Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2014, 04:27 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,001
افتراضي أسبابُ جهلِ المسلمين بقلم: فؤاد زاديكه

أسبابُ جهلِ المسلمين

بقلم: فؤاد زاديكه


لا أحد يعلم إلى متى سيبقى المسلمون، ينظرون إلى جميع أمور حياتهم من زاوية الدين، و الدين وحده. إنهم يحشرون الدين في كل صغيرة و كبيرة من قضايا الحياة و المجتمع، و لأن الفكر الإسلامي فكرٌ متعثّ
ر و غيرمتطوّر (جامد) بفعل ما يسوده من ركود و من تكفير لأي مسعى يدفع إلى التطوير و التجديد في أفكاره، بل أكثر من هذا، فإن أغلبية القائمين على الشأن الفكري الإسلامي يسوّقون إلى اعتبار أن الجهل عموماً يتركز في جهل المسلم لدينه، و هو بذلك يضع الإسلام كواجهة للمعرفة و العلم و الثقافة، لكنّ حقائق الأمور، و ما هي عليه جميع المجتمعات الاسلامية من تخلّف و جهل و فساد و انغلاق فكري و عقلي و اجتماعي، إنما يؤكد خلاف هذا الكلام الذي يتمّ تسويقه. إنّ المسلمون بالتحديد و دون غيرهم من شعوب العالم قاطبة معروفون بثلاثية الجهل و الفقر و المرض، و هذه الثلاثية هي نتيجة حتمية لإغفالهم أهمية العلم و اعتبارهم أن العلماني كافر و المتعلّم يشكّل خطراً على الإسلام، يمكن أن يكون لديهم بعض الحقّ في هذه الجزئية الوحيدة، فالمسلم عندما يتثقف و يطوّر نفسه علمياً و معرفياً، لن يقبل بالمسلّمات التي يقوم عليها الفكر الإسلامي و هذا الدين برمته، فمن يتثقف و يفهم أمور الحياة و تتوسّع مداركه الثقافية سيسأل عمّا لا يقبله العقل و سيناقش به، و مثل هذه القضايا التي لا يقبلها العقل السليم هي كثيرة في الإسلام، و من هنا تأتي خطورة هؤلاء على الإسلام، كما يقول شيوخ و أئمة المسلمين، فلا يجب على المسلم أن يسأل أو أن يناقش في أمور الدين، و إنّما عليه بالطاعة و الطاعة العمياء، لهذا يؤكد الإسلام على وجوب تطبيق مضمون مقولة: "و لا تسألوا عن أشياء تبدو لكم فتسؤكم" هذا المفهوم يقف حاجزاً و مانعاً كبيرلً في طريق المعرفة، فالذي لا يسأل لن يتعلّم، و الذي لا يحاور و يناقش الأفكار و القضايا و الأمور المختلفة في الحياة و الدين، فإنه سيقى جاهلاً بها و على عدم معرفة.

من هنا يأتي واقع عجز أغلبية المسلمين على خوض غمار حوارات دينية مع أصحاب الديانات الأخرى أو مع الليبيراليين أو المثقفين عموماً، فيكون منهم الهروب من الحوار و من ثمّ سوق الاتهامات بعدم معرفة أمور الإسلام و قضاياه من قبل هؤلاء و على أكثر الأحوال يصير تهجم من قبلهم و ربما يتبع ذلك منطق السب و الشتم و اللعن و هو منتهى الإفلاس الفكري لدى المسلمين، إنهم لا يقفون على أرضية فكرية ثابتة و لا علم أكيد و دقيق بأمور دينهم، لكونهم يقبلون بكل ما له علاقة بالدين بالقبول التامّ و الرضوخ دون أن يتركوا أي مجال للعقل و للفهم كي يحاور و يحلل و يدقق و من ثم يصل إلى القناعة الأكيدة القائمة على الصواب و الصحة و الثبات بحيث لا يقبل أي شكّ بما توصّل إليه، لأن طريقه إلى ذلك هو العقل.
يقول أحد شيوخ الإسلام: " قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[9].
فالواجب على أهل العلم في أي مكان أن ينشروا هذا بين الناس، وأن يظهروه حتى لا يبقى للعامة عذر، وحتى ينتشر بينهم هذا الأمر العظيم، وحتى يتركوا التعلق بالأموات والاستعانة بهم في أي مكان في مصر أو الشام أو العراق أو في المدينة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو في مكة أو غير ذلك، وحتى ينتبه الحجيج وينتبه الناس ويعلموا شرع الله ودينه، فسكوت العلماء من أسباب هلاك العامة وجهلهم، فيجب على أهل العلم أينما كانوا أن يبلغوا الناس دين الله، وأن يعلموهم توحيد الله وأنواع الشرك بالله حتى يدعوا الشرك على بصيرة، وحتى يعبدوا الله وحده على بصيرة، وهكذا ما يقع عند قبر البدوي أو الحسين رضي الله عنه، أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، أو عند غيرهم يجب التنبيه على هذا الأمر وأن يعلم الناس أن العبادة حق لله وحده ليس لأحد فيها حق كما قال الله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[10]، وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[11]، وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ[12] يعنى أمر ربك، فالواجب على أهل العلم في جميع البلاد الإسلامية وفي مناطق الأقليات الإسلامية وفي كل مكان أن يعلموا الناس توحيد الله، وأن يبصروهم بمعنى عبادة الله وأن يحذروهم من الشرك بالله عز وجل الذي هو أعظم الذنوب، وقد خلق الله الثقلين ليعبدوه وأمرهم بذلك، لقوله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[13]، وعبادته هي: طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وإخلاص العبادة له وتوجيه القلوب إليه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[14]"

