Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2014, 03:07 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,001
افتراضي متى سيعترف المسلمون بالحقيقة؟ بقلم: فؤاد زاديكه

متى سيعترف المسلمون بالحقيقة؟

بقلم: فؤاد زاديكه



هل تساءل أيُّ عربيّ مسلم، بيومٍ ما عن أسباب تردّي جميع الأحوال الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الانسانية و الروحية في بلدان العالم الإسلامي ككل، دون غيرها من البلاد الأخرى؟ و ذلك بعيداً عن العزف المألوف لدى المسلمين عموماً، على أوتار نظرية المؤامرة و الزعم بأن السبب يعود إلى الاستعمار و ما إلى ذلك من مبررات و أسباب واهية غير منطقية و غير دقيقة، بل و غير صحيحة بالمطلق، فهناك دول مثل ألمانيا و اليابان و أمريكا تمّ استعمارها و لسنوات طويلة، و هي تعتبر اليوم من أقوى دول العالم في مجال الاقتصاد و السياسة و المجتمع و أرقى الدول في مجال الحريات و حقوق الإنسان و تطبيق القانون وفق المعايير العادلة. و من أجل أن نكون صادقين بإطلاق أحكامنا و عادلين، فيتوجب علينا أن نفهم و ندرك بوعي حقيقة أسباب هذا الانحدار في المجتمعات المسلمة، ممّا ينعكسُ سلباً على شعوبها.

إنّ هذا التخلّف، الذي نراه اليوم سائداً في هذه المجتمعات و ضارباً فيها أطنابه، ليس وليد البارحة و لا اليوم، إنه من عصور قديمة، و من الغبن و الاجحاف أن تتمّ إعادة أسبابه إلى هذا العصر أو إلى ما يحصل فيه من تطورات لدى الشعوب الراقية و قفزات علمية تكنولوجية نوعية، فيما هناك شعوب أخرى تعيش واقع مطبّاتٍ عسيرةٍ و خطيرة يصعبُ الخروج منها، أو تجاوزها إلاّ بأعجوبة قد تحصل بيوم ما. ف"لكلّ مجتهٍ نصيبٌ" و "مَنْ جَدّ وجدَ و مَنْ سار على الدربِ وصلَ" و لا يمكن لأي شعب أن يحقق طموحاته بالأحلام و التمنيات، بل بالجهد و المثابرة مستعيناً بالعلم و بالمعرفة و متسلّحاً بأسبابها الفاعلة.

فالمسلمون _ و هذا معروفٌ عنهم _ أنهم يقفون دائما في طريق أي مسعى لنهضة فكرية أو تطوّر علمي ثقافي خوفاً على تراث بليد لديهم أكل الدهر عليه و شرب. المسلمون شعب كسول لا يسعى إلى التقدم بسبب الفكر الرجعي و التكفيري المشكّك بالآخر و المعادي له أيضاً، إذ كيف يمكن التواصل مع الآخر دون مدّ جسور من الثقة و القبول بين المسلمين و بين ذاك الآخر؟ فمن يكفّر لن يمدّ يداً و لن يقيمَ جسرَ تواصل، و مَن يشكّك بالآخر لن يكون أهلا لثقة الآخر به، و من يحاول إقصاء الآخر و تغليب نهجه الأحادي الجانب فعليه ألا" يأمل الكثير من هذا الآخر. أجل لقد أبدع المسلمون في مجال إثارة النعرات ضد هذا الآخر و اتهامه بما ليس فيه و لا ما هو عليه، و هذا الآخر هو الذي يملك العلم و الخبرة و المعرفة، فيما يملك المسلم الجهل و الشعور بالخوف من الآخر و بعدم الثقة. كيف سيتحوّل هذا الجهل إلى ما هو خلافه متى ظلّ على ما هو عليه من الشك و الخوف و الريبة و منذ عصور طويلة؟

إنّ ما جرى و ما يجري في بلدان العالم الإسلامي من حوادث و أحداث أكثرها دموي، ما هو سوى نتيجة منطقية و طبيعية للواقع الفكري السائد و لنمط هذا الفكر المتطرّف و العنصري الإقصائي، الذي يحكم هذه المجتمعات و يسودها و بالتالي يقودها. فأي مجتمع إنساني لا يعيش حالة الأمن و الاستقرار، لن يتمكن من النهوض بأية حركة عمرانية أو إجتماعية أو اقتصادية و لا يتمكم من القيام بأي إصلاح سياسي يضع هذه المجتمعات على سكة الطريق الموصلة إلى المستقبل المنشود.

لن يكون صعباً على أي مراقب لهذه المجتمعات لأن يضع يده على الأسباب الحقيقية التي تُبقي هذه المجتمعات على ما هي عليه من تخلّف و جهل و همجيّة و تردّي أوضاع في مختلف جوانب الحياة الانسانية. فالأمور واضحة وضوح الشمس و لا يبقى على أصحاب القرار سوى الاعتراف بها و هنا تلزمهم الشجاعة الأدبية و الأخلاقية، و إن هم أرادوا العبور إلى الطرف الآخر من الحضارة فعليهم التضحية بالكثير من هذه الأسباب، التي هي وراء كلّ هذا الانحراف و الانحلال و التخلّف، يجب نقد القديم و نقضه و بناء الجديد على أسس تلائم روح هذا العصر و تلبّي متطلّباته من أجل شعوبها، و هي تضحية سوف تُقابل بالتقدير و الاحترام.

