Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
دهاليز الأبالسة بقلم: فؤاد زاديكه القسم السابع
دهاليز الأبالسة
بقلم: فؤاد زاديكه القسم السابع و من ثمّ و لضرورات الأمن (و طبعاً هذه العبارة كانت في جميع الأحوال و الظروف و الحالات و الأمكنة تستخدم كعكّاز لتبرير غير المبرّر و لرفض المنطق و العدل و الحق) يحق لرجل الأمن المخابراتي السوري التابع لنظام الاجرام البعثي، ما لا يحقّ لغيره و الله أعلم ما الذي كان و لا يزال يجيزه لنفسه في بلد سيطر عليه الرعب من الحاكم و من بطش أزلامه و تعدياتهم و تجاوزاتهم التي كانت و على الدوام تبقى بعيداً عن دائرة المراقبة و المحاسبة و كما يقول المثل فإنّ حاميها حراميها. لا يزال الجهل و الخوف يسيطران على قلوب و عقول الشعب بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على حكم هذا النظام بجوره و تعسّفه و عدم أخلاقياته الأدبية و السياسية. إنّ أغلبيّة الشعب ترزح تحت نير الفقر المدقع بسبب نهب ثروات البلد من قبل حكّامه، و لهذا يسود الجها الفكري بسبب القمع و الاضطهاد و عدم توفّر أي نوع من أنواع الحريّة. شعبٌ يكبّله الفقر و الخوف فتموت طموحاته و تتبخّر أحلامه، مما يتسبّب له بإحباط شديد و يأس قاهر، هكذا يتعامل الحكام المتجبّرون مع شعوبهم فبدلاً من أن يخدموا شعوبهم يُلزِمون هذه الشعوب على خدمتهم و تقديم ولاء الطاعة رغم أنوفهم و إلا فالقهر و التعذيب و السجون بانتظارهم. إنّ معشرَ العرب جائعو جنس و باحثون عن المتعة و الملذات و الشهوات و أعني بهذا الطبقة الحاكمة و المتحكّمة بمصير شعوبها و القابعة على صدور هذه الشعوب ككابوس خانق. ما الذي يمكن أن تراه هذه الشعوب سواء في يقظتها أو في أحلامها غير الخوف على المصير و مستقبل الأسرة هذا إن بقي هناك شيء يمكن أن يقال عنه أنه مستقبل. هذا النهم الجنسي يفقد المرء كرامته و يطعن بشرفه. قيل أنّ مسعى هذا الرجل المتحكم بمحافظة الحسكة و حيث مركز عبادته كان في مدينة القامشلي، قد انتهى إلى مصير بائس و سأتتبع الحدث كما رواه راووه و تحدث عنه مخترعوه، لأنّي كنتُ غادرت البلد حينها لهذا سأروي الحدث كما سمعته دون زيادة أو نقصان و بالنهاية سنكون أدركنا الحكاية بما كان فيها من أسلوب الرواية التشويقي. لم تكن القضية التي ختمت مصير هذا الانسان المعتدّ بنفسه و بقوة سلطته و سلطانه و المتجاوز _ شأنه شأن كلّ رجال أمن هذا النظام المجرم_ لكل القوانين و الأعراف هي الأخيرة من نوعها، بل أنه لم يكن أول من لطع من ملعقة اللذات و المتع و الشهوات، هذه المتع التي قد تقتل بالسم صاحبها أحياناً. و كانت هذه المرّة المسدس كأداة قتل و كحكم بالاعدام و كان المغدر خبر هذا المسدس لأنه كان لسان حاله في أوقات الضرورة أو الحاجة التي تدعو لذلك، و ممَّنْ؟ من بروتس. إنّ يد (ح.س) هي التي امتدّت لتضع نهاية لهذا المدعو (م.م) ربّما كانت من خلال الحكم الأول عليها أنها جاءت انتقاما لشرف القاتل الذي ثأر لزوجته المسكينة و التي دفعت شرفها حساباً لجمالها الذي عبث به المغدور _ إلى هنا و يروي لنا الراوي حكايته هذه و كان غادر سورية منذ أيام قليلة _ إنها كانت عملية انتقام لشرف الوطن و كرامة الشعب التي انتهكها هذا النظام البعثي السرطاني المستفحل في جسد الوطن برمته، لم ينج عضو واحد من هذا الجسد من شرّ هذا السرطان الخبيث. إنّها الامبراطورية الجديدة التي حكمت على الشعب السوري بالموت و القهر و الظلم و الاغتصاب و كتم النفوس و قطع الألسن. إنّ دولة يقودها جهاز استخبارات و يتحكّم بمصيرها عمالقة طائفة دون غيرها لا يمكن أن تكون قابلة للحياة مهما تسلّحت بطغيانها و لجأت لجبروتها و استخدمت كلّ وسائل التصفية و الإبادة. و كما سقط البعثي التكريتي فسوف يسقط البعثي اللاذقاني فحكم الطائفة الواحدة لن يكتب له النجاح لأنه غير عادل و هو ليس على حق فالوطن يكون لجميع أبنائه. لقد تم تجاهل السنة و الكرد و السريان و الآشوريين و بقية ما يمكن تسميتهم أقليات تجاوزاً لخطأ التسمية لكننا اعتدتنا عليها و يجب أن تلغى فلا أقلية و أكثرية بمفهوم المواطنة و الوطن و الكلّ هم أبناء لهذا الوطن دون استثناء و بعيدا عن المحزوبيات و المحسوبيات و العشائريات و القوميات. بكل أسف تستمد الحكومات العربية أسس و مفاهيم حكمها من التاريخ الاسلامي و مما كان من مخلفات هذه العقيدة التي أساءت و تسيء لمجتمعاتنا الانسانية. و من هنا تظهر أفكار الاقصاء و عدم السماح بالمشاركة و بالتالي بقمع الحريات و بالمطلق و من ثم باعتماد النهج الديني في حكم الشعوب على أساس الشريعة و أحكامها و بنودها و هذه الشريعة كانت فاشلة منذ عهدها الأول و هي غير صالحة البتة لعصرنا الحالي حيث وجوب تفعيل مؤسسات المجتمع المدني و تطبيق العدالة الاجتماعية و نهج الحريات على اختلاف أنواعها و الاهم أن يتم فصل الدين عن الدولة كحل لأكثر مشاكل هذه المجتمعات العربية التي تربط نفسها بعجلة الفكر الديني الاسلامي. يتبع..... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|