Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2014, 02:56 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,001
افتراضي لكي يصبح الإسلام سويّاً بقلم: فؤاد زاديكه

لكي يصبح الإسلام سويّاً

بقلم: فؤاد زاديكه


من أغرب غرائب المسلمين و أعجب عجائبهم أنهم حين يريدون الهروب من واقع أدلة دامغة و ثابتة في مراجعهم الأساسية و المعتمدة كالقرآن و الأحاديث و السنة، يحاولون على الدوام الانحراف عن الهدف و السّعي للتبرير و لتسويق الحدث، لكن عندما يقفون أمام حائط مسدود بانعدام الحجة و ضياع الدليل و فقدان بوصلة المنطق تراهم يتحججون بأسباب تافهة و بمبررات لا يقبلها عقل الإنسان. فأنت عندما تأتي لهم بآية ما من القرآن تخالف روح العقل و تناقض المنطق و الفهم الموضوعي(و ما أكثرها في القرآن و الأحاديث) تراهم يتهمونك بأنك لا تفهم القرآن و لا أسباب النزول و غيرها من خزعبلات اتهامية، كلّها ترمي إلى التهرّب من المواجهة الفكرية التي تحتاج إلى أدلة المنطق و إلى ثبوت الفهم العقلاني.
أما عندما تواجههم بسبب النزول الذي لا يمكن أن يكون لمثل هذا الوقت و لا يتناسب مع ما يحصل اليوم في الحياة يصرون على وجوب التمسك بها كنصّ مقدّس لا يقبل أي تغيير أو تبديل أو يخضع لأي نقاش، فهو على حدّ زعمهم، نصّ ربّاني مثبت في اللوح المحفوظ، و كأنّ هذا اللوح الذي حفظه إله الإسلام كان لشعب دون غيره، بل لقبيلة دون غيرها و لأشخاص دون غيرهم، أي أن إله الإسلام و محمد كان ترك جميع أشغاله و إدارة شؤون الشعوب الأخرى لينصبّ جلُّ اهتمامه على شبه جزيرة العرب و ما يجري فيها من أحداث، أو أن المسلمين آمنوا بأنهم الشعب الوحيد على هذه الأرض و أن الله هو لهم لوحدهم، و أنه عاملٌ يعمل لدى محمد و يأتمر بأوامره و يلبّي رغباته الجنسية و غير الجنسيّة و التي لم تنتهِ إلاّ بعد موته.
عندما تحشر المسلم في زاوية الحوار و يقع في حيرة كبيرة من نصوصه الغبية التي تمتلئ بها كتبهم هذه، يستميت بالدفاع اليائس عن خيبة أمله، و آخر ما يلجأ إليه هو الاستسلام بما أنزل و يبدأ بكيل الشتائم و السباب لك، و يتهجّم عليك و يتّهمك بالعداء للإسلام، و كلّ هذا من أجل حرفك عن محور النقاش و عن أساس الفكرة. يحاول القفز بحركات بهلوانية تصيبك بالغثيان، لأنه يفتقد المنطق و لا يجد الحجة الكافية لمتابعة الحوار، و من خلال كلّ ما دار بيني و بين مسلمين حول الإسلام و نبيّ الاسلام و جرائم الاسلام التاريخيّة و المعاصرة لم أجد مسلماً واحداً أتمّ حواره، كما يجب الحوار، فإمّا أنه يقطع الحوار بعد تهجّم و اتّهام، أو يقول: إن الله يريد هذا و ما إلى ذلك من نتائج تثبت عجزهم و الأرضية الهشّة التي يقفون عليها، فهو إيمانٌ أعمى بدون فهم و بدون وعي، و كثيراً ما عجز محاورون مسلمون و لم يتمكنوا من الاستمرار بالحوار بحجة أنهم غير فقهاء بأمور الدين و ليسوا بمتخصصين فيريدون إحالتك إلى شيوخهم، علماً أنهم الذين أجبروك على خوض الحوار معهم، المسلم يدفعك إلى النقاش بأمور دينه و هو منفوخ الريش و منتفخ الفكر و البطن ثم ينسحب بعد عجزه و إفلاسه ليقول لك أنه لا يملك صلاحية الحوار و لا العلم و الثقافة الدينية التي تخوّله لذلك، دون أن يسأل نفسه لماذا أقحم و يقحم الآخرين في نقاش ديني ثمّ سرعان ما يتقزّم مجهوده و يتحجّم مقداره.