و يقول شيخٌ آخر في تعريفه بالجهل: "وهذا الجهل الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيقع في الأمة وأنه سيكون من أسباب تفرقها هو جهل بأمرين.
أـ الجهل بعلوم الشريعة.
ب ـ الجهل باللغة العربية.
أ ـ الجهل بعلوم الشريعة: لما علم الصحابة رضوان الله عليهم خطورة الجهل على مستوى الفرد وعلى الجماعة حرصوا على تعليم الناس أمور دينهم وعلى تلقين أبنائهم أصول الاعتقاد وتوصيتهم بالتمسك بالسنة"

و يأتي شيخ آخر يدّعي العلم و المعرفة فيشرح للمسلمين أسباب جهلهم و خلفهم سنوجز قوله برؤوس أقلام وضعها هو عناوين رئيسة ضمن مقاله:
"سقوط الخلافة ألإسلامية.
فصل الدين عن الدولة.
الهزيمة النفسية أمام الأعداء.
الجهل وتخلف المسلمين في العلوم الإسلامية والعلوم المادية.
الإعجاب بالغرب واعتباره القدوة الصالحة.
الإفساد بأسم الإصلاح والتطور.
اجتماع كلمة الأعداء علينا مع تفرقهم وتشتتهم.
الجهود التي بذلها المستشرقون والمستغربون أيضا.
ضعف القدوات لدى العلماء والقادة.
خيانة بعض المسلمين لدينهم ولأمتهم.
نشوء العصبيات والقبليات.
الجبن والخوف وحب الدنيا وكراهية الموت."

و كما نلاحظ فإنّ جميع رجال الدين الإسلامي تقريباً متفقون على أن العلم هو الالمام بأمور الدين و الفقه و اللغة العربية و الشريعة الإسلامية، و أن الجهل هو عدم معرفة كل هذا من قبل المسلم، و هذا تأكيد واضح لقولنا في مدخل هذا المقال بقولنا إن المسلمين يرون كلّ شيء في الحياة بمنظور الدين و ليس سلاح العلم و المعرفة و التكنولوجيا لهذا تبقى أوضاعهم لى ما هي عليه من تخلّ و من جهل و من فقر وهذا كله يولّد البغضاء و كراهية الآخر و عدم الثقة به و التعامل معه على أساس أنه عدو أو ضد و كثيراً ما يتلازم هذا السلوك من قبل المسلم تجاه بالآخر بسلبيات منها العنف و التكفير و الارهاب و الإقصاء و العداوة و المسلمون هم السبب في نشوء مثل هذه الحالات و الأوضاع لما قد تمّ غرسه في أفكارهم من انغلاق و في نفوسهم من شحن و حتى الشحن للمسلم السنّي ضد المسلم الشيعي أو بالعكس.

بكل أسف يمكننا القول بأن الجهل مقدّس في الإسلام، و لا يهمّ أن يكون هذا الجهل بجميع العلوم و معارف العصر، لكنْ لا يجوز أبداً أن يكون جهلاً بالدين، هذا الدين الذي يدعو إلى الفرقة و البغضاء و قتل المحبة بين البشر، هذا الدين الذي لا توجد آية واحدة في كلّ القرآن تتحدث عن السلام و السلم أو تدعو إليه و تشجّع المسلمين على ممارسة الفكر و السلوك المسالم و السلمي، فمن أين سيتعلم المسلم مفهوم السلام ليمارسه في حياته مع الآخرين؟ ربما لدى البعض من التربية البيتية حين يكون والداه واعيين و مسالمين فسوف يربيانه على هذا و لن يكون الدين هو السبب في ذلك لأنه لا يدعو إليه بل إلى العنف و القسوة و الرهبة و وجوب ضرب الأعناق.