عندما لا تكون دولة إسلاميّة واحدة تتمتع بخصائص الدولة العصريّة المتقدّمة و التي يمكن أن تكون مثالا يحتذى بها، فإن هذا يؤكد حقيقة أن العلة تكمن في ما تقوم عليه هذه المجتمعات من شرائع و قوانين و ما تعمل له من أجندة، و العلة هي في الشريعة الإسلامية، التي تعمل بها كل الدول الإسلامية، و تهتدي ببنودها التي لا يمكن أن تكون عادلة و لا إنسانية و لا حضارية في أي لحظة أو يوم. إنها مبادئ عتيقة لا تعترف بحق الإنسان بالحياة و لا توفر له حريته الشخصية و لا الدينية و هي قوانين تحدّ من مفعول العقل و من مساهمته في عمليات التنمية و النهوض و البناء، إنها قوانين تنافي حقوق الإنسان و تتعارض مع الانفتاح فهي إقصائية و تكفيريّة عنصريّة تستند إلى أسس هي أقرب ما تكون إلى إجرامية انتقامية منها إلى إصلاحية فاعلة.

إن الشريعة الإسلامية تعود بأصولها إلى نمط حياة كان سائداً قبل أكثر من 1400 سنة و العالم اليوم طرأت عليه تغيّرات عظيمة و هائلة، و بجميع ميادين الحياة، فهناك العلوم المتعددة و المتنوّعة و المختلفة و هناك التطور الكبير الذي طرأ على عقول الناس و مفاهيمهم و بالتالي انعكس على سلوكياتهم و أنماط معيشتهم و حياتهم، فلا يمكن و الحال هذه أن تحكم هذه المجتمعات شريعة غاب لا تميّز بين الحق و الباطل و لا بين الخير و الشرّ اللهمّ ما سوى المفهوم الديني الذي يجب إخضاع كل ما في الحياة له. قوانين الشريعة الإسلامية هي نفسها تلك القوانين التي كانت تسود أيام العشائرية و القبلية حيث الغزوات و السبي و النهب و الحروب و نتائج ذلك من انتهاكات جمّة لحقوق الإنسان و للبشريّة كمفهوم. و نرى اليوم بوضوح في كلّ مكان تسيطر عليه جماعة إسلاميّة أنها تقوم بتطبيق بنود هذه الشريعة و يحصل الآتي:

تصفية الأقليات العرقية و الدينيةغير المسلمة
انتهاك الحقوق الانسانية بشكل عام
اغتصاب النساء و الاتجار بهن كسبايا غزوات كما كان يفعل نبي الاسلام و قادة المسلمين من بعده
إجبار الناس على الدخول في الاسلام بالقوة و بالاكراه و من يرفض ذلك يكون مصيره القتل و الذبح تماما كما حصل في حروب الردة و ما بعدها.
فرض الجزية على أصحاب الديانات الأخرى
فرض الصلاة و الصيام بالقوة و تحديد ساعات معينة للصلاة يجب أن يلتحق بها الجميع
إلزام النساء و الفتيات على ارتداء الحجاب و هو فرض على المسلمة و على غير المسلمة.
منع شرب الخمور أو الاتجار بها و عقوبة ذلك معروفة و هذا جانب من جوانب انتهاك الحريات الشخصية
هدم الكنائس و جميع دور العبادة غير الاسلامية
تهجير المسيحيين و مَن هم مِن غير المسلمين من قراهم و بلداتهم و الاستيلاء على أملاكهم و ممتلكاتهم
تحويل الكنائس إلى مساجد أو إلى ثكنات عسكرية و القضاء على معالمها الدينية الخاصة بها.
إتلاف و حرق كل الشعارات الدينية لغير المسلمين و منع أصحابها من ممارسة شعائرهم الدينية
لقد حصل مثل جميع هذه الأمور و السلوكيات ليس من قبل داعش لوحدها بل من قبل الخليفة عمر ابن الخطاب حين احتل بيت المقدس و من قبل عمرو ابن العاص حين احتل مصر و لا يزال أقباط مصر لغاية اليوم يعانون من القوانين الجائرة بحقهم و التي فرضها الفاتح و الغازي ابن العاص، و حصل نفس الأمر مع الأمازيغ سكان شمال أفريقيا و مع سكان بلادالشام و العراق و تركيا و بلاد فارس و غيرها. إن هذه الانتهاكات ليست وليدة اليوم و لا هي من اختراع داعش أو تنظيم القاعدة، إنها بنود أساسية في الشريعة و الشرع الاسلامي المطبق في جميع البلاد الاسلامية، و ما يجري في الخفاء بهذه البلدان معروف فأول البارحة قام أحد مسؤولي سجن في باكستان باغتيال قس مسيحي يقبع في السجن الذي كان يشرف عليه هذا المسلم المجرم و القاتل و سبب الفعل كما هو معروف أنه ديني و ليس سوى ديني.

لهذا نقول على المسلمين ألا يلوموا أحداً على ما هم عله، و ألاّ يعيدوا أسبب جهلهم و تخلفهم و همجيتهم إلى دول الغرب التي يحبون تسميتها بدول الكفر، كتعبير عن شعور الاعتزاز بالدين لاسلامي. إن سبب جهلهم و عنصريتهم و تخلفهم هو دين الإسلام و الشريعة الإسلامية و شيوخ الاسلام، فهل عرفوا السبب و اعترفوا بجرمهم هذا أمام الملأ؟
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke