مشاركتي على موضوع الأمثال الشعبية وهو موضوع اليوم للدكتورة إنصاف أبو ترابي في برنامجها الاسبوعي المعروض في أكاديمية رياض الشعر و الأدب
بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى
موضوع الأمثال الشعبية يحمل أهمية كبيرة في حياة جميع الشعوب إذ ما من شعب منها إلّا و له الكثير من الأمثال الشعبية و التي هي جزء أصيل من تراث الشعوب لأنّها تحمل صورة و انطباعات عن مستواها الثقافي و مدى وعيها الاجتماعي كما أنّها تعبير عن حالتها الاقتصادية و السياسية و الثقافية فهي ركن أصيل من الموروث الشعبي فهي لم تندثر بل أضيف إليها الكثير مع الزمن. لكنّ المعيب فيها هو أنّ بعض هذه الأمثال لم يعد يلائم العصر الحاضر لكونه يحمل أفكارًا قديمة لا يمكن القبول بها. و على العموم فلها جانبان إيجابي و سلبي و يمكن لنا الاستفادة من الأمثال ذات الطابع الايجابي لنتجنّب تلك السلبيّة. و قد كُتِبَ الكثير من الكتب بأمثال الشعوب و أنا شخصيًا لدي مخطوط لم يتم نشره بعد في أمثال الشعب الازخي الذي انتمي اليه بعنوان (المنتخب من جداول آزخ الصافية فيما جاء من الأمثال على النّحو و القافية) كما لي مخطوط آخر عن الأمثال بعنوان (پَزيرِيكْ مِنْ طاڤات الشّليّة في ذكر الأمثال الآزخيّة). واللهجة الازخية هي بالأصل عربية قامت على انقراض سرباني دخلت عليها كلمات تركية و فارسية و كردية و بعض الافرنجيّة. و من أمثالها الازخينية: رّبي ابنك بلا أجلو ميموت. المالو إمّ مالو مفتح سِمّ. الأجل جا و صاحب الأجل ما جا. من قامتي لطربتي. الخ....
سنأتي على ذكر بعض الأمثال الشعبية التي لم تعد مقبولة أو هي تسيء للرّجل او المرأة أو للحياة الأسرية او الاجتماعية:
ضلّ راجل و لا ضلّ حيطة. يامأمنة الرجّال يا مأمنة المي في الغربال. الأقارب عقارب. الرجالة غابت و الستّآت سابت. الرجّآلة عند أغراضها نسوان. ما لا يقدر عليه الشيطان تقدر عليه المرأة. عقربتين على الحيط و لا بنتين في البيت. كبّ القدرة على تمها البنت تجي على امها. المرأة أفعى و متحزّمة بإبليس. و غيرها كثير جدًا لا حصر له لا يحمل أيّ مفهوم بنّاء أو إيجابي يمكن أن يكون مفيدًا.
لكن على أيّة حال فإنّ الذين وضعوا تلك الأمثال كانت لهم وجهات نظر خاصة بذلك إذ من المعروف انّ المثل كان يتمّ ضربه في حالة معيّنة أو حدث او موقف ثم ينتشر و يتّسع انتشاره أكثر مع مرور الوقت الخ....
(النساء في أمثال الشعوب ) موسوعة لمؤلفة هولندية تتحدث فيها عن أمثال شعبية عن المرأة صدر بالإنجليزية سنة ٢٠٠٤ في الولايات المتحدة تقع ترجمتها العربية في ٦٣٣ صفحة صدرت ترجمتها في القاهرة عن دار الشروق ترجمة هالة كمال ومنى ابراهيم الاستاذتين في كلية الآداب بجامعة القاهرة. مما يدلّ على أهمية الأمثال الشعبية في حياة الشعوب و تاريخها. و اعتقد أنّه ظهرت كتب كثيرة في مختلف البلدان العربية كلّ يتضمّن الأمثال الشعبية بلهجة هذه البلدان كالمصرية و السورية و العراقية و السعودية واللبنانية و الفلسطينية والأردنية والجزائرية وغيرها و هذا أمر جميل يساعد على حفظ هذه الأمثال من الاندثار.