"يتساءل الكاتب والإعلامي المعروف خالد الحروب في تعليقه الآتي حول ماهية القضية التي كانت لِتُثير غضب النبي محمد أكثر من غيرها: أَهَيَ محاولة "جهاديين" قَتْل تلميذة وهي ذاهبة إلى المدرسة، أم اغتصاب "مسلمين" بشكل جماعي متوحش لفتاة مسلمة وتواطؤ القانون مع مغتصبيها، أم الرسوم الكرتونية الدنمركية، أم حتى خطبة البابا واستشهاداته السخيفة؟"

"تحدث الدكتور عبدالقادر بن محمَّد عطا صوفي من سوريا في دراسته (الأسباب الفكرية المؤدية لظاهرة التكفير) عن الأسباب الفكريَّة المؤدّية لظاهرة التكفير، ومنها: الجهل، وهو التلقي غير المنضبط للعلم, تناول منها: الجهل بحقوق ولاة الأمر، والجهل بحقوق المسلمين والجهل بمقاصد الشريعة، والجهل بمفهوم الولاء والبراء، والجهاد. والجهل بالفرق بين الحكم على الذنب وبين تنفيذ العقوبة على مرتكبه، ثم ختم بحثه بجملة من النتائج والتوصيات منها وجوب إعادة الثقة بين العلماء والحكام والشباب، على أسس سليمة من وعي لواقع الأمة، وتمسُّك بشريعتها السماوية.

وتمكين العلماء الربانيين من القيام بواجبهم وفتح السُّبُل لكلمتهم، والسماح بمرورها إعلاميًّا ووجوب التحذيرِ من التهاون في طاعة أولياء الأمر، أو الخروج عليهم، لِمَا لذلك من عواقب سيئة، من أهمّها: فقدان الأمن الذي هو مادّة حياة النّاس، وبوجوده تُقام الشعائر، وتُنفّذ الحدود، وتتيسَّر معايش النَّاس وضرورة العمل على منع من لا يوثق بعلمه وعقله وخلقه من إصدار الفتاوى التي تمسّ أمن المجتمع، وتماسك الأمة، أو تؤدي بها إلى الحرج، أو بمصالحها إلى الضرر.

وقدم الدكتور عبدالله البخاري من المغرب دراسة (الجهل والهوى سببان رئيسان لظاهرة التكفير) عالج فيها سببين رئيسين يعتبران من أهم الأسباب الفكرية المؤدية لظاهرة التكفير، وهما: الجهل، واتّباع الهوى."

و السؤال المنطقي المطروح هنا على كلّ من يؤمن بمقولة أن الجهل يقتصر على الجهل بعلوم الدين و الشريعة، ليغفل الجانب الساطع من نور العلم و المعرفة و عظمة المختبرات و التجارب، هو: أيها العالم المسلم الفاضل قل لي متى أصبح المسلم عالما بأمور دينه و مقتصراً على هذا الجانب من العلم دون غيره، هذا إن صحّت تسميته علماً، كم طائرة و سفينة و كومبيوتر و غوغل و انترنت و هاتف و سيارة و آلة كهربائية و ميكانيكية سوف يصنع نتيجة هذا العلم و المعرفة؟ أم ستظلون تعيشون على ما ينتجه الغرب من عبقرية العلوم و المعارف و تستفيدون منها في حياتكم اليومية كلّ يوم و أنتم تستمرون بدجل كبير و نفاق مشهود تتهجمون على الحضارة الغربية و تكفّرونها لأنها بلاد الكفر و أنتم تعيشون على فُتاة موائدها التي تملأ أسواق بلدانكم، و توجد في كل زاوية من زوايا بيوتكم و ركن فيه كالتلفاز و الهاتف و الموبايل و السيارة و غيرها؟

هل عرفتم مدى نكرانكم لجميل الغرب معكم و لفضله الكبير عليكم في كلّ أمور حياتكم؟ هل أنتم كفرة أم هم؟ و ماذا سيفيدكم علم شريعتكم الغبية الجاهلة و التي هي عقوبة و جزاء للجنس البشري؟ ألا زلتم تتشدقون بعلم الدين و تعملون على تفعيل الدين في أمور حياتكم العامة و الخاصة و حتى في سرير الزوجية بدعوى أن ينكح الرجل زوجه من طرف اليمين أم اليسار؟ و هل يسمح الدين بركوب الزوجة على زوجها في وضع الفارسة مثلا؟ و هل علمتم كيف كان نبي الإسلام ينكح السراري و الجواري و الإماء و المسبيات و ملكات اليمين؟

يا أمة الجهل، لنتتمكني من الخروج من عنق الزجاجة، فهنيئا لك بإسلامك الذي جعلك في مؤخرة شعوب العالم و صرتِ مضرب المثل للسخرية و للغباء و للجهل و الإرهاب. إنّ دينك هذا هو سبب جهلك و تخلّفك و حقدك و إرهابك و المشاكل المعقدة لك و التي لن يكون بمقدورك الخروج منها، لطالما بقي دستورك هو هذا الدين المتخلف و الجاهل.

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke