Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-06-2007, 08:02 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
افتراضي بداية انهيار حلم الدولة الفلسطينيّة. بقلم: فؤاد زاديكه

بداية انهيار حلم الدولة الفلسطينيّة
إنّ ما جرى و ما يجري في قطاع غزّة من اقتتال داخلي بين فصيلي فتح المعتدل و الذي يتمثّل في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس المنضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية و بين حركة حماس خالد مشعل الأصوليّة و المتشددة المدعومة إيديولوجيّا و معنويّا و إعلاميّاً من الإخوان المسلمين في مصر و عسكريا كذلك, و من كلّ من سورية و إيران دعما لوجستياً و عسكريا و مادّياً, ممّا أدى إلى مقتل العشرات و قتل الكثيرين بعد أسرهم بشكل فظيع و غير أخلاقي و تحت أنظار عائلاتهم دون أن تظهر قنوات العرب ما يجري و دون أن تستنكر ما قامت به و ما تقوم به هذه المجموعات الإجرامية الخارجة على القانون الأخلاقي و الإنساني و الشرعي.
عندما تقوم إسرائيل بالتعدي و قتل أحد الفلسطينيين تقوم قائمة العرب و لا تكفّ محطّات التلفزة العربية المأجورة من تضخيم الأمر بل و الزيادة على حقيقة ما جرى بتأجيج المشاعر و إثارة التحريض. أما هنا فإن الفلسطيني يقتل أخاه الفلسطيني بدم بارد دون أن يؤدي ذلك إلى فضح هذه الجرائم بل يصار إلى القول بأن حماس حقّقت نصراً عسكرياً حاسماً. و السؤال الذي يفرض نفسه بقوة في ردنا على هؤلاء. ما هو هذا النصر العسكري يا ترى؟ ثم مَنْ يخدم مثل هذا النصر لو صحّت تسميته نصراً؟ و مَن يسعى إلى كلّ هذا التأجيج؟ و مَن يوجّه قيادات حماس للمضي في هذا التصعيد؟ و هل سيخدم هذا قضيّتهم؟ هذا إذا كانت بقيت لهم قضية بعد الذي جرى في قطاع غزة من أعمال بشعة يندى لها الجبين. مثل أن يتمّ أسر الناس ثم يذبحون و يطلق عليهم الرصاص بهذا الحقد و هذه الكراهية!!؟؟ إنّ هذا هو قمّة الإجرام و قد فاق الإجرام الصهيوني ومن يسمع الكلام المعسول من هنية رئيس الوزراء المُقال و غيره من القادة الفلسطينيين بقولهم: إنّ الدم الفلسطيني خطّ أحمر يكاد يصدّق هذه الأكاذيب لكن ربما يكون ذلك المسؤول على حقّ فالخط الأحمر هو أن تصطبغ الشوارع و الساحات و المكاتب بهذا الدم الأحمر الذي أصبح رخيصاً جداً هذه الأيام!
لم تمض ساعات على إعلان حماس "لفوزها و نصرها" المعلن على "الخونة و المرتزقة: كما تسمّي خصومها حتى جاءت تعلن إنشاء الدويلة الإسلامية. يا إلهي ما هذا؟؟؟ سؤال كبير الحجم و يحتاج إلى شروحات و تفسيرات و مراجعات و مداخلات كثيرة. هل جاءت كل هذه الترتيبات بتخطيط و دعم من الحرس الثوري الإيراني؟ هناك دلائل كثيرة تؤكد صحة هذا التساؤل و منها أن الرئيس الإيراني المعتوه صرح قبل أيام بأن موعد القضاء على إسرائيل قد حان. و قال بعد ذلك لئلا يقال أن التهديد المباشر سيكون من إيران. قال: إنّ الدول المجاورة لإسرائيل هي التي ستقضي على إسرائيل! إلى هنا و يفهم حتى الشخص العادي بأن دول الجوار الأساسية و هي مصر و الأردن لهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل و ليس بمقدورهما فعل أي شيء لارتباطهما بمعاهدات دولية و مواثيق تمّ التوقيع عليها. بقي إذن سوريا و لبنان و فلسطين. أما عن سورية فليس بمقدورها أن تحارب البتة و هي تحاول اللعب بأوراق صار معظمها مكشوفاً و غير ذي نفع لأنه ألّب عليها المجتمع الدولي في أكثر من مكان. و هي تستميت من أجل أن تعقد اتفاق صلح مع إسرائيل و ما الاتصالات التي دامت طويلا بين رجل الأعمال السوري المعروف و الذي كشف عن اسمه مؤخرا و هو موفد من قبل السلطة السورية و بين مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى سوى الدليل على ذلك, و عندما لم يتم إحراز أي تقدم ملحوظ نفت سورية أن تكون شاركت بمثل هذه المفاوضات.
أما عن لبنان فليس بمقدوره أن يحارب و هو لا يثق بالنظام السوري فهو يتهمه دائما بتدبير الاغتيالات في لبنان و خلق القلاقل و البلبلة و المشاكل و قصة حزب الله سوف تنتهي بما ليس بحسبان إيران ولا سورية. بقيت فلسطين و ها هي تفتعل هذه الأزمة من خلال حماس لتقضي على آخر أمل في إمكانية قيام حلم الدولة الفلسطينية و بسيطرة حماس على قطاع غزة و سعيها إلى السيطرة على القرار العام فإن هذا سيقدم خدمة جليلة لإسرائيل و مبررات كثيرة لكي يقف كل العالم في وجه قيام دولة فلسطينية. فهل ستقيم حماس دولتها في سورية و إيران؟
إنّ سياسة اللعب بالنار التي تقوم بها إيران في غزة من خلال دعم و تدريب و تسليح عناصر حركة حماس سيكون له آثار سلبية خطيرة و مستقبلية على قضية الشعب الفلسطيني و لا يمكن أن تقوم له دولة معترف بها دوليا خاصة متى نادت بالدولة الإسلامية على غرار طالبان في أفغانستان أو ما يحلم بتحقيقه جماعة الإخوان المسلمين في كل من مصر و الأردن على الساحة الفلسطينية.
ربّ قائل يقول: كيف يمكن للحرس الثوري الإيراني الشيعي أن يدعم حماس ذات التوجه السنّي؟ إن الأمر واضح جدا و بسيط فمن أقام هذه المعادلة اعتمد على مقولة عدو عدوي صديقي. لكن ما الذي يمكن أن يجري بعد أن تقوم أمريكا و إسرائيل بضرب المفاعلات النووية الإيرانية (و هذا قادم لا محالة) و من تحطيم قدرة الجيش الإيراني و شلّ قدراته و حركته و هذا ليس بالحلم بل سيتمّ قبل مغادرة بوش البيت الأبيض؟ إنّ سورية و حماس و حزب الله سيخسرون كلّ شيء. لن تعود في يدهم أوراق يلعبون بها و سيخسرون حليفا و داعما هاما و أساسيّا لهم في هذا المجال.
كيف سيقبل الغرب و أمريكا و هم الذين قضوا على نظام الحكم الإسلامي في أفغانستان أن يتكرر ذلك الأمر في غزة؟ إن قادة حماس لا يفكرون بعقولهم بل ينساقون وراء عواطفهم و يقومون بتنفيذ ما يراد منهم على أمل أن يتحقق لهم الحلم الأكبر بإزالة دولة إسرائيل من الوجود كما يدعو إليه الرئيس الإيراني غير المتّزن عقلياً. لقد حارب العرب أربعة حروب و لو خاضوا مئات الحروب الأخرى فهم لن يفلحوا لأن تفكيرهم لا يتعدى حدود الكراهية و الحقد و العنصرية و الجهل, و هم أبعد ما يكونون عن الحكمة و الرشد و التعقل. يفكرون بعواطفهم و يسيرون خلف غرائزهم فيما إسرائيل تبني بالعلم و تخطّط بالعلم و تنفّذ بالعلم و لم تكن غلبة في يوم من الأيام للجهل على العلم!
منذ زمن قديم قال أحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الأسبق: إننا سنرمي إسرائيل في البحر! و رأينا مَن الذي رمى مَنْ! و ها هو شخص أكثر تشدّدا من الشقيري يدعو هذه المرة إلى القضاء على إسرائيل و تدميرها. كلّ كلمة يتفوه بها هذا الشخص غير المسؤول محسوبة عليه و سينال المصير الذي ناله من قبله الحمقى و الطائشون الذين لعبوا بمصائر شعوبهم و شعوب العالم فصاروا علّة على شعوبهم و خطرا كبيراً على مصير العالم الحرّ.
إنّي أعتقد أن حماس وجّهت بهذا العمل الجنوني ضربة قاضية لكل مستقبل القضية و الدولة الفلسطينية و نلاحظ كيف كانت ردة فعل العالم الحرّ و العالم العربي على هذا الجموح الأهوج و الذي قاده غرور أحمق أدى إلى مقتل أبرياء و إخوة في السلاح و النضال! إن التاريخ لمن يرحم مثل هذه الجرائم و سوف يحاسب مرتكبيها عاجلا أم آجلا على ما اقترفته أيديهم من ظلم و قتل و جريمة. لماذا قتل الفلسطيني من قبل اليهودي جريمة فيما قتل الفلسطيني من قبل حماس حق و شرعية و وطنية؟ أليس هذا هو الجنون الأعمى بحد ذاته؟ أليس هذا هو التلاعب بالقضية و خداع الشعب الفلسطيني المسكين من أجل تطبيق نظريات دينية أصولية لها أجندة خارجية لا علاقة لها بقضية فلسطين و تحريرها؟ هل بهذا العمل تستطيع حماس أن تضمن تواجدها في الشرعية الدولية؟ إن أسئلة كثيرة تفرزها ظروف المرحلة و سوف تجيب عليها الأيام و الأسابيع و الشهور المقبلة, و حين يذوب الثلج سينكشف ما تحته من خِرء و خراء.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke