مشاركتي قبل قليل في مجلة نداء الروح لفرسان الكلمات على برنامج بوح الصورة و كان حول غربلة الأصدقاء. تقديم الأستاذة إيمان ناصر
غربال الحياة هو من يقوم بتصفية مجموع الأصدقاء ليُبعد عنّا عديمي الوفاء و يُبقي لدينا منهم الأوفياء. الصداقة نعمة من نعم الحياة و كلّ إنسان منّا, بحكم كونه اجتماعيًا فهو بحاجة ماسّة إلى صديقٍ يكون معه على السرّاء و الضّرّاء, لكنّ بعض مشاكل الحياة تجعل البعض منهم يبتعد عنّا و يتركنا في أوقاتنا العسيرة و الصّعبة بينما البعض الآخر يبقى معنا إلى نهاية المطاف دون أن تغيّره ظروف الحياة مهما كانت قاسيةً. على هذا النّحو علينا أن نكون حذرين بالتّعامل مع الأصدقاء, فحين نرى صداقة أحدهم أو بعضهم لم تعد نافعة أو صادقة فعلينا واجب التخلّي عنهم و التّخلّص منهم بإبعادهم عن حياتنا و بشكلٍ نهائيّ, لأنّهم بهذا يُشكّلون عبئًا علينا. الصداقة تعني الوفاء و الصديق لوقت الضّيق, فعندما لا يلتزم الصديق بصديقه في وقت ضيقه, فلا حاجة له به, و نرى في الحياة أشكالًا كثيرةً من هذا النّوع, هم يتقرّبون منك عندما تكون في أحسن أحوالك و ظروفك بينما تراهم أنفسهم يبتعدون عندك في لحظة معاناتك. إنّ مثل هؤلاء الأصدقاء ليسو جديرين بأن يظلّوا ضمن قائمة الأصدقاء و لا حتّى في قائمة حياتنا, فمن يتخلّى عنك في ساعة حاجتك لعونه, لا يكون جديرًا بحمل كلمة الصديق. الصداقة الحقيقية تعني التّضحية و الوفاء و الإخلاص.