نعود لنسأل كلّ مسلم _ و من حقّنا ذلك_ إذا كانت جميع هذه الآيات القرآنية و الأحاديث العنعنية (عن فلان عن فلان عن فلان الخ....) جاءت لأوضاع معيّنة و بزمن معيّن و لأشخاص معيّنين فما هي حاجة مجتمعاتنا لها و هي صارت من الماضي من جهة و من جهة أخرى لم تعد تناسب الأحوال القائمة و لا الظروف السائدة في جميع المجتعات البشريّة؟ من الغريب أنها جاءت كما قلنا لحالات معيّنة و خاصّة جداً، و يريد المسلمون اليوم تطبيقها و العمل بها. ما هي الفائدة من ذلك؟ و هل يمكن تطبيق جهل الماضي بكل شوائبه و تخلفه على الحاضر الغني بتجاربه و معارفه و مختلف أنواع علومه؟
و حين ينعقد لسان المسلم أمام خرافات الأحاديث فإنه يتململ خجلا ليقول أن هذا الحديث ضعيف أو غير متفق عليه أو أو أو و إلى ما هنالك من سخافات تبرير و مماطلة لا طائل منها، و هنا نقول متى كان هذا الحديث أو غيره ضعيفا فماذا يعمل في كتبكم لغاية هذا اليوم و نحن في القرن الحادي و العشرين؟ إنكم لا تزالون تستخدمون هذه الأحاديث و الآيات و غيرها كالمعجون تصنعون منه الأشكال التي تروق لكم لتبقي عليها، ما الداعي لاستمرار العمل بها؟ هل من جواب؟
عندما لا يفيد نصٌّ من هذه النصوص فإن بتطبيقه سيكون ضرر عظيم على المجتمعات. ما إمكانية تطبيق (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) و نحن نعيش خارج حدود جزيرة العرب هذه؟ أم يمكن لأصحاب الفتاوى الغريبة و المريبة أن يطوّروا عبقرية محمد هذه بإضافة من (جميع بلاد الاسلام)؟ و من ثمّ يضيفون لها لاحقاً (من كلّ بلاد العالم)؟ فعلا أمر غريب و مستهجن و قبيح! أو ما حاجتنا اليوم لآية نزلت على زينب بنت جحش أو عن أبي لهب أو حمّالة الحطب و نحن في عصر السيارة و الطائرة و السفينة و الصاروخ و المركبة الفضائية؟ ما هي الغاية من تطبيق مبدأ (لا تبادروا اليهود و النصارى بالسلام) لماذا؟ و أن تبقى إنسانية البشر في مقاطعة الآخرين و العيش بانغلاق عنصري لا يعرف غير الكراهية و الحقد الذي من نتيجته الطبيعية ممارسة العنف و الترهيب و الاقصاء و القتل؟

يحتاج المسلمون إلى وقفة واعية و صادقة و جريئة مع أنفسهم، فيعيدوا تقييم أخطائهم و الاستفادة منها لكي يستطيعوا بناء جديد سليم معافى من الخزعبلات و الترهات و الأفكار الظلامية التكفيرية. نسمع كثيراً هذه الأيام رجال دين و غير دين من المسلمين يتحدثون عما يسمونه بالاسلام المعتدل و أنهم ضد التطرّف و الغلواء و ضد الفكر التكفيري، بعدما انكشف وجه الاسلام و بانت حقيته الخافية للجميع و التي تتمثّل بالعنف و الارهاب و القتل و قطع الرؤوس و تدمير دور العبادة و تهجير الناس و إرغامهم على دخول الاسلام بالقوة أو سيواجهون الموت. لماذا الاستغراب من كل هذه الأفعال؟ ألم يكن نبي الاسلام و أتباعه يفعلون هذا مع اليهود و النصارى و المشركين و مع الأقباط و الأمازيع و الشعوب الأخرى التي غزوها و احتلوها و استعمروها و استعبدوا شعوبها؟
السعودية التي تتباكى على ما يجري في العراق و الشام و غيرها هي المصدر الأول للإرهاب انطلاقا من فكر محمد بن عبد الوهاب تلميذ معلم الإرهاب الأول ابن تيمية. ألم تدعم السعودية و غيرها من دول الخليج تنظيم القاعدة و طالبان و غيرها من المنظمات الإرهابية المتطرفة؟ أليست السعودية التي جمعت بعض الدول فيها البارحة لبحث تطرف داعش و همجيته هي التي لا تسنح لغاية اليوم بتداول الانجيل فيها و لا بالسماح ببناء الكنائس؟ هل محاربة الارهاب و التطرف و داعش يكون بالكلام أم بالفعل؟ شجعت السعودية الارهاب الاسلامي في كل مكان و هي اليوم تدفع الثمن لأنها أصبحت تعاني من نتائج أفعالها حيث انقلب السحر على الساحر. سأصدق مساعي السعودية في محاربة التطرف و الارهاب عندما تغيّر مناهجها الدراسيّة التكفيريّة. نعم سأصدقها و أصدق غيرها عندما تزيل إشارة سيف محمد المسلول من على رايتها الوطنية. سأصدقها عندما تسمح ببناء الكنائس و بحرية التعبير الديني و الشخصي فيها أما غير ذلك فكله رياء و نفاق و تضليل و هو بمثابة ذرّ الرماد في العيون، و الغرب و أمريكا يعرفون هذا جيداً.
لكي تحارب التطرّف عليك أن تكون منفتحا واعيا لا إقصائيا
لكي تكون جديّاً و صادقاً في مكافحة الإرهاب و استئصال جذوره من المجتمعات المسلمة إمّا أن تلغي القرآن و الأحاديث نهائياً أو أن تنظفها من الأوساخ العالقة بها من فكر ابن آمنة المتطرف و الجاهل.
لكي تصبحوا معتدلين اعترفوا بحقوق الآخر و لا تكيلوا بعدة مكاييل
لكي يصبح الاسلام محترماً و مقبولاً أزيلوا حقول الألغام الكثيرة التي يحتويها الإسلام بنصوصه التكفيرية الجهادية الحاقدة لأنها تفجّر المجتمعات
لكي تصيروا بشراً أسوياء و محترمين بنظر الناس و أبناء مجتمعاتكم الآخرين أبعدوا الدين عن السياسة و لا تتاجروا به.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 25-08-2014 الساعة 04:06 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:58 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke