاديميّة رياض الشعر و الأدب و كان موضوع حلقة اليوم عن النّفاق و الانسان المنافق:
"النّفاق من الصّفات السيّئة التي تسود حياة البعض منّا و يتمّ تطبيقها عمليًّا بحقّ أناس أبرياء لا ذنب لهم لتنال منهم ما تنال من خلق متاعب تنعكس سلبيًّا على سلوكهم و حياتهم.
الشّخص المنافق يتميّز بصفة الكذب و قول ما ليس حقيقيّ و هو يدرك تمامًا خطورة ما يفعله. فالشخص المنافق له وجهان وجه ظاهريّ يناقض وجهه الباطني فيقول شيئًا بينما يفعل شيئا مغايرًا له.
إنّ النّفاق هو بالتأكيد أخو الشّرّ لهذا هما من فصيلة واحدة. لقد ثبت بالواقع أنّ كلّ منافق هو مخفق في سعيه فاشل فيه و هو مذموم اجتماعيًّا و ساقط أخلاقيًّا.والشّخص الذي يمارس النّفاق غير محبوب من قبل أصدقائه وعندما يكتشفون نفاقه سرعان ما يبتعدون عنه فيبقى وحيدًا شاعرًا بذنبه و نادمًا عليه.
ليس بالسهل معرفة المنافق و كشفه إلّا بعد تكرار مرّآت نفاقه و حالات خداعه للنّاس. لكنّه ينكشف بسرعة لانّ حبل النّفاق هو الآخر قصير مثل حبل الكذب.
إنّ المنافق عادةً يمتاز بصفة إظهار حلاوة لسانه و منطقه للناس لكنّه يحمل في باطنه ما يغاير ذلك فهو مرّ في واقع الأمر لانّه يؤذي الآخرين وهناك النّفاق الاجتماعيّ و هو يظهر في أساليب كثيرة أغلبها ملتوٍ وقد ساد في العصر الحاضر أكثر من الأوقات الماضية بسبب المصالح و تناقض هذه المصالح و سعي كلّ منافق إلى الوصول لغرضه بأسهل وسيلة مهما كلّفه الثّمن عملًا بالمبدأ الماكيافيلي القائل: الغاية تبرّر الوسيلة. إنّنا نعيش في عصر قلّت فيه القيم الإنسانية إن لم نقلْ انعدمت".
__________________
fouad.hanna@online.de
|